عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Dec-2019

الورشات الإبداعية في مخيمات لبنان.. كتابة الفلسطينيين لشمس جديدة

 

بيروت – “لأن الكتابة مثل الشمس تُعلمنا الحرية والضوء لهذا نشرنا هذا الكتاب”، بهذه العبارة بدأت الشاعرة والمدربة على الكتابة الإبداعية تغريد عبد العال حديثها، فعلى مدى عام كامل، دربت 10 أطفال من أبناء مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاما على الكتابة الإبداعية من خلال ورشات وتدريبات تعمل على تحفيز الأطفال وتشجيعهم على الإبداع.
ويقوم مشروع الكتابة من خلال أنشطة تثقيفية تنمي حس الإبداع لدى الأطفال، بالإضافة إلى أنشطة متنوعة من قراءة القصص إلى اللعب بالجمل والكلمات والأسئلة، والرحلات والرسم ورؤية اللوحات.
تقول الشاعرة عبد العال “إن تدريب الأطفال كان تجربة جديدة ونوعية؛ حيث شعرت أن بعض النصوص تستحق النشر، فجمعت النصوص وقدمت لها وكتبت فقرات صغيرة عن الأنشطة وجمعتها في كتاب سميته ألف باء شمس، هذا الكتاب هو مجرد اقتراح للنظر في نصوص هؤلاء الأطفال والتعرف إلى عوالمهم الداخلية”.
وتقول الطفلة دولت كايد (11 عاما) “في هذا التدريب تعلمنا الكثير من الأمور، تعلمنا كيف نحلم قبل الكتابة، وكيف نحول ما يجول في بالنا إلى قصص مكتوبة نترجم من خلالها أحلامنا، وأسعى أيضا إلى التعلم أكثر كي أستمر في الكتابة وأنشر كتابي الخاص”.
وتكمن أهمية هذا التدريب في أنه استقطب أطفالا يحبون الكتابة وجعلهم يهتمون أكثر بها، ودفعهم للبحث عن وسائل صقلها عن طريق القراءة والمعرفة والاستلهام من الفنون جميعها، بالإضافة إلى تدريب الطفل على أن يكوّن نفسه وأن يعبر عن ذاته ومخاوفه وشكوكه وهواجسه.
تقول تغريد عبد العال “هذا التدريب أثر على تجربتي الأدبية أيضا، فقد تعلمت أن حرية التجربة هي التي تفتح نوافذ الإبداع وأن التعليم العادي يحد الإبداع ولا يترك مجالا أمام الأطفال لاختبار صدق ما يفكرون فيه”.
حب في المخيم
وأصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية بعد ورشة للكتابة الإبداعية بتدريب الروائي اللبناني إلياس خوري كتابا آخر بعنوان “حب في المخيم”، ويضم هذا الكتاب مجموعة من القصص القصيرة التي كتبها شباب فلسطينيون من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، كما يضم نصوصا تحكي قصصا عن مقاومة الألم بالحب، ومحاولة لتحويل المخيم المنفى إلى وطن.
يقول الروائي اللبناني إلياس خوري “في ورشة التدريب تعلمت من الشباب أكثر مما علمتهم، وتعرفت على المخيم من خلال عيون أبناء المخيم أنفسهم”، ويضيف “هذه تجربة فلسطينية ثقافية جديدة، وهذا يفتج الباب لتطور أساسي في الثقافة الفلسطينية، خاصة في الشتات، وتحولها إلى ثقافة يمكن أن نطلق عليها ثقافة منفى تعمل على تغيير جذري في الثقافة الفلسطينية في المخيمات”.
أما سماح حمزة إحدى المشاركات في الورشة، فتقول “كانت مشاركتي في ورشة الكتابة الإبداعية مثمرة جدا ومفيدة لي في تحسين قدرتي على الكتابة وشرح الأفكار وترتيبها، واختيار المفردات المناسبة”، وتضيف “حاولت من خلال قصة جدي أن أخلق رابطا حاضرا ومتينا مع الوطن، فقررت أن أنسج قصة من الخيال بشخصية غير موجودة كي أربط جدي وقصته بفلسطين من جديد”.
تطور ملحوظ
وتشهد الثقافة في المخيمات الفلسطينية في لبنان تطورا ملحوظا يوما بعد آخر بعد انكماش دام لأعوام من خلال انشغال المثقف الفلسطيني في الهم المعيشي وغياب حواضن الثقافة وغلاء الطباعة والنشر، ووفقا لإحصائية أصدرتها جمعية “كُتّاب” العام 2017 فإن المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان لا تملك إلا 13 مكتبة عامة فقط.
لكن اليوم، وعلى الرغم من افتقار المخيمات الفلسطينية إلى المكتبات العامة التي تشجع القارئ والمثقف وتوفر له الجو الهادئ، فإن الثقافة الفلسطينية تشق طريقها نحو النضوج بفضل مساهمات جادة؛ حيث تقوم بعض الأطر الخاصة كالجمعيات والتجمعات الثقافية بجهود متواضعة لانتشال الثقافة الفلسطينية من مأزقها.
ويوضح الشاعر الفلسطيني عبد المحسن محمد أنه “رغم الكثافة السكانية في مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان، فإن الفن والثقافة الفلسطينية ما يزالان يحتفظان بأهميتهما وأهمية وجودهما في الشتات في لبنان”، ويضيف “العنصر الثقافي في مخيمات لبنان يعاني من عدم الاهتمام وعدم تسليط الضوء على أهله، مما ينذر بالخوف من إقلاع بعض الكتاب والمثقفين عن واقعهم”.-(الجزيرة نت)