سوشيال ميديا
طروب العارف
يلعب التفاؤل وتَوَقُع النتائج الإيجابية والإيمان العام بالأحداث المستقبلية المواتية، دورًا حاسمًا في كيفية استجابة الأفراد لصعوبات الحياة، ويؤثر بشكل كبير على كيفية تفاعل الآباء مع أطفالهم وإدارة ديناميكيات الأسرة.
كان لـ جيسيكا كوهلر، دكتوراه، عضو هيئة تدريس مشارك في قسم علم النفس في الحرم الجامعي بجامعة أريزونا مداخلة على موقع سيكولوجي توداي بينت فيها أنه من المرجح أن ينظر الآباء المتفائلون إلى التحديات - مثل نوبات الغضب أو المراحل المتمردة أو النضالات الأكاديمية - على أنها نكسات مؤقتة بدلاً من الإخفاقات الدائمة.
وهذا المنظور سيعزز الصبر، ويتعامل مع حل المشكلات، بالإضافة إلى وضع نماذج للتنظيم العاطفي للأطفال. والجدير بالذكر أن النظرة المتفائلة تساعد الآباء على التعامل مع المواقف الصعبة بأمل، وهو ما يمكن أن يلهم الأطفال لتبني مواقف مماثلة عندما يواجهون عقبات في حياتهم.
بناء المرونة من خلال التفاؤل
المرونة أو القدرة على التعافي من الشدائد هي عامل حاسم في النجاح والرفاهية على المدى الطويل. وقد أظهرت الأبحاث أن الأبوة والأمومة المتفائلة تعزز المرونة لدى الأطفال وهؤلاء الأطفال الذين ينشأون في أسر متفائلة هم أكثر عرضة لتطوير آليات التكيف، مثل مهارات حل المشكلات والتنظيم العاطفي والكفاءة الذاتية.
فعلى سبيل المثال، إذا واجه الطفل نكسة في المدرسة، مثل الفشل في الاختبار، فقد يقول أحد الوالدين المتفائلين، «هذا مجرد اختبار واحد، ويمكننا العمل معًا لتحسين درجتك في المرة القادمة». ومن خلال تأطير الوضع على أنه تحدٍ مؤقت وليس فشلًا حاسمًا، يُعلّم الآباء أطفالهم أن النكسات ما هي إلا جزء من الحياة ويمكن التغلب عليها بالجهد والمثابرة.
التفاؤل والرفاهية العاطفية
غالبًا ما ينتبه الأطفال إلى إشارات والديهم العاطفية. فمثلًا عندما يتحدث الآباء حديثًا إيجابيًا مع إظهار المرونة العاطفية، فإنهم يقدمون مثالًا قويًا للأطفال ليتبعوه.
كما إن الاقتراب من المواقف المربكة بهدوء وأمل يعلم الأطفال كيفية تنظيم عواطفهم وتطوير نظرة أكثر إيجابية للحياة. وفي المقابل، فإن الآباء الذين يظهرون التشاؤم أو التفكير الكارثي النموذجي، قد يُعَلِّمون عن غير قصد، الأبناء أن ينظروا إلى العالم من خلال عدسة الخوف والسلبية، مما قد يزيد من خطر القلق والاضطراب العاطفي.
5 استراتيجيات لتصبحوا أباءًا أكثر تفاؤلًا
في حين أن بعض الآباء قد يميلون بطبيعة الحال إلى التفاؤل، فمن المؤكد أن آخرين قد يواجهوا صعوبة في الحفاظ على عقلية تبعث على الأمل، خاصة في اللحظات العصيبة. ومع ذلك، فإن التفاؤل مهارة يمكن اكتسابها وفيما يلي خمس استراتيجيات لمساعدة الآباء على أن يصبحوا أكثر تفاؤلاً:
1-إعادة صياغة التحديات كفرص للنمو بدلًا من النظر إلى العقبات على أنها نكسات، ولهذا، قوموا بتأطيرها على أنها فرص تعليمية لكم ولأطفالكم وهذا النهج يشجع على حل المشاكل ويعمل على بناء المرونة.
2- ممارسة نموذج الحديث الذاتي الإيجابي وفيه يلتقط الأطفال كيف يتحدث الآباء عن أنفسهم وتجاربهم. كما يمكن للوالدين تعليم الأطفال التركيز على الجهد والتقدم بدلًا من الفشل.
3- ممارسة الامتنان فمن خلاله يمكن تحويل التركيز على الإيجابيات.
وتنصح جيسيكا كوهلر أن نقوم بهذا كنشاط عائلي حيث يشارك كل فرد بذكر ما يود شكر الآخرين عليه وهذا سيعزز بيئة عائلية إيجابية.
4 التركيز على الحلول بدلًا من المشاكل.
فعندما تبرز التحديات، فعليى الآباء التركيز على الوضع الحالي بدلًا القضية نفسها وهذا من شأنه تعزيز الموقف الاستباقي لدى الأبناء ويقوي قدرتهم على التغلب على الصعوبات.
5- أبدوا إعجابكم بجهود الأبناء المبذولة بدلًا من التركيز على النتائج. هذا يعزز حقيقة أن العمل الجاد والمثابرة أكثر أهمية من الكمال، مما سيساعدهم على تطوير عقلية نموهم.
مستقبل بتفاؤل
اختتمت جيسيكا كوهلر مداخلتها بالقول إن التفاؤل هو أكثر من مجرد نظرة إيجابية – بل إنها عقلية يمكن أن تشكل حياة الأطفال بشكل هادف. فمن خلال الأبوة والأمومة المتفائلة، يمكن للوالدين رعاية المرونة والصحة العاطفية والنجاح على المدى الطويل في أطفالهم.
ومن خلال تنفيذ الاستراتيجيات التي تعزز بيئة مفعمة بالأمل وموجهة نحو الحلول،يُمَهِّد الآباء الطريق لأطفالهم للازدهار في جميع مجالات الحياة، مما يمنحهم القدرة على مواجهة تحديات الحياة بثبات وتصميم.