عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jul-2022

تنامي ظاهرة العنف ضد المرأة الأردنية*د.الاء الطويسي

 الراي 

لم تعد جرائم الشرف المبرر الوحيد لتنامي ظاهرة العنف ضد المرأة الأردنية إذ حمل العام الحالي في طياته صفحات قاتمة ومرعبة سجلت قوائم لا تنتهي من الفتيات والنساء اللواتي روين بدمائهن الطاهرة مأساة جيل يدق ناقوس الخطر لمرحلة حرجة تطرق بيوت الأردنيات مؤذنة بخطر داهم يتطلب تظافر جهود كافة مؤسسات الدولة للقيام بدورها وهي تأمين أدنى حقوقها في العيش بكرامة وسلام..
 
تناقلت وسائل الإعلام خلال الأسابيع القليلة الماضية أرقام ونسب الطلاق في الأردن والتي وصفها البعض بالصادمة والجنونية إذ لم يعد عش الزوجية ملاذاً آمنا لكثير من الزوجات بل بات فخا وحصناً لتصفية الزوجات لأسباب لا تستحق ربما النقاش لدى مجتمعات أخرى فهذا يقتل لأجل طلب زيارة الوالدين وآخر لعدم طبخ طبق معين، في حين كان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي السبب الأبرز وراء تنامي وتفشي ظاهرة العنف ضد المرأة الأردنية ابنةً أختاً وزوجة.
 
في الجانب الآخر من العالم أظهرت دراسة أميركية أجريت حديثا أن الأردن يحتل المرتبة الأولى عربياً في ارتفاع معدلات الطلاق فيما يحتل المرتبة الرابعة عشر عالمياً من حيث نسبة الطلاق التي ارتفعت لتبلغ ٦٠ حالة يوميا خلال الأعوام الماضية، حيث تزامن ذلك مع تسليط الضوء على تنامي هذه الظاهرة من قبل المنظمات المحلية والدولية التي تدعو لتدارك هذه الظاهرة التي ارتبطت بالعنف ضد النساء والذي تصاعد بوتيرة غير مسبوقة لا بل لوحظ اقتران العنف بالتشهير في الأسواق والمحاكم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تتناقل اخبار طلاق الأز?اج في الأردن لأسباب سخيفة وهي تدعو إلى دراسة عميقة لمرحلة حرجة ومثقلة بالهموم يحملها قادم الأيام لعشرات الالاف من المطلقات والأطفال الذين إن آوتهم الأم جاعوا وإن آواهم الأب ضاعوا
 
وما بين دراسات تؤكد أن زواج القاصرات يقف وراء ارتفاع معدلات الطلاق وأخرى ذهبت إلى اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي المصدر الرئيسي لزيادة نسب الطلاق والعنف تاهت المؤسسات الرسمية والاهلية وتبعثرت الجهود الخجولة اصلا في سعيها لصد متلازمة الطلاق المصحوب بالعنف واصبح الزواج مصدر خطر يهدد حياة المرأة الأردنية التي باتت تواجه التعنيف من البيت للمدرسة ومن ثم الجامعة انتهاء ببيت الزوجية حيث الاعتداءات الوحشية بأساليب وطرق غريبة وغير مألوفة على الساحة الأردنية..
 
وفي الختام لم يعد ضيق ذات اليد والدفاع عن الشرف مصدر تهديد للمرأة كما في الجاهلية الأولى بل امتدت رقعة العنف أردنياً لتطال النساء الاردنيات من البيت للمدرسة للجامعة في وقت تقف فيه موسسات المجتمع المدني والأهلية كذلك موقف المتفرج لأن الضحية امرأة لا تستحق ربما فتح بيت لتقبل التعازي بفقدها ورحيلها غير المأسوف عليه وعليها.