عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jun-2022

جيشنا ونكران الذات*بلال حسن التل

 الراي 

فيما كان البعض يتبارون لحجز حصتهم من كعكة الإعلام التي واكبت الانفجار المؤلم الذي وقع بميناء العقبة، كانت قواتنا المسلحة تعمل بصمت وبنكران للذات، لكن بهمة عالية وبمؤسسية راسخة وبتكامل منتج لاحتواء آثار ذلك الانفجار، وأول ذلك هو جاهزية مستشفى الأمير هاشم في مدينة العقبة، وهو مستشفى تابع للخدمات الطبية الملكية والذي حمل العبء الأكبر في معالجة ضحايا الانفجار، ورغم الدور المركزي الذي لعبه هذا المستشفى فقد اتخذت القوات المسلحة عدداً من الإجراءات للحد من آثار الانفجار، أولها إرسال فرق طبية مجهزة بأحدث المعدات والاختصاصات إلى العقبة، كما رفعت جاهزية واستعداد عدد آخر من مستشفياتها لاستقبال المصابين في مقدمتها مدينة الحسين الطبية، بالإضافة إلى مستشفى الملكة علياء والمستشفى العسكري في الزرقاء.
 
لم يكن رفع جاهزية المستشفيات العسكرية هو الإجراء الوحيد الذي اتخذته القوات المسلحة لمواجهة آثار انفجار العقبة، بل أكملت هذا الإجراء بتحريك أربع طائرات إخلاء طبي أقلعت من مطار ماركا العسكري لإخلاء المصابين بسرعة إلى المستشفيات، فيما كانت مجموعات من غطاسي القوات البحرية تقوم بإنقاذ المصابين.
 
واكب ذلك إجراء احترازي مهم قامت به القوات المسلحة تمثل بقيام المنطقة العسكرية الجنوبية والقوة البحرية الملكية بإغلاق منطقة الحادث منعا لوقوع المزيد من الإصابات جراء الاقتراب من المنطقة، في نفس الوقت الذي حركت فيه قواتنا المسلحة فريقاً من مجموعة الإسناد الكيماوي للقيام بإجراءات تطهير موقع الحادث من آثار الغاز السام.
 
هذا غيض من فيض ما قامت به قواتنا المسلحة يوم الثلاثاء الماضي لمواجهة آثار الانفجار الذي وقع في ميناء العقبة، وهو دور لم تكن قواتنا المسلحة من خلاله تساند أجهزة الدولة في التعامل مع هذا الحادث فقط، بل كانت أيضاً تثبت صحة ما سبق أن ما دعونا إليه من ضرورة عسكرة كل أجهزة الدولة، لتعمل بقيم قواتنا المسلحة من حيث الجاهزية والانضباط ونكران الذات، الذي يجعل المسؤول يعمل بصمت، ليترك عمله يتحدث عنه بعيدا عن الصورة الإعلامية الزائفة، التي يلهث وراءها الكثيرون من المسؤولين في بلدنا. فالإهمال واللامبالاة سبب الكثير مما نعاني منه، والانضباط والإحساس بالمسؤولية طريقنا للنجاة، وقواتنا المسلحة تقدم دليلاً حياً على هذه الحقيقة، فلنرفع القبعات لقواتنا المسلحة التي نجدها في المقدمة عند كل شدة.