عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Oct-2019

التحقیق مع سامر العربید خرج عن السیطرة - ھرئیل عاموس
ھآرتس
معالجة سامر العربید، رئیس خلیة الجبھة الشعبیة المتھمة بقتل رینا شنراف، في وضع حرج، في اعقاب التحقیق معھ ویمكن أن یدلل ذلك على حدوث خطأ مھني حدث اثناء التحقیق. ھذه قضیة استثنائیة. ستبدأ وزارة العدل والشباك قریبا بفحص تطوراتھا وسیضطرون إلى أخذ العبر المطلوبة منھا. ھذه القضیة تضاف إلى تساؤلات أخرى ثارت حول العملیة.
الدول الدیمقراطیة تعمل على حمایة نفسھا لا تلجأ لاستخدام التحقیق والتعذیب كعقاب. ففي نھایة الانتفاضة الثانیة اعتادت إسرائیل على اغتیال مقاومین كبار في الضفة الغربیة، في الأماكن التي كان فیھا تنفیذ الاعتقال یعتبر خطیرا جدا. ھكذا ما تزال تتصرف بین فینة واخرى في قطاع غزة.
وفي الضفة الوضع الآن مختلف: یوجد لإسرائیل سیطرة أمنیة فعالة على الأرض. وعندما ترید فانھا تستطیع الوصول إلى أي مشتبھ بھ واعتقالھ. إذا كان المشبوه مسلحا وھناك شك معقول في أنھ ینوي استخدام السلاح من اجل منع الاعتقال، یقومون بضربھ من اجل الامتناع عن تعرض حیاة الجنود للخطر.
في كل حالة اخرى، الھدف ھو الاعتقال، التحقیق والتقدیم للمحاكمة. ھذا حقا ما یحدث في الاغلبیة الساحقة من الحالات.
المحكمة العلیا في قرار بشأن التعذیب في التحقیق صدر. وفي قرار حكم آخر صدر بشأن استخدام ”وسائل خاصة“ من العام 2017 ،رسم قواعد المسموح والممنوع للشباك. من قرارات الحكم ھذه یبدو أنھ یمكن استخدام وسائل خاصة في التحقیقات، في الحالة التي فیھا یمكن أن یكون لدى المحققین ”حمایة الضرورة“ – أي أنھ عندما یكون الذي یحقق معھ یعرف عن ”قنبلة موقوتة“، وھناك حاجة الى انتزاع منھ بالقوة المعلومات لمنع المس بحیاة الناس. ما ھي ھذه الوسائل الخاصة؟ القضاة حددوا بأن الامر یتعلق بأفعال ممنوعة في ظروف عادیة، ولكنھا لا تصل الى درجة التعذیب. وقد امتنعوا عن التفصیل. عملیا، عدد الحالات التي یستخدم فیھا الآن تحقیق كھذا یمكن عدھا على أقل من اصابع الید في كل
سنة. كل حالة كھذه یجب أن تتم المصادقة علیھا من قبل القیادة العلیا في الشباك. بعد ذلك، یتم احضارھا للاشراف القضائي، لدى النائب العام المسؤول عن ذلك من قبل الدولة.
مما تم نشره فان قضیة الجبھة الشعبیة تبدو وكأنھا تلبي ھذه المعاییر. اعضاء الخلیة متھمون بقتل الشابة، ومن المعروف أنھم عملوا على أعداد عبوات اخرى كان ھناك شك بأن أشخاص لم یعتقلوا بعد سیحاولون تشغیلھا.
ھؤلاء ایضا ھم نشطاء مجربون نسبیا، الذین یحرص تنظیمھم على السریة ویجعل نشطاءه یجتازون اعداد ھدفھ مساعدتھم في الصمود اثناء التحقیق في الشباك.
ھكذا، التحقیق من خلال استخدام الوسائل الخاصة یمكن أن ینتزع المعلومات، ولیس احضار المتھم للمعالجة وھو یحتضر. حسب اقوال الشباك فان العربید شعر أن وضعھ سيء اثناء التحقیق. من الواضح أن شيء ما تشوش في الطریق. سیكون ھناك حاجة الى فحص ھل انحرف المحققون عن التعلیمات المعطاة لھم، وتحت أي اشراف طبي كان یقع المعتقل، وما الذي عرفتھ سلسلة القیادة.
ایضا للشباك لا توجد مصلحة في أن ینتھي التحقیق معھ ھكذا، ایضا التحقیقات التي تؤدي الى نتیجة كھذه یمكن أن تزید دافعیة نشطاء آخرین في التنظیم للقیام بعملیات اخرى. والاشراف على التحقیقات ومنع التعذیب ھي بشكل عام مصلحة عامة وبشكل خاص ھي مصلحة رجال الیمین الذین ثاروا ضد ادعاءات لشباب یھود على تعذیبھم اثناء التحقیق في قتل عائلة دوابشة في قریة دوما قبل اربع سنوات.
تحت أنظار جھاز الأمن
في الأسابیع التي سبقت العملیة في النبع، قامت قوات الأمن بمطاردة خلایا عسكریة للجبھة الشعبیة في رام الله. في جھاز الأمن علموا أن التنظیم الذي قلل العمل في السنوات الاخیرة عاد الى تخطیط عملیات. عدد من اعضاء الخلیة ومنھم العربید ونشیط آخر لعب دورا مركزیا في قتل شنراف اعتقلوا بعد العملیة. ولكن العربید تم اطلاق سراحھ بعد أن لم یتضح في التحقیق الأولي معھ أي شيء.
حسب بیان الشباك في نھایة الأسبوع الماضي، الخلیة كانت نشیطة قبل ذلك ونفذت عملیات قبل عملیة النبع. القصد ھو سلسلة عملیات اطلاق النار التي لم یتم حل لغزھا والتي حدثت في السنوات الأخیرة في منطقة رام الله. ھذا یعني أن تنظیم مقاوم معروف نسبیا وموجود تحت الملاحقة الاستخباریة وھویة عدد من نشطائھ المخضرمین معروفة لإسرائیل، نجح في العمل تحت نظر جھاز الأمن طوال فترة غیر قصیرة.
سؤال آخر اقل اھمیة یظھر حول الطریقة التي نشر فیھا بیان الكشف عن الخلیة. قبل بضعة اسابیع ھنأ الوزراء افیغدور لیبرمان واییلت شكید في تویتر بالكشف عن الخلیة، رغم أنھ كان یوجد حظر مفروض على القضیة وعدد من المقاومین المتھمین كانوا ما زالوا طلقاء.
أول من أمس في التاسعة مساء نشر الشباك بیان قصیر عن حل لغز العملیة وعن اعتقال مشبوھین. في البیان لم یذكر أي شيء عن الوضع الصحي لرئیس الخلیة. وبعد فترة قصیرة من ذلك نشرت منظمات فلسطینیة عن معالجة العربید. ترتیب الأحداث یطرح شك بأنھ كانت ھنا محاولة للتبكیر وتسویق نجاح بھدف تقلیص الانطباع بأن خطأ قد حدث. الجھاز لم یحاول اخفاء عملیة المعالجة عن وسائل الإعلام، لكن یبدو أنھ كان من الافضل لو أنھ في البیان الأول للإعلام قدم جمیع التفاصیل ذات العلاقة.