عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jul-2019

شعر الشباب.. بين الموضة والمبالغة.. ما رأي الفتيات ؟

 

علي ذياب 
الدستور - أصبح اهتمام الشباب بمواكبة الموضة ظاهرة لا غنى عن الحديث عنها وتسليط الاضواء عليها، اذ ينصاع الشباب نحو تقليد الغرب في عادات وتقاليد غربية دخيلة على المجتمعات العربية من خلال تقليدهم الأعمى تحت مسمى الحداثة والتطور نتيجة بعدهم عن القيم وعادات المجتمع العربي. 
لم تقتصر الموضة على الملابس والأجهزة الإلكترونية فقط، بل تعدت هذا الى ان وصلت للشعر، خاصة مع انتشار قصات الشعر الغربية بين النجوم والفنانين من الرجال؛ ما دفع الشباب لتقليدهم، بسبب حبهم لنجم او لاعب رياضي مشهور، وجعلها ضرورة حياتية بحكم طبيعة وحيوية هذه الفئة الشبابية.
سيطرة كابوس الموضة على الشباب 
سيطرت موضة تسريحات الشعر على واقع الشباب، حيث تشغل مساحة كبيرة من اهتمامهم اليومي، وتحول الوضع من اهتمام بالمظهر الخارجي إلى أن أصبح ضرورة لمواكبة العصر والتطور عند الشباب، حيث يقول الشاب محمود أحمد « نرى اليوم الشارع العربي يعكس الكثير من صيحات تسريحات الشعر الغربية، فالشباب يقلدون مشاهير الغرب في هذه القصات وايضا اللحى، ليس من منطلق ديني وإنما للتشبه بنجوم السينما». وأضاف محمود « من أسباب اتباع الشباب الموضة وتقليدها تأثرهم باطلالات الممثلين والنجوم بسبب فهمهم الخاطئ للحداثة والتطور على انها مجرد تقليد والبعد عن الرغبة الشخصية للفرد في رسم ملامح شكله ومظهره».
ميزانية كبيرة ونتائج كارثية
بعد ان كانت حلاقة الشعر للرجال عبارة عن اهتمام بالمظهر الجمالي للانسان بطريقة تقليدية، شهدت تحولا واضحاً اليوم لتصبح ضرورة لمواكبة العصر عند الشباب ورغباتهم في تقليد قصات شعر اللاعبين المشهورين و الفنانين بغض النظر عن تكلفتها المرتفعة.
وحسب احد العاملين في صالونات الحلاقة يقول « ان هناك اقبالا كبيرا من الشباب في اختلاق موضات وقصات شعر غريبة اقتداءً بممثلي الأفلام والمسلسلات من أجل الحصول على المظهر الخارجي المشابه لهم «.
ويشير إلى « ان المزعج بالأمر ظهور قصات بأسماء غريبة لا يجيدون أي حرج في طلبها، لرسم لوحات في الرأس، فلا يوجد اي غضاضة ان يطلب الشاب قصة شعر باسم عرف الديك أو راس البطة او حتى القنفذ، بالإضافة الى الأمور التجميلة التى تصحب هذه التسريحات والتي تتطلب تخصيص ميزانية شهرية كبيرة لها، قد تكون كارثة للعائلات او الشباب من ذوي الدخل المحدود».
 
