عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Nov-2019

«المشروع الثقافي والفني الأردني».. «موازٍ ورديف».. وسند هام لبقية المشاريع

 

عمان- الدستور- حسام عطية - اعتبر نقيب الفنانين الأردنيين المخرج حسين الخطيب إن ثقافة التغيير بمساندة ومعاضدة الفن المسرحي أصبحت ضرورة ملحة تجاه فئة الشباب، لتحول طاقاتهم إلى اتجاهات ايجابية مؤثرة ومنفتحة على الواقع الاجتماعي والمصلحة الوطنية، وتكسبهم المناعة الثقافية المستقبلية ضد الاغتراب والتهميش والانجرار الأعمى نحو الممارسات السلوكية السلبية، وبالتالي فقدان الهُوية والثقة بالنفس وتوسيع الفجوة بينهم وبين مجتمعهم. وهذا يتطلب بالضرورة إستراتيجية لتأهيل القيادات الشابة بصورة تكاملية، ووضع الآليات التنفيذية لتطبيق هذه الإستراتيجية.
تأسيس هئية
ونوه المخرج الخطيب في تصريح لـ«الدستور» ان غايتنا في نقابة الفنانين الأردنيين تأسيس هيئة وطنية تعنى بالفنون المسرحية بوصفها الذراع التنفيذية لاستراتيجية الثقافة والفنون، تتمتع بالاستقلالية الإدارية والمالية، وتحتكم الى منظومة من التشريعات الناظمة لعملها «قوانين، أنظمة، تعليمات»، منسجمة مع سياسيات واستراتيجيات وزارة الثقافة ونقابة الفنانين، و تعمل على جذب واستقطاب الاستثمارات وبمشاركة جميع مؤسسات الدولة، والاستفادة من نظام شباك التذاكر، ومن التبرعات والهبات عن طريق عقد اتفاقيات مع الهيئات والمؤسسات العربية والمحلية والعالمية ذات الاختصاص، بالاضافة الى تأسيس صندوق استثماري للهيئة الوطنية للمسرح لغايات الدعم والإنتاج المسرحي والفعاليات الفنية المتنوعة بتمويل من القطاع الحكومي من خلال تخصيص موازنة سنوية لانجاز مشاريعها وتحقيق أهدافها، هذا بالإضافة الى المردود المالي الاستثماري للهيئة و التبرعات والهبات من القطاع الخاص.
ولفت المخرج الخطيب بانه في الوقت الذي يبذل فيه جلالة الملك عبد الله الثاني، جهوداً استثنائية على الساحة العربية والدولية، للتطوير والتحديث في مؤسسات الدولة الأردنية وعصرنة المشروع الأردني بكافة جوانبه، وتركيزه الواضح على الاستثمار كأساس هام من أسس التطوير والتحديث، من خلال المشاريع الاستثمارية واستقطاب رأس المال، وسنّ الأسس والتشريعات التي تكفل حماية ودعم و إنجاح هذه المشاريع ودفعها نحو النتائج الإيجابية المشجعة؛ ما يفتح أفاقاً جديدة على التنوع الثقافي والفني وعمقه الحضاري وشواهده المادية على أرض الواقع، وإسهاماته في بناء الدولة الأردنية.
ونوه المخرج الخطيب الى أن المشروع الثقافي والفني الأردني بشموليته هو مشروع مواز ورديف وسند هام لبقية المشاريع الاقتصادية والسياسية والاستثمارية والتعليمية ويشكل حماية لها، وهو بمثابة خط دفاع أول عنها، فيما سنعمل على تأسيس مركز إعلامي تابع للهيئة الوطنية للمسرح يسعى الى تعزيز التواصل الإعلامي بين الهيئة والمجتمع المحلي و الخارجي، من خلال عقد المؤتمرات الصحفية وإجراء المقابلات والتغطية الإعلامية للفعاليات الثقافية والفنية عبر مختلف وسائل الاتصال والتواصل والتنسيق مع المؤسسات الإعلامية المختلفة لتغطية الفعاليات الكبرى والبرامج والنشاطات، والخدمات المتنوعة التي يتم تنظيمها وتقديمها من قبل الهيئة. وكل ذلك وفق نظام استثماري محدد ومنظم، وتشكيل مجلس إدارة للهيئة الوطنية للمسرح من أصحاب الاختصاص الدقيق بالفن المسرحي، يقوم على إدارة وتنظيم شؤون الهيئة، من خلال خطة عمل تراعي الجدوى الاقتصادية والرؤية والأهداف والأهمية التي أنشت لأجلها الهيئة.
