عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Mar-2019

إیوان كسرى.. صرح حضاري یبحث عن مستقبل

 عمان -الغد – لم تكن الحروب المتعاقبة التي شھدھا العراق كافیة لمحو آثاره وتراثھ الذي

امتد عبر قرون من الزمن یحكي تاریخھ وأیامھ، فما یزال إیوان كسرى أو ما یعرف بإیوان .المدائن شاخصا إلى یومنا ھذا جنوب العاصمة العراقیة بغداد منذ أیام الحكم الفارسي للعراق وبحسب (الجزیرة نت)، یقع إیوان كسرى في منطقة المدائن التي تعرف لدى المواطنین باسم .”سلمان باك“ التي ترمز إلى الصحابي الجلیل سلمان الفارسي المدفون ھناك ھذا الموقع التراثي یعد من أبرز ما بقي من تراث وحضارة على أرض بلاد الرافدین، ُ وأوضح الباحث في الآثار والتراث العراقي حسن الشكرجي أن القصر شید في عھد كسرى .الأول بعد الحملة العسكریة على البیزنطیین في العام 540 للمیلاد ویتكون الموقع من الأجنحة الجداریة والإیوان الذي یصل ارتفاعھ إلى 37 مترا، ویتمیز بھندستھ المعماریة الفریدة والتفاصیل المتشعبة التي تُظھر براعة الفن المعماري في ذلك .الوقت
ّ وأشار الشكرجي إلى أن إیوان المدائن تعرض العام 1888 إلى سیل قدم من نھر دجلة أدى .إلى اختفاء أجزاء كثیرة منھ. ولم تكشف عملیات التنقیب عن تلك الأجزاء إلى یومنا ھذا وأكد للجزیرة نت أن الإیوان یتمتع بمكان إستراتیجي مھم یمكن استغلالھ لتطویر السیاحة الأثریة التي تستقبل السیاح من وجھات عدة، مشددا على أھمیة دعم ھذا النوع من السیاحة الذي یعد ركیزة اقتصادیة أساسیة، والالتفاف حول آثار وحضارة البلد وحمایتھا من .التجاوزات وأعمال التخریب والتجریف والنبش ویزخر العراق بعدد كبیر من الآثار والمواقع الأثریة التي أخذت حصة مھمة من مساحة .العراق، الأمر الذي یتطلب رعایة واھتماما مستمرین حسبما قال بعض المواطنین في القضاء
وعبر المواطن لیث النعیمي عن أھمیة إیوان كسرى باعتباره رمزا لسكان قضاء المدائن .وھویة لھم، لما یحملھ من ذكریات الطفولة التي تمتد عبر الأجیال إلى یومنا ھذا وأضاف النعیمي أن الإیوان كان بمثابة قبلة للناس في الماضي، ولا یكاد یخلو من السیاح على مدار العام لاحتوائھ على آثار تجسد تاریخ العراق وترمز إلیھ، مطالبا الجھات المعنیة بإعادة تأھیل الموقع لیعود إلى سابق عھده، فھو یحظى بمكانة اجتماعیة لدى العراقیین، لا سیما أھل
.قضاء المدائن الذین تملؤھم الحسرة على حالھ الذي وصل إلیھ الیوم رئیس المجلس المحلي في قضاء المدائن حسین علي مصحب انتقد إھمال الإیوان من طرف .الحكومات المتعاقبة التي كلفت أشخاصا یفتقدون الكفاءة والمھنیة لرعایتھ وأوضح للجزیرة نت أن الموقع بحاجة إلى كشف تفصیلي من قبل مكاتب استشاریة مختصة بالآثار وأیضا من طرف وزارة الثقافة ومنظمات دولیة معنیة بھذا الجانب، وذلك بھدف .الاستفاده منھ ومن المواقع المشابھة في بغداد والمحافظات الأخرى غیر أن مصحب اعترف بأن أي جھد یبقى مشروطا بإرادة حكومیة واستقرار أمني وسیاسي .واستكمال لمشاریع الطرق والخدمات الأخرى في المدن التي تتواجد فیھا ھذه المواقع الثریة إیوان كسرى كان لھ نصیبھ من الإھمال بسبب الحروب المتعاقبة التي ألحقت بھ وبمحیطھ الدمار، ویتطلع العراقیون الآن إلى أن یستعید الموقع ألقھ وتعود بیوت الشعر لاستقبال.الضیوف والسائحین، وتعود الحدائق التي تزھو بشتى أنواع الورود والأشجار