عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jul-2020

محمد سهيل: مواقع التواصل أبقت الشهرة قائمة.. والإسم لم يتقهقر

 

 رياضيون تحت الإقامة الجبرية

عمان - الراي- هبة الصباغ - اللاعب الدولي السابق المغربي محمد سهيل أو «سي محمد» كما يحلو للبعض مناداته، تنقل بين أندية المغرب وفرنسا لاعباً، وجال بين أندية العالم العربي مدرباً.. يملك مؤهلات فنية لا يمكن نكرانها، وحب للمستديرة.. وحفر مكاناً له في قلوب ليس فقط المغاربة و"الودادين» بل كسب احترام «العرب».
شارك في «مونديال» المكسيك 1986 ،فأكد أحقيته في إحراز هدف أمام منتخب «الفيلة» برفقة «أسود الأطلس».
عشقه للكرة، جعله يدخل غمار التدريب بعد اعتزاله اللعب، ليبدأ رحلته الجديدة بين أرجاء الأندية والمنتخبات العربية.
بدأ مساره التدريبي من لبنان، أشرف على ناشئي منتخب بلاد «الأرز»، ثم انتقل لتدريب شباب المنتخب المغربي ثم إلى السعودية ومن ثم قطر ليعود إلى «بيته الأبدي» الوداد المغربي، مديراً فنياً لتبدأ قصة جديدة من حياته.
ضيفنا وفارس زاوية «رياضيون تحت الإقامة الجبرية» يؤمن بالمعجزات، ويرفع التحديات، ولا يقبل بـ «المستحيل» في عالم الكرة.. هكذا كان شعاره على الدوام وفي أزمة كورونا يقول: في السابق كان الكثير من مشاهير الرياضة يرغبون الاختلاء بأنفسهم والابتعاد عن الرتم الذي تفرضه الشهرة ولكنهم حين يبتعدون يشتاقون مجدداً إلى أيام الشهرة بسرعة واذا كنا نتكلم على عالم كرة القدم الجميع يعرف أننا نشتاق بسرعة إلى التدريبات ورائحة العشب والعرق وصوت الجماهير وصافرة الحكم والمباريات الرسمية وضغوطاتها والمزيد عبر هذا الحوار:
وجدت نفسك وحيداً بمعزل عن كل من كانوا حولك بغياب رصيدك وهم الجماهير؟
لا شك وبأننا منذ الإعلان عن هذا الوباء الكاسح نعيش وضعاً غير مسبوق لم يمر علينا ولا على مخيلتنا أن نعيش حجراً صحياً وإقامة جبرية وكمامات وتباعد جسدي واجتماعي، الأمر الذي قلب حياتي 360 درجة وبالنسبة لي إعيش عصر كورونا وأجتهد ان أحترم بروتوكول هذا الوباء في صراع يومي اسمه عدم فقدان الصبر لأن الملل يتسرب والحنين إلى الأيام الخوالي يداهمني كل ساعة.
والرياضة والفن متأثران بشكل كبير بسبب الحظر الصحي بعد أن كان يقابل جمهور عالم الشهرة بتفاعلاته التي قد تكون إيجابية أو سلبية لكن دائرة الضوء شيء له سحره واعترف منذ حضور كورونا تراجع بريق كل هؤلاء نجوم الكرة والميكروفون والشاشة واختفى البريق بشكل كبير وظهر نجوم جدد هم عائلة وزارة الصحة بالأطباء والممرضين وعائلة وسائل الاعلام المتنوعة بصحفييها ومحرريها وكذلك عائلة السلطات الأمنية بكل الأطقم الساهرة على تطبيق الحجر الصحي واستمرار النظام والاستقرار.. هؤلاء هم النجوم الحقيقيين في عصر كورونا.
بالنسبة لنا راضون بما كتبه لنا رب العالمين وكما يقال اذا عمت هانت يقول االله تعالى «إن الانسان اذا خلق هلوعا، واذا مسه الشر جزوعا، واذا مسه الخير منوعا» صدق االله العظيم...
الانسان لا يعرف ماذا يريد ويتخبط كثيراً لرغباته وفي أمنياته وتصوراته فأمام ضغوط العمل يرغب بالعطلة التي قد يتعب منها بعد فترة ويرغب بالعمل، لا يعرف قيمة الشيء إلا إذا فقده.
