عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jan-2020

«المسرح الحر» .. يستعرض تجربته بالبعد النسوي بمهرجان المسرح العربي بدورته لـ «12»
 
عمان-الدستور-  حسام عطية - وأصل الأردن احتفالاته مع دول العالم في كانون الثاني الحالي بفكرة تخصيص يوم للمسرح العربي والتي جاءت من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي آلى على نفسه تطوير المسرح العربي، وفتح أبواب لهذا التطوير، فيما اختيار مسرحي عربي في كل عام لإلقاء كلمة يوم المسرح العربي، حالة جميلة جعلت للمسرح العربي مكانة كبيرة وسط المسرح العالمي.
التجارب الفردية
بدوره نوه المخرج علي عليان عن فرقة المسرح الحر بانه وبهذه المناسبة قدمت الفرقة بالمؤتمر الفكري لمهرجان المسرح العربي بدورته الـ «12» تحت شعار « المسرح معمل الأسئلة ومشغل التجديد»، تجربتها مسرح البعد النسوي، أن بدايات الفرقة اعتمدت على التجارب المسرحية الفردية من خلال كل من « فراس المصري»، « غنام غنام « و « سامي عبد الحليم» حيث كان التجمّع وإعلان التأسيس من خلال تطبيق عمليّ ومنجز مسرحي متكامل من انتاج وزارة الثقافة تحت مسمى « فرقة المسرح الحر» بعمل مسرحي بعنوان « ومن الحب ما قتل» تأليف وإخراج «غنام غنام» ومن شخوصها « علي عليان» و «مجد القصص «.
وعلق المخرج عليان على ذلك بقوله: ومن قال إن المرأة العجوز ليس لديها قضية؟ فهي مصابة بوهم البحث عن سند في تلك المرحلة العمرية التى تعيشها.. وهى قضية اجتماعية شاهدناها كثيرا في مجتمعاتنا، وان البعد النسوي في تجربة المسرح الحر، أين تمّ تسليط الضوء على البعد الاجتماعي في الحقل النسوي في تجربة فرقة المسرح الحر من الأردن والتي مرّ على تأسيسها عشرون (20) سنة خلت، تمّ من خلالها تقديم الكثير من العمال المسرحية داخل الوطن وخارجه، وقد مثّل الفرقة على المنصة الفنان « علي عليان» الذي تحدّث عن البحث الدائم عن الجمال في اللغة البصرية والبعد الفكري مع احترام ذائقة المتلقي.
ونوه عليان وخلال سنوات 1999 إلى غاية 2018 وصل عدد الكادر إلى أكثر من 20 فنيا مسرحيا للكبار مع تقديم اعمال للأطفال، وانه بعد التأسيس انضم كثيرون الى الفرقة أمثال، نبيل نجم، ماهر خماش، اسماء مصطفى، حسين أبو حمد وكثيرون مع انفتاح الفرقة على جيل الشباب، فيما أشار إلى البعد النسوي في بعض التجارب الخاصة بأعمال الفرقة، مع البعد السياسي المطروح في قضايا المرأة.
نقاش ساخن
وكان شهد المؤتمر الفكرى الخاص بالمسرح النسوى في تجربة المسرح الحر.. والذى اقامتة الهيئة العربية للمسرح بعمان مؤخرا.. شهد نقاشا ساخنا من متحدثيه.. فقد بدأ د. سامح مهران حديثه بالاعتراض على سرد المخرج على عليان لتاريخ فرقته قائلا: نحن هنا لعمل حوار نقدى محمل بالتساؤلات حول اعمال مسرحية للفرقة مثلما هو معلن فى الفعاليات لذلك من المفترض أن نبدأ بالتساؤلات ولندع سرد تاريخ المسرح الحر لندوات أخرى.
وأشار مهران إلى أن الشكل النسوي في تجربة المسرح الحر ليست دقيقة فعندما نقول «نسوي» فهذا مصطلح سياسى مرتبط بحركة الحقوق المدنية في الغرب وبفلسفة مختلفة تماماً..سواء على مستوى اللغة مثل جوليا كريستيفا أو غيرها.. وهى فلسفة واسعة الأطراف جدا منها ما يتعلق باللغة ومنها ما يتعلق بالسياسة.. وانواع نسوية كثيرة مثل النسوية الراديكالية والاشتراكية التى أنجبت واحدة من أفضل الكاتبات البريطانيات وهى كارل تشرشل.
