عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Dec-2019

إشارة لغزة.. تهديد للبنان - يوسي يهوشع

 

يديعوت أحرونوت
 
معظم العنوان من خطاب رئيس الاركان، الفريق افيف كوخافي امس عني بالآثار الجسيمة المتوقعة للحرب التالية على مواطني اسرائيل. ولكن من أطلق الصاروخ الوحيد أمس من غزة الى عسقلان حين كان رئيس الوزراء نتنياهو في اجتماع هناك، سمع اساسا ذاك القسم من تصريحات كوخافي عن التسوية بين اسرائيل وحماس. في قول واضح حول الوضع مع حماس، قال كوخافي في خطابه اننا نوجد في لحظة خاصة ينبغي استغلالها كي نتقدم في التسوية بين الطرفين، ولا سيما بعد تصفية كبير الجهاد الاسلامي بهاء ابو العطا الشهر الماضي. وكان ابو العطا والجهاد يعارضان التسوية وحاولا التخريب عليها من خلال اطلاق النار على اسرائيل.
من اطلق الصاروخ في غزة أمس، فضلا عن رغبته في احراج نتنياهو بعملية مشابهة لاطلاق النار السابق نحو اجتماع رئيس الوزراء في اسدود في ايلول، كان يعرف عن التقدم في المفاوضات في التسوية، وكان قلقا منها. ورغم ذلك، بعد الرد المتوقع من الجيش الاسرائيلي، فان الاتصالات بين الطرفين ستتواصل لان هذه هي ارادة الطرفين في هذه اللحظة.
بعد خطاب القاعدة العسكرية باهد 1 والذي حدد فيه رئيس الاركان افيف كوخافي القائد كالجهة المخولة الوحيدة لإدارة الاطار العسكري، دون تدخل الحاخامين او ممارسة ضغوط اخرى، وبعد الخطاب في كل كلية الامن القومي والذي حدد فيه مذهبه في موضوع القيم وقول الحقيقة، اختار رئيس الاركان امس ان يرسم بشكل اكثر وضوحا مفهومه العملياتي. لقد القى كوخافي كلمته في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا تحت عنوان “الجيش الاسرائيلي – التحديات والرد”، في مناسبة لذكرى رئيس الاركان الاسبق امنون ليبكن شاحك.
لزمن طويل تردد كوخافي هل من الصواب تغيير السياسة الاعلامية ولا سيما حيال الجمهور الاسرائيلي حول نتائج الحرب القادمة في لبنان. فالمعاضل جد حادة وواضحة – فاذا ما تحدثتَ عن 1.500 صاروخ تطلق اليوم من الشمال فانت تعظم العدو وتشدد الخوف لدى الجمهور في اسرائيل. من جهة اخرى، يفهم رئيس الاركان بانه ملزم باجراء تنسيق للتوقعات وبسرعة مع المجتمع، الذي اعتاد على جولات قتالية مع حماس بينما توفر القبة الحديدية حماية استثنائية بنحو 90 في المائة من النار.
لقد عني اساس خطاب رئيس الاركان بالاستعداد للحرب القادمة. وقرر كوخافي تغيير سياسة تنسيق التوقعات مع المواطنين، في كل ما يتعلق بالشكل الذي نرى فيه الحرب القادمة في الشمال. عملية تنسيق التوقعات المتجددة واجبة الواقع. وهي ستتم ببطء وبحذر، وقد بدأت امس في خطاب كوخافي. لقد تناول رئيس الاركان امكانية هجمات اخرى على منظومة الصواريخ الدقيقة التي تهدد اسرائيل من الشمال، وقال انه ستكون حالات تخاطر فيها اسرائيل حتى شفا مواجهة او حتى مواجهة لاجل احباط الصواريخ الدقيقة قبل الاوان.
ان القرار الذي اتخذه كوخافي هو اعداد الجمهور للمخاطر، ولكن دون افزاعه. نعم الحديث عن التهديد، ولكن بحذر. عن مشكلة الجاهزية لا يمكنه أن يستطرد وكذا الاعلام لاعتبارات الرقابة، ولكن يجدر الانصات لرئيس الاركان في موضوع علاوة الميزانية اللازمة في المدى الزمني الفوري لمجال الدفاع الجوي وتسليح سلاح الجو. يقول كوخافي: “فلتعلموا ان هذا هو الواقع – فرؤوس الصواريخ ومداها ازدادت. في الحرب القادمة شدة النار على الجبهة الداخلية ستكون كبيرة. وهم يخططون لاطلاق الصواريخ على المناطق المبنية. يجب أن نعرف هذا ونستعد له. في السلطات المحلية وذهنيا على حد سواء”.
يعرف رئيس الاركان بان الحرب القادمة في لبنان لن تكون قصيرة مثلما قدروا قبله وكذا ايضا التوقع بالنسبة للمصابين. “لن تكون حرب بدون مصابين ولا اعد بحرب قصيرة. سنكون مطالبين بحصانة وطنية هي مضاعف ايجابي للجيش الاسرائيلي. في الحرب القادمة سنهاجم بشدة المجال المديني للعدو. وسنحذر السكان. وفور ذلك سنهاجم ايضا شبكات الوقود، الكهرباء والطرق في الدولة التي تستضيف وتشجع منظمة العنف التي في داخلها”. في لبنان، يشرح رئيس الاركان، “حزب الله يحاول انتاج وجلب صواريخ دقيقة. نحن نبذل جهودا كبيرة الا نسمح لاعدائنا بالتزود بسلاح دقيق، نفعل هذا بشكل سري، علني وكذا بمخاطرة للمواجهة”. وهو يلمح بشكل واضح كم بعيدا مستعدا هو لأن يسير كي يحبط التهديد.
في المرة الاولى يتناول رئيس الاركان العراق ايضا: “أسلحة متطورة تمر في العراق بشكل حر ونحن لا يمكننا أن نسمح بمثل هذا الامر ان يمر بلا معالجة”.
في اقواله عن ايران قال كوخافي انه يوجد تشديد بالتهديدات من جانبنا، وفي موضوع النووي قال انه طهران تواصل انتاج الصواريخ التي تصل الى اراضي دولة اسرائيل. ان امكانية المواجهة المتصاعدة مع ايران ليست غير معقولة، وبقدر ما لا يكون رد على التقدم حيال السلاح النووي، من شأن الامر ان ينتقل من مجال الحوار الى القدرة الحقيقية.
لقد انتقد رئيس الاركان انتقادا مبطنا الاميركيين الذين لا يردون على العدوان الايراني. ايران، على حد قول رئيس الاركان، “غيرت سياستها. ففي السنة الاخيرة باتت اكثر فأكثر فاعلة وهجومية، وهذه السياسة اولا وقبل كل شيء موجهة ضد دول الخليج. لا يوجد رد، لا يوجد عمل مضاد، لا يوجد عمليات رد ولا يوجد ردع تجاه هذه الاعمال التي يتخذها الايرانيون”.