عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-May-2019

المفرق... واقع أسرة «أبو بدر» يصرخ ويئن نتيجة حجم الفقر والمرض والمعاناة

 

المفرق-الدستور - محمد الفاعوري - اسرة اردنية جديدة تعيش واقعا مؤلما وحزينا وسط غياب واضح وتقاعس الجهات الرسمية والجمعيات الخيرية وغيابها عن مشهد الخير وفقراء المحافظة والتحري عن الاسر العفيفة.
واقع الاسرة يصرخ بشدة ويئن نتيجة حجم الفقر والمأساة والمعاناة؛ فلا يسعك عند دخول مكان اقامتها الا ان تصمت من صعوبة ما ترى وهول ما تسمع؛ فالمكان حزين وكئيب وساكنوه موجعون ومألومون ومن اصحاب الابتلاءات، تربطت ايديهم وعجز فكرهم عن التفكير بالامل والسعادة.
«من سنوات وانا اراجع الجمعيات عشان يساعدونا لكن كله مواعيد» هذا مادرج على لسان « ابو بدر « 57 عاما لحظة دخولنا الى مكان سكنه بحي الحسين في مدينة المفرق وتابع « ماحدا زارنا من سنين ودخل بيتنا واعطاني اشي الا انتم» ومعونة وطنية شهرية قدرها (50) دينارا من صندوق المعونة الوطنية.
هذه هي الحقيقة التي ترسخت على ارض الواقع وتأكدت خلال زيارات « الدستور» لاسر عفيفة لاتملك في حياتها الا الالم والهم والحاجة واسرة « ابو بدر « هي واحدة من تلك الاسر التي انغلقت على نفسها تحتضن اوجاعها وفقرها؛ حيث الأم تعاني من داء الصرع الاكبر؛ مايستدعي حاجتها الى العلاج ومتابعة طبية دائمة.
ليس هذا فحسب بل ان الامراض المستعصية امتدت الى الابنة هديل 23 عاما حيث اصيبت بالشلل والصرع وانخفاض في القدرات العضلية وظلت تعاني حتى وافتها المنية العام قبل الماضي، ولم ينته هنا الامر فـ( دعاء ) 19 عاما تعاني من تدني القدرات العقلية ( تخلف عقلي شديد) وتحتاج الى الرعاية الطبية والاجتماعية الكاملة والعلاج.
رب الاسرة «ابو بدر» يعاني الكبر والاوجاع المختلفة نتيجة حجم الهم والمسؤولية يقابله عوز وفقر وتدني مستوى المعيشة يمتهن مهنة جمع الخبز اليابس وبيعه على عربة قام بشرائها ليوفر مايستطيع ليؤمن لاسرته ثمن خبزهم في ذلك اليوم او شراء بعض الادوية ومستلزمات صحية لابنته المريضة او مايمكن ان يضيف الى مائدة الخبز مايستطعون تناوله والتي كان اثرها (قلاية بندورة ) وهو ماكان عليه فطورهم في اليوم الاول والثاني من رمضان المبارك.
تعيش الاسرة في مكان محزن مليء بالالم والنقمة على الدنيا وجميع من يعرف عن احوالهم وظروفهم ثم يتقاعس عن المساهمة في تقديم العون والمساعدة لهم؛ فمسكنهم لايتعدى وصفه بمكان مكون من صالة لاتتجاوز مترين في مترين، والمطبخ متر ونصف المتر بطول مترين يفتقد الى كل شي جميع المنزل مسقوف بالواح الزينكو وجدرانه من الطوب غير المقصور وابوابه بطانيات وان كانت فهي حديد مهتريء غير صالح. تستخدم الاسرة «غاز النقال» في طهي طعامهم ان وجد؛ لانهم يفتقدون الى وجود اسطوانة غاز كما انهم لايملكون ثمن تعبئة  الاسطوانة، يستخدمون ممرا صغيرا للاستحمام بعد ان يستروا انفسهم بستار من بطانية وملابسهم يحفظونها على حبل داخل غرفتهم التي يقيمون وينامون فيها، فهم يخصصون حبلا لكل واحد منهم اما الملابس الخاصة فيتم حفظها في كرتونة خصصت لذلك. 
بغصة والم وتحسر يقول «رب الاسرة « واقع بين مرين؛ ضرورة طلب الرزق عبر العمل على عربته وبين رعاية ابنته وزوجته المريضتين ، فعلى الرغم من حاجته لبيع الخبز لتحصيل ما يمكن تحصيله لتوفير ثمن الخبز وتوفير قرش يمكن ان يحتاجوه؛ فهو مضطر للبقاء مع ابنته التي تحتاج الى رعاية خاصة فهي تعجز عن القيام بوظائفها الحيايتة اليومية الى جانب والدتها التي تبقى تحت تاثير الادوية تجنبا لنوبات الصرع ومضاعفاتها . « الدستور» كعادتها تنبهت الى حجم المعاناة الانسانية في هذا الوطن الغالي وهي تدرك مقدار الخير والاحسان فيه فقامت على رصد بعض الاسر والوقوف على واقعها وتناول قصصهم ومعاناتهم عبر صفحاتها لعل من يأخذ بيدهم ويقدم لهم المساعدة، واسرة « ابو بدر» اسرة تعاني المرض والفقر معا تستدعي ظروفها الاهتمام والمساعدة.