سنوات من الضوضاء وصخب الشهرة هل شعرت بتأثيرات سلبية مع جلوسك بعيداً عن الأضواء؟
في حالات كثيرة يرغب المشاهير الاختلاء بأنفسهم تأتيهم فترة لا يقوون على الرتم الذيتفرضه الشهرة  والضغوظات المتعددة ولكنهم حين يبتعدون يحنون إلى أيام الضوضاء بسرعة فأولى أيام كورونا كانت جيدة وعقد الإنسان صلحاً مع نفسه ونقول أنه قد يكون سمع طرطقة عظامه لكن بعد فترة هجم الملل وتفجر الحنين واذا كنا نتكلم على عالم كرة القدم الجميع يعرف اننا نشتاق بسرعة إلى التدريبات وإلى رائحة العشب والعرق وصوت الجماهير وصافرة الحكم والمباريات الرسمية وضغوطاتها.
هل حاولت استثمار مواقع التواصل الاجتماعي للظهور على متابعينك أم اكتفيت الجلوس مع ذاتك؟
لا يمكن لنجوم الرياضة إلا أن يكونوا ممتنين لمواقع التواصل الاجتماعي التي سمحت لهم بأن يكون هناك اتصال بالجمهور فتواصلوا مع عشاقهم ومتابعيهم وتأكد النجوم من خلال ذلك على أن شهرته لا تزال حية ترزق والإسم لم يتقهقر في بورصة المتابعين..
كورونا سمح لنا من خلال الأجواء التي فرضها أن نجلس مع الذات فإما أن نصالح الذات او أن نخاصمها، وسمحت لنا أن ندعم بنيان العائلة وروح العائلة وان نقترب من االله أكثر وأكثر ونتأكد من بعد نسيان أننا كلنا ضعفاء ولا نساوى شيئاً، فكلنا فقراء في هذا الكوكب وهي رسالة واضحة للجميع من خلال كورونا رسالة لكل الحضارات والاقتصادات التي تزهو بقوتها وجبروتها، رسالة إلى الانسان الذي ظهرت هشاشته وضعفه وتخبطه، وأنا غاضب من كورونا لانه أخذ أرواحاً كثيرة أدعو لها بالرحمة والمغفرة لكن أعترف انه ساعدني شخصياً على معرفة الاتجاه الذي علي ان أمشي بإتجاهه بهذه الحياة فلا طريق لها إلا طريق االله والتوبه الحقيقة، كورونا اذا ما غادرنا وهذا الذي نتمناه وندعو االله يومياً ان يبعد الوباء ويعيد البشرية الى ديناميكيتها السابقة سيظل شبحاً حاضراً ومن السهل أن يعود أو يظهر غيرها.
كيف ستكون الرياضة بنظرك ما بعد كورونا؟
أعمل في مجال كرة القدم وأرى أنه من الصعب العودة إلى الوضع الطبيعي في المستقبل القريب، الأمر يحتاج الى صبر واستيراتيجية وعودة تدريجية قد تأخذ وقتاً لأن الميزانيات تأثرت وتضررت وسيصعب على الفرق أن تنعش اقتصادها لأن كورونا عبارة عن صفعة كبيرة لكل الأندية، لا تذاكر ولا مستشارين ولا حقوق نقل تلفزيوني لن يكون هناك مباريات يعني لن يكون هناك مداخيل وشركات تضررت في قطاعاتها وتلفزيونات علقت المدفوعات للأندية لأن لها عقود رعاية ورعاتها.. القصة صعبة جداً فهناك أزمة مالية خانقة وليس هناك أصعب في عالم الكرة ان تتوقف فجأة مواردك المالية الى جانب المشاكل التي فرضها عصر كورونا لأن هناك مشكلة عقود والتزامات بين جميع الأطراف، لكن ما يمكن قوله كخلاصة سيتم إعادة تقييم أسعار اللاعبين ولن نسمع على الاقل لفترة مهمة من الوقت بالصفقات الخيالية والأرقام الفلكية والصفقات المذهلة سيكون هناك نموذج جديد في التدبير وكل الفرق «ستمد قدميها على طول لحافها» كما يقول المثل.