عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Oct-2025

"صوت الجيل" تحتفي بالشباب وروايات الفانتازيا والخيال العلمي

 الغد-عزيزة علي

 صدر العدد "36"، من مجلة صوت الجيل، عن وزارة الثقافة، التي تحمل في طياتها نافذة مشرعة على إبداعات شباب وشابات المملكة الأردنية. 
وأضاء هذا العدد على تنوع المشهد الثقافي الشبابي، مستعرضًا مواهب الشعراء والأدباء، وأصوات الأديبات، ومسارات الفكر الأدبي، فضلا عن النصوص الإبداعية التي تعكس انغماس الشباب في مختلف أشكال السرد والخيال والفكر النقدي، لتؤكد قدرة المجلة على رصد ومواكبة الطاقات الإبداعية الصاعدة في المملكة.
 
 
احتفى العدد من خلال ملفات بمجموعة من الموضوعات التي تهتم بدور الشباب، من بينها: الشعراء الشباب وتجلياتهم الأدبية، والأديبات الشابات وجماليات السرد، والأدباء الشباب وهاجس اللغة، وجيل الشباب وروايات الفانتازيا والخيال العلمي.
كتب عتبة العدد الروائي والشاعر جلال برجس، رئيس تحرير المجلة، تحت عنوان: "نساء خسرهن الأدب" يرى فيها، أن المرأة في الوطن العربي أوجدت دورها في الأدب قبل العصر الجاهلي، وفي خضمه، وفي مراحل العصر الإسلامي، وما يزال هذا الدور بكل فعاليته إلى أيامنا هذه، حيث نشهد – رغم كل طروحات التقدم – مفاهيما مغلوطة تحد من ميول المرأة نحو تعزيز مكانتها مساهماتهاا في الارتقاء بالإنسانية.
ويرى، أن هذه المفاهيم حرمت المرأة من أن تعلن عن رؤيتها لنفسها وللحياة كتابةً، وهو أمر حدث في بعض المجتمعات العربية. لكن ثورة الاتصالات خلخلت جانبًا كبيرًا من هذه المعادلة، فوفرت لها مساحة مهمة رغم افتراضيتها.
ويقول برجس "لقد عرفتُ عددا من الكاتبات اللواتي اختبأن وراء أسماء مستعارة، اعترافًا بعدم قدرتهن على هدم الجدران التي شُيّدت حولهن، لكن من الجهة الأخرى، يمارسن الكتابة إيمانًا بها كأداة تعبير قصوى، وكفعل رفض لرفض دورهن الإنساني".
ويشير إلى أن ثورة الاتصالات ساعدت في هذا الأمر من جانبين: الأول، توفير مساحة افتراضية للتعبير، وبالتالي دخول مضمار الكتابة، والثاني، توفير خصوصية عالية في تلك المساحة، حيث يمكن للمرأة أن تتوارى وراء اسم وهمي تحتمي به من المساءلة الاجتماعية.
يضيف: قالت لي كاتبة قبل عشرين سنة: "لولا الكتابة لجننت". كانت تكتب –على حد قولها– لتتخلص من عادتها اليومية في التحديق بالسقف؛ عادة كان يمكن أن تؤدي بها إلى الجنون، إذ كانت تفكر من دون انقطاع في جدوى الحياة وهي سجينة البيت، ممنوعة حتى من الوقوف في النافذة، لا تزور أحدًا، ولا يزورها أحد، ولا تكلم أحدًا إلا زوجها حين يعود من عمله، ويتحدث إليها بكلمات قليلة، وكل ذلك جراء غيرته.
ويتابع: شاهدت تلك المرأة ذات مرة كاتبةً في أحد البرامج التلفزيونية تحكي عن أسباب ولعها بالكتابة، وانطلاقًا من ذلك اليوم، راحت تكتب قصصًا؛ فتخلت عن عادتها في التحديق بالسقف، بل حتى وجدت أن حياتها الحقيقية هي التي تفرغها على الورق.
ومع الأيام، وبعد أن كتبت عشرات القصص، صارت تفكر بأن يكون لديها كتاب يتداوله القراء. لكن طلبها قوبل برفض شديد، فأخذت تنشر في مدونة إلكترونية باسم مستعار، ولكن حين اكتُشف أمرها، حُذفت تلك المدونة واختفت؛ فخسر الأدب كتابةً صادقة، وخسرت الحرية إحدى مناصريها.
ويرى برجس، أن ما حدث لتلك السيدة لا يبعث على الألم فقط، إنما يبعث أيضًا على الخوف على الحرية، حرية الفرد الطبيعية في أن يمضي بما يريد، خاصة في المساعي التي لا تهدد حرية الآخرين، ولا تخرج عن المفهوم المتعارف عليه للأخلاق. فحين يحاول أحدهم أن يتجاوز قضبان سجنه المعنوي – وهذا أكثر السجون أذًى– ويجد ألا سبيل إلى النجاح في هذا الأمر، تصبح الحياة من دون معنى، بل حتى يصبح الموت بديلا منها.
