عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Mar-2019

زيت الطفيلة يُضيء مصابيح خليل الرحمن!! - محمد داودية

 

 
الدستور -كان أهل الطفيلة يتوجهون منذ عشرات الأعوام الى الخليل للصلاة في الحرم الإبراهيمي الشريف، والتبرك بأبي الأنبياء. وكانوا يتولون تزويد الحرم الإبراهيمي الشريف، بزيت الزيتون، لإنارة مصابيح الحرم طيلة عشرات السنوات.
كما كان الطفايلة يفرزون كل عام بفرح واعتزاز، ما كانوا يسمونه «مُدْ الخليل» من بيادرهم، ويرسلون الغلال الوفيرة التي تتجمع، الى اهلهم في الخليل، التي هي اقرب للطفيلة من عمان. للإنفاق من ثمنها، على صيانة الحرم الإبراهيمي الشريف، لا لقلة عند الخلايلة، اهل النخوة والفداء، بل كبركة يؤدونها «من راس الكوم».
و المُدْ (بضم الميم) شرعا، الذي كان يكال به ايام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، يساوي حفنتي رجل معتدل، بما يعادل 500-600 غرام. و المد شرعا عند الشافعية والحنابلة هو نصف كيلوغرام تقريبا. في حين ان المد يساوي في حسابات فلاحي بلادنا نحو 8-10 كيلو غرامات.
وظل هذا الالتزام البهيج، الذي يملأ ابناء الطفيلة والأردن فخرا وزهوا، مستمرا بلا انقطاع، إلى ان جثم الاحتلال الإسرائيلي الاغتصابي، على الضفة الغربية في حزيران سنة 1967.
ويتصل بي من مدينة خليل الرحمن المحتلة الصامدة، الغالية على قلوبنا، الحاج أسعد حامد السكافي- ابو فضل وصديقي اللواء المتقاعد محمد أمين الجعبري -ابو نضال.
الحاج ابو فضل افرحني بخبر انه شخصيا وأهل الخليل عامة، يستمعون الى اذاعة جامعة الطفيلة التقنية التي يصلهم اثيرها بكل صفاء ووضوح. وأنهم يتابعون هذه الإذاعة لتميز برامجها وتنوعها ووطنيتها ومحبةً بالاردن الذي يكنون له التقدير والاحترام.
وقد طلبت من الصديق الكابتن العميد الطيار محمد فياض الخوالدة رئيس اكاديمية الطيران الملكية الأردنية تزويدي بالمسافة الهوائية بين الطفيلة والخليل، فقال انها 104 كيلومترات. وان المسافة الهوائية بين الطفيلة وعمان هي 143 كيلومترا. وان المسافة بين عمان والخليل 97 كيلومترا. اي ان عمان اقرب الى الخليل من الطفيلة. وأن الطفيلة اقرب الى الخليل من عمان. 
هذه المسافة الضئيلة، تؤكد وحدتنا القومية الأزلية، وحدة الهلال الخصيب، التي تتكون من سوريا الكبرى وبلاد الشام (الاردن، فلسطين، سوريا ولبنان) + العراق. مؤامرة سايكس بيكو، التي مزقت لحم بلادنا ومكنت الصهيونية من إنشاء دولة الاغتصاب قبل 103 سنوات. وسوف يجيء الزمن الذي يعيد الهلال الخصيب تلاحمه وتنويره.
من يزر الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، يعرف حجم الانتهاكات الإسرائيلية التي مزقت الحرم واقتطعت منه غرفا واقساما، وأبقت للمسلمين قسما صغيرا منه. ويدرك حجم معاناة اهل الخليل البواسل، الذين يتصدون كل ساعة ويوميا للمطامع اليهودية التي لا تنتهي في بلادنا ومقدساتنا. وحالة القدس الأسيرة، لا تختلف عن حالة الخليل.