عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-May-2019

الخروج من برزخ الموت - رشيد حسن

 

الدستور - لم يعد خافيا على أحد ان الامة كلها من الماء الى الماء، تعاني من ازمة خطيرة ، وان هذه الازمة تهدد وجودها، وتشي بخروجها من التاريخ، واذا ما خرجت من التاريخ فلن تعود كما يقول المؤرخ البريطاني ستوكويل..
هذه الحقيقة المرة، لا بل المفزعة..أدركها كثيرون ، بعد ان وصلهم الطوفان، او بتعبير ادق بعد ان وصلهم الحريق الكبير.. وقد ادركوا ان استمرار الحال من المحال، وها هي سفينتهم توشك على الغرق، وقد ضربتها الامواج العاتية، وفي العادة - كما يقول البحارة- اذا ما اوشكت سفينة على الغرق فلن ينقذها أحد..
وبعبارات موجزة.. لا تقبل التأويل..نجزم ان العودة الى الثوابت القومية هي سفينة النجاة، وهي بداية الطريق لانقاذ الامة من برزخ الموت، وأهم هذه الثوابت :
هو التأكيد من جديد – بعد ان اختلطت الرؤية عند البعض فضيعوا البوصلة- بأن اسرائيل هي العدو الاول للامة ، وان لا اعداء للامة الا العدو الصهيوني،الذي يحتل المقدسات الاسلامية والمسيحية.. ويشرد شعبا شقيقا في اربعة رياح الارض، لا بل يحكم عليه بالنفي الابدي، او بالبقاء في وطنه عبيدا أو اقنانا في امبرطورية الارهابي نتنياهو.
وبوضع النقاط على الحروف..
فدول الجوار.. ليست عدوة للامة، رغم ان اننا نختلف مع توجهات واستراتيجية هذه الدول اختلافا جذريا، وخاصة محاولاتها ملء الفراغ العربي، الذي املته ظرووف الفرقة والتشتت والخلافات العربية-العربية، التي كسرت الظهر العربي، وشجعت هذه الدول وغيرها ان تحاول ملء هذا الفراغ..
ونذكر بانه لو كانت للدول العربية يدا واحدة، وتمتلك مشروعا نهضويا، كما كان الحال في عهد عبد الناصر، لما تجرأت هذه الدول او غيرها الاقتراب من المحيط والفضاء العربي..فالغياب العربي، والخلافات القاتلة التي وصلت حد الاستقواء بالاجنبي، هو الذي شجع هذه الدول.. وشجع دولة كاثيوبا باعلان الحرب المائية على مصر، باقامة سد «السلام» بمساعدة العدو الصهيوني، ومصادرة جزء كبير من حصة مصر في مياه النيل، بموجب الاتفاقيات الدولية.
ان اعادة التأكيد على عدو الامة، وهو العدو الصهيوني، الذي يمثل قاعدة متقدمة لاميركا، لاحكام سيطرتها على المنطقة، وضرب احلامها، وامالها في الوحدة والتحرر، وابقائها في مربع التبعية والتخلف.. يستدعي من اية قمة عربية وقف التطبيع ، واحياء المقاطعة الاقتصادية، والالتزام بمبادرة السلام العربية..
فالتطبيع مع العدو الصهيوني في الوقت الذي يرفض الاعتراف فيه بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني، ويرفض حقه في تقرير المصير، واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وفي الوقت الذي يشن فيه هذا العدو الفاشي، حرب ابادة وتطهير عرقي لم يشهد تاريخ الاستعمار لها مثيلا، يعتبر مكافأة للعدو، لا بل تشجيعا له للاستمرار في سياساته العنصرية البغيضة «الابرتهايد»..التي يدينها العالم كله..
وهذا يقودنا الى دعوة الدول الشقيقة الى اعادة النظر في علاقاتها مع واشنطن، وذلك برفض «صفعة» القرن، والتي تقوم على تصفية القضية الفلسطينية، واعتبار القدس العربية المحتلة عاصمة للكيان الغاصب، وشطب حق العودة، ما يشكل تهديدا حقيقيا لكافة الدول العربية..في ظل الدعم الاميركي اللامحدود.
فاذا ما عدنا الى ترتيب البيت العربي.. فلا بد من وقف كافة الحروب وخاصة حرب اليمن، ولا بد من اتخاذ اجراءات عربية حقيقية لاجتثاث الارهاب ،وخاصة استئصال» داعش والنصرة «..وخاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر والصومال..الخ.. واتخاذ قرارعربي ملزم باعتبار الاستقواء بالاجنبي جريمة، وانتهاكا صارخا للامن القومي العربي، وحل كافة القضايا العربية، بجهود عربية، واحياء لجنة الحكماء للتخلص من الوصاية الاجنبية والتدخل السافر في الخلافات العربية..
وقبل ذلك وبعده فان احياء التضامن العربي ولم الشمل والخروج من نفق الخلافات العربية.. يستدعي عودة سوريا الشقيقة الى حضن الامة، فلا يجوز لدولة مثل سوريا وبثقلها وبدورها، وهي الدولة المؤسسة.. ان تبقى خارج الجامعة العربية.
وهنا يجب التأكيد بان كافة الجهود التي تسعى لاحياء التضامن العربي، واعادة الحياة للبيت العربي، محكومة بالفشل سلفا. ما لم تعد سوريا الى حضن الجامعة، فاي تضامن هذا الذي يستثني سوريا، قلب العروبة النابض... انه ليس تضامنا.. بل هوتكريس للانقسام..وتكريس للتفرقة، وتكريس لحرب المحاور والحروب بالوكالة، والخنادق المتقابلة.. وتكريس لدور اميركا المدمر في تمزيق الصف العربي.. وفي فرض شروطها وخاصة « صفعة القرن».. لتصفية قضية العرب الاولى قضية فلسطين.. وتنصيب العدو الصهيوني شرطيا على المنطقة..
باختصار..
لقد بلغ السيل الزبى.. ما يحتم العودة الى الثوابت واولها..التاكيد ان العدو الصهيوني.. هو عدو الامة الاول الذي يحتل ارضها ومقدساتها ويشرد شعبا بكامله عن وطنه، وهذا يستدعي وقف التطبيع واعتباره جريمة بحق اهلنا المرابطين.. لانه يدعم العدو وبشجعه على الاستمرار في اقتراف الجرائم والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني..
وثانيها عودة سوريا الى الحضن العربية، فلا ترتيب للبيت العربي ولا عودة للتضامن العربي الا بعودة دمشق الى امتها..
وثالثهما رفض « صفعة القرن» رفضا مطلقا، وقطع العلاقات مع الدول التي تعترف بالقدس العربية عاصمة للعدو.
واحياء الامن القومي العربي باتخاذ قرار يحرم الاستقواء بالاجنببي
بدون ذلك، واكثر منه.. فالطوفان قادم..والحريق قد بدأ.. ولن يستثني احدا.!!
 ولات ساعة مندم.