عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2019

زيارة ولي العهد للفنان ربيع شهاب.. بين الإنسانية ودعم الدراما الأردنية - احمد خليل القرعان

 الراي - اذا كان هناك فى الدولة من يريد الحديث عن القوة الناعمة فعليه ان يبحث عن وسائل لضخ الاموال فى صناعة الدراما الأردنية التي تمثل هويتنا الوطنية.

فولي العهد بزيارته الإنسانية قبل ايام لتفقد أحوال الفنان ربيع شهاب في منزله،تحمل من وجهة نظري رسالتين: الأولى إنسانية وهذا ليس بغريب على حكامنا، والثانية رسالة للحكومة بضرورة الالتفات للفنان الاردني الذي يعاني الأمرين من قلة الإنتاج وانخفاض الأجور. فللأسف لا زالت العقلية التي تدير الشأن الفني والثقافي بالاردن غير متخصصة،غير اننا لا نستطيع أن ننكر الجهود التي يبذلها الاوصياء على الشأن الثقافي والفني بالاردن مقارنة مع الموارد المادية المتاحة والمخصصة.
فالأمل معقود في أن يتم تشكيل لجنة حكومية لدراسة واقع الدراما الاردنية من حيث اعتبارها صناعة هامة تواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية، والعمل الفوري على إزالة المعيقات من امامها لتثبيت أقدامها على الأرض وهذا لن يتم دون قرار سياسي يحفظ للفن الأردني وجهه المشرق لمنافسة فنون غيره عربيا ودوليا.
فما الذي جرى للدراما الأردنية بعد ان كانت تحتل المرتبة الثانية عربيا بعد الدراما المصرية التي تسبقنا بسنوات ضوئية، سواء على مستوى الصناعة الدرامية، أو على مستوى التسويق، فماذا ينقص الدراما الأردنية لتحقيق رغبات الجمهور العربي والمحلي وتطلعات الفنان الاردني ؟.
يعتبر أهم عامل لإنجاح الدراما هو وجود المنتج المتخصص، الذي يمتلك دراية بمختلف مراحل الصناعة الدرامية، من سيناريو واخراج وتمثيل وتسويق،ولكن وللأسف الشديد لا نجد هذه العوامل متوفرة في الاردن،حيث نجد شركات الانتاج تمارس مهنة الإنتاج دون الإحاطة المهنية ببقية العناصر الفنية.
فنحن في الأردن في حاجة ماسة لمنتجين متخصصين يعرفون جيدا طبيعة الجمهور، الذي يتوجه إليه منتوجهم الدرامي، ويغامرون برأس مالهم الفني والمادي، وليس فقط يمارسون الإنتاج هواية او تجارة بمنطق الاستثمار.
كما ينقصنا أيضا كتاب سيناريو يجمعون ما بين الحرفية العالية والحس الأدبي، وليس كتاب خرافات وخزعبلات يكتبون أي شيء جادت به قريحتهم، فضلا عن حاجتنا أيضا إلى مخرجين متمكنين من الصناعة الدرامية، مواكبين للتطورات العالمية في مجال الصناعة الدرامية، ويعرفون طبيعة اذواق الجمهور، كما اننا نحتاج أيضا إلى نقاد متخصصين، يستطيعون التمييز ما بين الجودة والرداءة.
فأزمة قلة الإنتاج الدرامى في الاردن التى نعاني منها حاليا تؤثر على المئات ممن يعملون بهذه الصناعة أو يستفيدون منها بشكل غير مباشر من ممثلين وفنيين ومساعدين.
فإذا كنا ولا زلنا نعتبر الدراما الأردنية جزءا من الهوية الوطنية الأردنية فإن حال الفنان الأردني وصل إلى حالة غير مقبولة من الناحية المادية،وهذا الأمر يتطلب أن تتدخل الدولة لإنقاذ الفن الاردني،بانتاج مسلسل واحد كبير في السنة برأس مال كبير يجعل الفنان الاردني المتردي وضعه الاقتصادي يتحسن أسوة ببقية الفنانين العرب،وهذا يتطلب أن تستفيد الدراما الأردنية من الدينار الذي يدفعه المواطن على فاتورة الكهرباء ويذهب للتلفزيون الحكومي الرسمي.
كما يجب على جميع العاملين فى مجال إنتاج الدراما الاردنية إعادة النظر فى الأجور وأسعار المعدات،لانه كلما زادت تلك البنود قل الإنتاج لصعوبة توزيعه، ولنا فى دول العالم المتقدمة دليل بحيث يتم تحديد الأجور والأسعار ولا يمكن تخطيها، وبالتالي يمكن هذا الثبات في الأسعار والاجور للمنتج تحديد ميزانية مقدما بدلا من الاستنزاف الذي يعانون منه، كما يجب تحديد عدد أقصى للحلقات الدرامية التي تنتجها شركة واحدة أو جهة ما لتترك المجال للغير أن يعمل ويجود، فبجانب قلة العمل المتاحة فالمنافسة دائما تخلق الجودة.
أتمنى أن تتحرك الإرادة السياسية بشكل عاجل لا يحتمل تأخيرا، في سبيل تطوير وتدبير مجال الدراما بالاردن إيمانا منها بأن الهوية الثقافية والفنية أحد رهانات ارتباطنا بالوطن، فنحن نريد أن نرى صورتنا في تلفزيوننا لا في تلفزيون الآخر، ونريد أعمالا بجودة وقيمة فنية عالية، تبرز غنى وثراء التاريخ الاردني، وتبرز أيضا ذكاء المبدع الاردني، فكفانا مشاهدة لتلفزيونات الآخرين.
quraan1964@yahoo.com