عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Feb-2019

کفی لتحصین غزة من النقد - فیشمان الیكس
یدیعوت أحرونوت
 
الغد- إن مھزلة السیاسة الإسرائیلیة تجاه قطاع غزة یجب أن تنتھي. فجھاز الامن، الجیش والمخابرات الإسرائیلیة یتمترسون في نطاق منطقة الراحة التي یوفرھا الوضع الراھن الوھمي ویشلون القیادة السیاسیة، التي ھي على اي حال مقتنعة بأنھ بالفعل یمنح أمنا حقیقیا لسكان الغلاف. ھذا الوضع الذي ترقص فیھ إسرائیل على انغام أمزجة ومصالح منظمة حماس وتوافق على أن تبتز المرة تلو الأخرى، یجب أن یتوقف وفورا.
في نھایة الاسبوع الماضي عاد قطاع غزة لیعربد على الجدار وتقویم الوضع یقول ان التصعید سیحتدم فقط. كل ”التخفیفات“ التي اعطتھا حماس لإسرائیل في الأسابیع الاخیرة لقاء سلوكھا
القویم في مسألة المال القطري شطبت. فحماس لم تعد تلجم المظاھرات، ولا تمنع اجتیاز الجدار، ولا تمنع البالونات الحارقة، بل وحتى الصواریخ عادت في الاسبوع الماضي.
والآن ترفع حماس بالتدریج مستوى التصعید، لیس كرد على عمل أو قرار إسرائیل كھذا او ذاك – وھو وضع لا یطاق بحد ذاتھ – بل لأنھا غاضبة مرة اخرى على المصریین.
قبل نحو اسبوعین شعرت حماس بأنھا في قمة نجاحھا السیاسي: الأمم المتحدة ومصر أخذتا ظاھرا إلى ایدیھما اعادة اعمار قطاع غزة بواسطة المال القطري في ظل قطع الصلة بنزوات السلطة او نزوات إسرائیل. ولكن في الایام الاخیرة شرح رئیس المخابرات المصریة عباس كامل، لقادة حماس بانھم تشوشوا، وانھ لن یكون أي تغییر. لا منطقة تجاریة حرة على حدود رفح ولا معبر مفتوح على نحو دائم دون قیادة ومشاركة ابو مازن.
بكلمات اخرى، بخلاف توقعات حماس لا تعتزم مصر الاعتراف بحكمھا ككیان مستقل منقطع عن السلطة في رام الله. كما أعلن المصریون بأنھم لا یعتزمون السماح لھنیة بالسفر إلى موسكو
إلى لقاء المصالحة للفصائل الفلسطینیة. فالروس یریدون ان یتجاوزوا الأمیركیین والمصریین، اما الأخیرون فیبثون: المصالحة الفلسطینیة الداخلیة ھي ملف مصري.
وعلى من یتم تنفیس الاحباط؟ إسرائیل. إذن كلف غضب حماس ھذا الاسبوع قتیلین وبضع عشرات الجرحى على الجدار الامر الذي لا یمنعھا من ان تضمن مسرحیة عاصفة أكثر في الاسبوع القادم.
دولة سیادیة، ترى نفسھا قوة عظمى اقلیمیة لا یمكنھا ان تعیش وفقا لنزوات كیان معاد وجوده منوط بنا. وعلى جھاز الأمن ان یتوقف عن تخویفنا من نبوءات الغضب الدائمة في انھ اذا ما سقط حكم حماس في غزة فستسود القطاع فوضى على النمط الصومالي. كفى لتحصین حماس عن النقد. لعل مثل ھذه الفوضى بالذات مطلوبة كي یأخذ العالم العربي ابناء عمومتھ في غزة إلى ایدیھ.
طالما كانت إسرائیل تسمح بوجود بائس في القطاع وتبقي حماس في الحكم، فإنھا تسمح للعالم بأن یتجاھل الازمة الانسانیة وتتلقى ھي كل الملاحظات والانتقادات. كما یمكن أیضا ان نقرر بالذات فتح البوابة والسماح لعشرات آلاف العمال من غزة للعمل في الغلاف. فلیس معقولا احراق الحقل الذي یرزقھم. ولكن جھاز الامن وبالأساس الشاباك، یعارضون. والكل یشرح ما ھو محظور عملھ ویقدسون الجمود والتصلب الفكري اللذین یؤدیان إلى حرب مؤكدة في ظروف وتوقیت تقررھا حماس.