عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Sep-2021

الزعبي يدعو لإعادة اكتشاف “عرار” بإطار ثقافي جديد

 دعا الأكاديمي والناقد الأردني الدكتور زياد الزعبي إلى إعادة اكتشاف الشاعر مصطفى وهبي التل “عرار” ضمن إطار ثقافي جديد، يعيد قراءة منجزه الإبداعي من خلال دراسات معمقة تلقي الضوء على الكثير من التفاصيل في حياته وشعره.

وقال الأكاديمي الذي جمع وحقق ديوان “عشيات وادي اليابس” للشاعر، قبل (40) عاما، إن شعر “عرار” كان استثنائيا في تاريخ الشعر العربي في النصف الأول من القرن العشرين، وكما كان الشاعر في شخصه الذي شكل نموذجا في سلوكه الخارج عن المألوف، على الصعيدين الشخصي والرسمي، وفي علاقاته المتعددة والمختلفة برموز الدولة الأردنية.
وأضاف خلال ندوة عن شخصية معرض عمان الدولي للكتاب الثقافية “عرار”، التي أقيمت أول من أمس، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض، أن عرار ومنذ بدء تكوين الدولة الأردنية العام 1921 كان يحاول أن يكون جزءا أساسيا من تلك المرحلة، وقد عبر عن هذه الرغبة بالمشاركة في بناء الدولة من خلال رسالة كتبها للملك المؤسس، وهو ما يزال في الثانية والعشرين من عمره، مبينا أن هذا الأمر يجب أن نتوقف عنده طويلا ونقرؤه قراءة فاحصة.
وأوضح أن علاقة الشاعر بـ”الغجر” كانت محاكاة لما اطلع عليه من الأدب العالمي، مشيرا إلى أنه اطلع على الأوبرا المشهورة “كارمن” وعلى ما كتبه الأدباء العالميون، ومجموعة من الدارسين الفرنسيين الذين كتبوا دراسات مطولة عن الغجر، لذلك قام عرار بمحاكاتها.
وأشار إلى تأثر الشاعر بشكل كبير بشعراء الفرس، حافظ الشيرازي وسعد الشيرازي، وهو ما ذكره الشاعر العراقي احمد الصافي النجفي في كتاباته، فلم يذهب أحد إلى قراءة هذا الجانب في شعر مصطفى وهبي التل، مبينا أنه كان لديه كتب باللغة التركية وكتب باللغة الفارسية، إضافة إلى اكتشاف جانب إبداعي له وهو كتابة القصة.
وقال إنه بعد 72 عاما على وفاة عرار وصدور 5 طبعات من ديوان “عشيات وادي اليابس”، إضافة إلى نثره “عشيات على هامش العشيات” وغيرها من الإصدارات، “علينا تجاوز كل هذه الأنماط الاحتفالية به والتركيز أكثر على البعد المعرفي العميق لهذه الشخصية ولمنجزاتها الأدبية والفكرية والسياسية المختلفة”.
من جهته، أكد أستاذ الأدب والنقد الحديث في جامعة اليرموك الدكتور نبيل حداد، خلال الندوة، أهمية تحول الأديب إلى مؤسسة، مضيفا أن الشاعر “عرار” كان صاحب مؤسسة من خلال تأثير شعره على المتلقين، وعلى إرثه، مع الإشارة إلى سيرة حياته بجوانبها الشخصية والعامة والحركة الثقافية والنقدية التي تمحورت حول شعره.
وقال إن “شعر عرار قدم النموذج البشري وربط الشعر بالحياة، والحياة المحلية بشكل خاص، كما ارتقى بالمكان من البعد الجغرافي الى البعد “المعيش”،، حيث أعاد اكتشاف الوطن لمن يعيشون فيه دون أن يكتشفوا مزاياه، فالوطن عنده منظومة متكاملة من عناصر الحياة كلها من إنسان ومكان وطقس وغيرها من المكونات التي توفرت لمن يقرأ شعر عرار”.
وتحدث الدكتور حداد عن وجود ما أسماه “بالمؤسسة العرارية” من خلال الجهد الذي تولاه أبناؤه، وما قام به صديقه المقرب محمود المطلق، في جمع نتاج شعره، إضافة إلى ما قدمه البدوي الملثم من خلال كتابه “عرار شاعر الأردن”، وجهود الدكتور زياد الزعبي، وإصدراته المختلفة في هذا المجال، وعشرات الكتب والدراسات، إضافة إلى وجود المؤسسات والكثير من المنتديات التي تحمل اسم عرار، ومتحف عرار، وكرسي عرار الأكاديمي في جامعة اليرموك الذي قدم الكثير من الإنجازات التي رفدت الحياة الثقافية فيما يتعلق بوثائق خاصة بالشاعر مصطفى وهبي التل وغيرها كثير.
بدوره، قال مدير الدراسات والنشر في وزارة الثقافة الذي قدم الندوة، مخلد بركات، إن عرار شاعر وجودي نافح عن الحق ورصد أنواع السلوك الإنساني، وشاعر له مرام بعيدة في قصائده، ومن أكثر الشعراء الذين تغنوا بالأردن، وبالمكان الأردني وفي أغلب قصائده نجد القرية الأردنية والأودية ونجد الأمكنة، وهو شاعر عشق الأردن وكتب فيه أروع الأناشيد والقصائد.-(بترا)