ويشير برجس لما يراه الفيلسوف الألماني (إيمانويل كانط) أن "الحرية هي شرط وجود الأخلاق، إذ لا يمكن تأدية فعل أخلاقي من دون حرية الاختيار". وجراء تراجع الحرية في الممارسة الاجتماعية والسياسية والفكرية في أيامنا هذه، تراجعت بطبيعة الحال الخيارات الذاتية، أي اختيار الفرد لما يريد وينتمي إليه وفق قناعاته.
من هنا يعتبر برجس، أن منع عدد من النساء في عالمنا العربي من ممارسة خياراتهن الخاصة في كثير من القطاعات الإنسانية، منها الأدب. السؤال الذي يطرح نفسه حيال هذه المسألة: هل يرى الرجل في حرية المرأة تهديدًا لكيانه؟ أم يراها نبشا لعش دبابير المجتمع، وبالتالي عدم قدرته على خوض المواجهة؟
ويعتبر أن هناك من يرى في مضي المرأة نحو تحقيق أهدافها تعاليًا على كينونته، بل تهديدًا لها. وهناك من يقرّ في دواخله بضرورة حقها في تقرير مصيرها، لكنه لا يقوى على مواجهة بعض المنظومات الاجتماعية التي ترفض ذلك. لهذا تعطل خوض عدد من النساء مضمار الأدب بسبب رؤية المجتمع له على أنه ترف، وتعبير غير جائز لمكنونات النفس، وبالتالي خروج المرأة عن دورها النمطي.
وخلص إلى أن المرأة –جنبًا إلى جنب مع الرجل– قد أثرت المكتبة العربية بالكثير من الكتب في الأدب؛ فساهمت بشكل كبير في تطور المجتمع، وفي تصحيح كثير من المسارات، وخاصة فيما يتعلق بدور المرأة في البناء الإنساني. ومع هذا، هناك كثير من النساء منعن من أن يقلن كلمتهن، ليس لسبب إلا جراء بعض الأفكار الاجتماعية المغلوطة.
ومن الموضوعات التي جاءت في هذا العدد: "البوابة الرقمية" كتبها الشاعر علي شنينات بعنوان: "هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقتل البشر حقًا؟". وفي ملتقى الأجيال، وبعنوان: "حوارٌ على طاولة صوت الجيل"، حاورت الكاتبة رزان أحمد الأديبة تغريد النجار حول الكتابة، والهوية، والأدب في عصر التكنولوجيا.
وقام مروان البطوش بإعدّاد مصفوفة العدد التي حملت عنوان: "الرواية العربية بين سلطة القارئ المُراجع وغياب سلطة النقد"، وشارك معه: أ. د. خالد عبد الرؤوف الجبر، د. ليث سعيد الرواجفة، أ. يحيى القيسي، أ. أسماء العمري، أ. تبارك الياسين، أ. بريهان الترك.
وفي الباب الخاص بالأعمال الإبداعية الشبابية، الذي يحمل عنوان "ورد بلدي"، وردت قصص وقصائد وخواطر ونصوص لكل من: إياس كيوان، حلا باسم القبيلات، تولين طالب الحسن، حنين ابداح، هبة الزيني، سهير الرمحي، سكينة الرفوع، دينا بدر علاء الدين، مليكة إحسان، محمد أبو عزيز، أماني عباهرة.
أما زاوية خرائط البوح، فقد خُصصت لشهد أبو حيدر، وحملت عنوان: "ما وراء السِّتارة من بوح"، وفي زاوية مختبر العدد وردت المواد الآتية: الشعراء الشباب وتجلياتهم الإبداعية: وقفة مع شعريّة نادر، هدى: قصيدة (فاشهد يا محمد) أنموذجًا، د. عماد الضمور. الأديبات الشابات وجماليات السرد: ميمونة الشيشاني في روايتها (كزهر اللي) أنموذجًا، د. محمد حسين السماعنة.
أدب الشباب في إربد: ثائر ملكاوي. الأدباء الشباب وهاجس اللغة: شذى كامل. نصوص الأدباء الشباب ونظرية الأجناس الأدبية: فرج مجاهد عبد الوهاب. الأدباء الشباب بين المؤهّل العلمي والمنجز الإبداعي والجوائز الأدبية: بيان أيمن صوفان.
وفي زاوية مراسيل كتب إيهاب مصطفى بعنوان: "جيل الشباب وروايات الفانتازيا والخيال العلمي والرعب". وفي زاوية نقوش جاءت مقالة د. نعمات الطراونة بعنوان: "قلعة الكرك… رمز الهوية والبطولة".
ويذكر أن هيئة التحرير تتألف من: الروائي والشاعر جلال برجس (رئيس التحرير)، الشاعر علي شنينات، والإعلامي جعفر العقيلي، والشاعر تيسير الشماسين، وأعضاء هيئة التحرير هم: الناقد محمد المشايخ، مديرة التحرير، فادية نوفل، سكرتير التحرير، د. أنس الزيود، المدقق اللغوي، عبد الهادي البرغوثي.