الدستور- استميح القراء الاعزاء عذرا، بانني ساخصص هذا المقال اليوم للحديث عن خبر ورد على مواقع التواصل الاجتماعي، يعتبرا خبرا فريدا، متميزا، ربما نادرا، لا بل ولا يحدث الا في فلسطين، ولا يليق الا بشعبها شعب الجبارين.. الذي ابتلي باخطر، واشرس، واحقر، واقذر، هجمة استعمارية، استئصالية عبر التاريخ.. الهجمة الصهيونية الممثلة، والمجسدة للاستعمار الاوروبي-الاميركي..
الخبر في حد ذاته، يفسر اسباب استمرار المقاومة الفلسطينية، مائة عام وعام، ويؤكد أيضا، ان هذا النضال المشرف، والمقاومة الباسلة، لن تتوقف، مهما بلغت التضحيات، وان هذا الشعب الذي قدم قوافل الشهداء والجرحى ومئات الالاف ممن دخلوا معتقلات وزنازين العدو، على مذبح الحرية، وعلى مذبح تحرير فلسطين.. كل فلسطين من البحر الى النهر، من العدو الصهيوني، فقدم اكثر من مليون شهيد وجريح .. لم يتعب.. ولن يتعب.. وسيستمر في رفع راية النضال والمقاومة..امانة تتوارثها الاجيال.. جيلا بعد جيل، كما هي أمواج البحر.. موجة تلد موجة، حتى تصل الشاطىء..
وعود على بدء..
فالخبر المشار اليه، يشير الى ان مواطنة فلسطينية جليلية..سلوى القبطي، قامت في ذكرى النكبة «15» ايار، بوضع اكليل من الورود على قبر والدها الشهيد بعد «71» عاما على استشهاده.. وكتبت على الباقة.
«يا ابي..
ربينا ابناءنا على ذكراك.. وسنواصل من أجل قضيتنا الوطنية جميعا..
فالحق ينام احيانا..
ولكنه لا يموت «..
وبشيء من التفصيل..فلقد قامت السيدة سلوى برفع قضية ضد جيش الاحتلال الصهيوني، الذي احتل مقبرة «معلول»..حيث يرقد جثمان والدها ومئات الشهداء الفلسطينيين، ومنعها من زيارة قبره، بعد ان تحولت المقبرة الى معسكر لجيش العدو.
السيدة سلوى لم تيأس، واستمرت في متابعة القضية، واثارتها في محاكم العدو «71» عاما، حتى حكمت هذه المحاكم لها هذا العام، بزيارة قبر والدها، فقامت هي وابناؤها بوضع اكليل من الورود على قبر والدها الشهيد. مزين بالعبارات المشار اليها.. وهي عبارات ترشح وفاء، وتلخص ماساة الشعب الفلسطيني، الذي ابتلي باحتلال صهيوني عنصري فاشي، وتشي بجدارة هذا الشعب بهذه الارض، ووفائه المنقطع النظير لشهدائه الابرار، الذين قضوا وهم يتصدون للعصابات الصهيونية المدججة بالحقد، وبالدعم الاوروبي-الاميركي.. باحدث الاسلحة..
ورغم الفارق الكبير جدا في موازين القوى، وسقوط العالم كله في فخ المؤامرة القذرة.. فان هذا الشعب الصابر المرابط مصر على مواصلة المشوار..مواصلة مسيرة المقاومة والتحرير.. امانة يحملها السلف عن الخلف.. لم يتقاعس أحد، ولم يجبن احد.. وقد قدت قلوبهم جميعا من صخور القدس المقدسة، فلا ترتجف من غازٍ ولا من محتل.
باختصار..
نضال السيدة «قبطي» الموصول ولمدة «71» عاما، في المحاكم الاسرائيلية، لزيارة قبر والدها الشهيد،.. لم تحبط، ولم تياس، ولم تستسلم، ولم تسلم بالامر الواقع... يلخص نضال الشعب الفلسطيني، ومأساته المستمرة لأكثر من سبعة عقود ونيف، ويشكل بوصلة للاجيال، بانها لن تضل ما دامت متمسكة بها..
المجد لشعب الجبارين..
الذي يثبت كل يوم انه الاجدر بالحياة...
والاجدر بالبقاء، والاجدر بوطن الانبياء
«فالحق ينام احيانا. ولكنه لا يموت»..
كما قالت المناضلة الباسلة سلوى قبطي.