ادمان تغيير وابتكار تسريحات الشعر 
أختلطت الموضة كثيرا بين الشباب والفتيات وأصبحت خيوطا دقيقة هي التي تفرق بينهم، وبعد ظهور ذلك في العديد من الملابس وصل الأمر لقصات الشعر التي باتت تناسب الطرفين بعدما كانت حكرا على المملكة الأنثوية، حيث أصبح الشباب ينافسون الفتيات في تصفيف الشعر واستخدام منتجات ومستحضرات التجميل اكثر «. 
تقول تالا عمر « ان الشباب وصل بهم الأمر حد الإدمان والمرض في موضة تسريحات الشعر؛ اذ ان الشاب يمكن ان يصفف شعره من ناحية إعجاب ولكن لا يمكن ان يتخلى عن هذا الإعجاب، خاصة أنه ربط منظره الجمالي بشعره «.
وأضافت « ان الأمر يتعلق بالروح الحيوية لدى الشباب التي تدفعهم إلى تقليد الآخرين خاصة النجوم، بحكم مرحلة المراهقة التي يعيشونها، فهم يبحثون عن الشكل الذي يبدون فيه بشكل لامع ولافت للآخرين».
انتقاص للرجولة 
اشتكت مجموعة من الفتيات من منافسة الشباب لهم والتشبه بهم عن طريق تقليدهم بالملابس وطريقة الكلام حتى وصل الأمر الى الشعر واطالته والمساحيق والكريمات الخاصة به، اذ تقول دعاء سليم « إنها تشمئز من الشاب الذي يبالغ في الاعتناء بشعره حتى يتفوق على النساء «، مشيرة إلى ان « الذي يميز الرجال عن النساء هو ان يظهرو في الشكل الرجولي لا الأنثوي؛ لان تشبهه بالفتيات يقلل من هيبته كرجل في عيون المجتمع «.
وذكرت دعاء « ان نظرة البنات الى الشاب الذي يقلد المشاهير بشكل مبالغ تكون نظرة سخرية، ولا يثير الإعجاب بقدر الانتقاد والنظر إليه على أنه ناقص الرجولة وضعيف الشخصية، فالرجل هو من يحتفظ بالرزانة والوقار وليس التخلص منها «.
حب التغيير 
يهتم الرجال بمظهرهم وشكلهم تماما مثل النساء ويبحثون عن كل ما هو جديد في عالم الموضة الخاصة بهم، واخر صيحات قصات الشعر، وانه من حق الشاب ان يهتم بمظهره ليكون مميزا ويجذب الأنظار إليه، فهو يشبع رغبة داخلية له، فأن لكل مرحلة عمرية حياة يجب ان يعيشها الفرد تناسب أفكاره وجيله ورغباته، الشاب يحب ان يواكب الموضة وآخر المستجدات في عصره لنفسه، ولتزداد ثقته بنفسه وليس لجذب الجنس الآخر، ولكن يجب ان يختار كل رجل قصة شعر تناسب شكل وجهه وعلى حسب نوع شعره، كما يجب ان تناسب قصة الشعر عمره ومكانته الاجتماعية، اذ يقول رأفت سالم « لا أرى اي غرابة في الاهتمام بالشعر طالما يندرج في إطار العناية الشخصية والنظافة، وان الاهتمام بالمظهر شيء أساسي، وبصراحة أنا والكثير من أصدقائي نبحث عن كل ما هو جديد ولافت، حتى ان هناك بعضا من زملائي يتواصلون بشكل مباشر مع الفضائيات المختصة بالأزياء والتسريحات العصرية كي يطلعوا على أحدثها، فما المانع إذا غيرنا من تسريحة الشعر أو لون الصبغة طالما لا نؤثر على الأخرين ولا نؤذي أحدا». 
وتحدثت أم هيثم « أنها تشجع ابنها على تسريحات الشعر الغريبة، وان يعيش كما يعيش أبناء جيله وتجربة كل ما هو جديد، ففي كل عمر تصرفات تعبر عنه ويجب ان يعيشها، مضيفة أن شكل ابنها او الشباب بشكل عام ومظهرهم ليس له علاقة بأخلاقهم، فهذا كله يعود لشخصيته وتربيته، موضحه أنها لا تريد لابنها ان يصل إلى مراحل عمرية متقدمة بينما هو في بدايات حياته، مؤكدة الى ان جميع من يراهق بالكبر هو نتيجة عدم اكتمال مراهقتهم في السن الطبيعي، لذلك لابني مطلق الحرية في جميع تصرفاته».