مقر دائم
ولفت المخرج الخطيب الى انه يمكن اقتراح فكرة الدمج او التشبيك مع مجموعة من المؤسسات والهيئات تحت مظلة «الهيئة الوطنية للمسرح» مثل «مركز تدريب الفنون» و «المركز الثقافي الملكي» التابعين لوزارة الثقافة و «مركز الحسين الثقافي» التابع لأمانة عمان والتي يفترض ان تحقق في مجملها الطموح في خلق علامة فارقة في خارطة الثقافة والفنون الأردنية لذلك باتت الضرورة ملحة لإعادة هيكلتها وتشريعاتها ماليا وإداريا وتنظيميا.
دعم الدولة.
ونوه المخرج الخطيب بانه ووفق اقتصاديــات الثقافــة والفنون وطبيعتهـا المزدوجـة؛ (الاقتصادية والفنية) يعتبــر دعــم الدولــة لمشروع الاستثمار في (الفنون المسرحية) عامــلا تحفيزيــا لصــون وتماسك النســيج الثقافي والاجتماعي، وتجذيرا للممارسة الديمقراطية، وشـرطا يسـاعد الحركة الفنية علـى الإبداع والمنافسـة، وهذه الخطوة هي قياس ومقياس لمدى قدرة الدولة المدنية الحديثة على تجاوز عقدة تهميش دور الفنان في مواجهة الأزمات؛ لأن الفنان المسرحي بالضرورة يحمل من خلال فنه وإبداعه قوة تضاهي قوة الخطاب الأمني، ضد أمراض الجهل والأمية وسوء التعامل مع قيم الحضارة ومنتجاتها، وتحصين ضد اتساع ظاهرة الجهل المركب، الذي تحول فيما بعد الى مصدر خطير من مصادر إشاعة سلوكيات العنف والإرهاب والتكفير والتطرف؛ لان هذه السلوكيات وجدت في بيئات الجهل ونمطية التفكير؛ ما ساهمت في إتاحة مجال واسع لتلقي قيم دونية و تدميرية، بدأت تبث سموم أفكارها وتوجهاتها في العديد من المناطق الاجتماعية الرخوة، دونما مواجهة حقيقية ورادعة تصنع الوعي وتحسن السلوك في مناهضة الإشاعة التقليدية والانفعالية لثقافات الأدلجة المشوهة، وثقافات الانفعال بالانتماء للجماعات المتطرفة وحساسياتها المفرطة، وعبر استمراء إباحة ثقافة العنف المحمول على فراغات ثقافية وفنية وجمالية، وتغلغلها في مفاصل الحياة اليومية، وبالتالي فان استشراء مثل ذلك العزل الثقافي والفني يعني تهيئة الأجواء لخلق أجيال مشوهة في انتماءاتها وفي وطنيتها وفي وعيها لمسؤولياتها الأخلاقية والاجتماعية.
أهداف المشروع
ولفت الخطيب يؤكد المشروع المسرحي على جملة من الأهداف والرؤى القابلة للتطبيق من خلال برامج ومشاريع مسرحية نوعية بطبيعتها واستهدافاتها، تعزيز منظومة حقوق الإنسان ومفاهيم التسامح والحوار المرن والانفتاح على الآخر التي شكلت في مجملها جوهر المشروع الهاشمي كأساس للعملية الديمقراطية، نبذ ثقافة العنف والتطرف والفساد والانغلاق، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية، تأهيل فئة الأطفال والشباب واكسباهم المناعة الثقافية والمهارات الحياتية في التفكير والانجاز، تنمية الوعي الفردي والجمعي لحماية تماسك النســيج الثقافي والاجتماعي ورفع الذائقة الفنية، تأمين فرص مناسبة وحقيقية للاستثمار الاقتصادي في الفنون، تعزيز قيم المواطنة والوعي والحرية والتمكين الديمقراطي ومنظومة الحقوق والواجبات المدنية، مساعدة الحركة الفنية الأردنية علـى الإبداع والمنافسـة عربيا وعالميا، تشــجيع استخدام وتوظيف فضاءات عرض جديدة من خلال تأهيل بعض الاماكن الاثرية والساحات والحدائق العامة واستثمارها للعروض المسرحية والمهرجانات المسرحية.