عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jul-2020

مخالفة السرعة لا تكفي* رمزي الغزوي
الدستور -
 
تساءل ذات خيال بعيد العالم الشهير آينشتاين بصوت خافت: ماذا يحدث لي لو أنني سرت بسرعة الضوء؟!، ولم يكن يعلم أنه سيجيب عن تساؤله بنفسه، بعد أن يضع نظريته الشهيرة، التي تؤكد أن الجسم يتحول إلى طاقة ضوئية؛ إذا سار بسرعة الضوء. (والضوء يستطيع لف الكرة الأرضية سبع مرات في الثانية الواحدة).
 وذات واقع قريب، وعلى الطريق المطار سيكون التساؤل بصوت عال: ماذا لو طار سائق بسيارته بسرعة جنونية على واحدة من طرقنا؟!. نعم. إنه سينال مخالفة مالية موقعة حسب الأصول من ضابط الدورية، ويترك ليكمل سرعة بعيدا عن مدى رادارها.
 فقبل يومين ضبط الرادار شاباً يطير بسيارته على واحدة من تحويلات الطريق الصحراوي بسرعة تجاوزت 160كم/ ساعة. مع أن السرعة المسموحة هي 60 كلم/ساعة. وحسب الخبر المقتضب فقد تم تحرير مخالفة بحقه، مع تحذيره من مدى خطورة هذه المخالفة وضررها وانتهى الأمر.
 قبل كل شيء، أحمد الله كثيراً أن لدينا شوارع أو تحويلات يمكن للسيارة أن تسير عليها بهذه السرعات ولكني أتعجب: كيف تركتم هذا السائق يمضي مبتهجاً بورقة مخالفته العظيمة، التي سيطيرها من شق الشباك، بعد أن يعود لسرعته، قبل أن تختفي دورية الشرطة من مرآته الجانبية. كيف تركتموه لمزيد من العبث بحياته وحياتنا؟؟!.
 أعتقد أنه وفي حالات مشابهة، أي عندما نرى كسراً صارخا لحاجز التوقع في مثل هذا المخالفات المروعة ونحن لدينا سجل كبير من مثل هذا المخالفة، ففي العام قبل الماضي ضبط شاب من جنسية عربي يسير بسرعة 260كم/ساعة. ففي مثل هذه الحالات ربما كان من الأجدى نفعاً للحياة والإنسانية أن تسحب سيارته من السائق، مع توصية بسحب رخصة القيادة منه، وأن يعاد تأهيله من جديد بعد حرمانه من القيادة لمدة لا تقل عن سنتين. فهذا غير مأمون أن يسير في شوارعنا.
 لست قاسياً، ولكني شغوف بالحياة: حياة هذا الشاب أولاً، وحياة من حوله. فكيف سيكون مؤتمناً على القيادة بأبنائه أو أهله. فهو بلا شك مشروع قاتل/ مقتول بكل المقاييس. وهنا يأتي التساؤل الافتراضي لهذا الطائر: إلى ماذا كان يريد أن يتحول بعد أن قاد سيارته بهذه الجنون. هل كان ينوي أن يتحول إلى كرة ركام تتقاذفها رمال الطريق لا سمح الله.