وتوقف مهران في المساءلة العلمية لبيان الفرقة توقف عند مصطلح نسوي، وأشار إلى أنه مصطلح سياسي، مقترحا اعتماد ما أسماه بـ» الخبرة المؤنثة « في الكتابة للمسرح، فيما علق مهران» على مسرحية «ومن الحب ما قتل « ومدى علاقتها بقضايا المرأة، ومسرحية « شهقة طين» ذات الاتصال بالميثلوجيا، إذ تقدم قراءة لبداية خلق سيد الارض وسيد الغمام الذي يتحول إلى مطر دلالة على الخصوبة، ومسرحية « ظلال أنثى» التي يتحول من خلالها الرجل إلى « ذات» والمرأة إلى « موضوع» للذات الذكورية.
 واستطرد مهران تساؤلاته حول بعض اعمال فرقة المسرح الحر.. بادئا بمسرحية من الحب ما قتل متسائلا.. ما علاقة هذه المسرحية بقضايا المرأة؟ فهي تتعرض لتشييء العلاقة بين الرجل والمرأة..فهى سيدة عجوز تزوجت شابا صغيرا لتشتريه بينما هو يحاول التخلص منها للحصول على ثروتها.
وتساءل مهران: لماذا يتم تبادل الأدوار بحيث يلعب الرجال ادوار النساء؟، فتبادل الأدوار بدأ في مسرحية برلمان النساء.. وهو يختلف في طرحه من مرحلة لأخرى وفقا للشروط الاجتماعية والسياسية.. فاريستوفان حينما كتب برلمان النساء كان يريد السخرية من السيدات حين يستولين على الحكم ليثبت السلطة الذكورية.. ثم بعد ذلك وصلنا لتبادل الأدوار في العصر الحديث عند اينر موللر في مسرحية تتناول صراع زوج وزوجته فيقرران ارتداء ملابس بعضهما البعض ومن هنا يستطيع كل منهم تفهم اخلاق الاخر من خلال ما يسمى بالمادة الذاتية بمعنى نحن من نرتدي.
ثمة نص وثمة عرض
بدوره أكد الفنان غنام غنام بأنه من المهم أن تكون مثل المساءلات، لأننا يجب ألا نغفل أنه ثمة نص وثمة عرض، وأن هته الجلسة وهي تكشف عن ثلاثة أعمال له تأليفا وإخراجا، تحتمل الكثير من الأسئلة، أما مسرحية « ومن الحب ما قتل» فأضاف أنها تبدو مسرحية كوميدية كما هو وارد في بيان فرقة المسرح الحر، ومع ذلك فهي تخوض اتجاهات أخرى وهي تكشف هشاشة النظم الاجتماعية التي توصل شخوص العرض إلى مستوى من الصراع النفسي والذهني، لكن بصيغة كوميدية ساخرة.
وأقر غنام بوجود شعرية غنائية في مسرحية « حياة حياة» لأن النص قائم في الأصل على التوازي مع شخصية الأديب والشاعر «تيسير السبول» والعرض تناول مرحلة ما بين 1965 حتى 1975، أما مسرحية «شهقة طين» تحمل قضية الرجل الذي أغضب إمرأة حامل ويتم نفيه إلى الجبل، وهذا مستوحى من الثقافة المجتمعية الكنعانية ، فالنص يؤكد على أول امرأة وضعت اول قانون للزواج، والمرأة « عناة « هي من شرع أول زواج في العالم.
 أوضح غنام أن المرأة لم تكن ظلا لـ» بعل» بحكم أنها فرضت عليه هذا القانون، ولما مات فرضت على الشعب أن يكون موته مناسبة للاحتفال لأنه «سيد الأرض وسيد الغمام»، فنجد أنفسنا أمام عمل ذا قيم، ومن خلال ذلكم العمل أردنا أن نقول أن الكنعانيين هم أول من أسس لأول أربعة مفاهيم في الدراما، ومن بينها الكوميديا، التراجيديا، ونشيد الرب عند الكنعانيين الذي سرقه منهم إسرائيل فيما بعد، وأنه وبالرغم من أن العمل أتى قصيرا لأنه كان مشبعا بالقيم والتنوير، منتصرا لثقافة الأنثى، وكان المهرجان التجريبى في عهد د. فوزى فهمى قد ترجم على يد د. محسن مصيلحى مسرحيتها بنات قمة.. ونحن الآن في سبيل ترجمة نص بالغ الأهمية لها وهو المال الجاد أو جدية المال والذى كتبته ايام تولي مارجريت تاتشر رئاسة وزراء بريطانيا.. وبالتالى فالنسوية لا تعنى بتقديم قضايا المرأة في المسرح أو بمعنى أصح المسرح الأنثوية.
وسارت الندوة في سجال مستمر حتى انتهت بعمل مشهد من أحد عروض فرقة المسرح الحر بين علي عليان واريج دبابنة لتوضيح فلسفة عروضهما..