"وجهان لعملة واحدة".. كيف ينظر فلسطينيو الضفة إلى ترامب وهاريس؟
يقول فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة إنهم لا يعيرون أي اهتمام للانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ولا ينتظرون منها أي شيء.
ويرجع هؤلاء موقفهم، في أحاديث مع الأناضول، إلى انحياز الولايات المتحدة وشراكتها في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ أكثر من عام.
ويشددون على أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري يتسابقان لتقديم الدعم العسكري والسياسي والاستخباري لحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 144 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
** شراكة في الجريمة
وقال المنسق العام للجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل "BDS" محمود نواجعة: "لا ننتظر أي شيء من الإدارة الأمريكية القادمة أو من المرشح الذي سيفوز بالانتخابات".
وأوضح للأناضول: "لأننا نرى أن جريمة الإبادة الجماعية التي تحدث ضد أهلنا في قطاع غزة، وكل الإجرام الذي يحدث في فلسطين ولبنان، لا يمكن أن يتم لولا الدعم الأمريكي".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و792 قتيلا و12 ألفا و772 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الثلاثاء.
وأضاف نواجعة: "نرى إسرائيل رأس الحربة في المشروع الإمبريالي والانتخابات الأمريكية لن تغير شيئا".
وأكد أن "المؤسسة الأمريكية متواطئة وشريكة في جريمة الإبادة وكل ما يحدث في لبنان وكل قصف ودمار في العراق واليمن".
و"لا نرى أن الانتخابات ستحدث فارقا، الفارق الوحيد (هو) إمكانيات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بالضغط على الأنظمة الاستعمارية لتغيير توجهاتها والعمل (من أجل) انهيار والتخلص من النظام الاستعماري"، حسب نواجعة.
** وجهان لعملة واحدة
"لا نعول إطلاقا بأي شكل على الانتخابات الأمريكية"، هكذا بدأ جمال جمعة منسق للحملة الشعبية الفلسطينية لمقاومة جدار الفصل العنصري "أوقفوا الجدار" حديثه للأناضول.
وأضاف جمعة: "منذ سنوات أثبت الحزبان الأمريكيان أنهما وجهان لعملة واحدة".
وأردف: "واضح أن الصهاينة (هم) مَن يتحكمون بالقرار في الولايات المتحدة جراء سيطرتهم على مركزي الأموال والإعلام".
و"الحرب أثبتت أن المعارك أمريكية بالأساس، سواء كان رأس الحكم جمهوريا أو ديمقراطيا"، كما تابع جمعة.
وزاد: "رأينا اعتراف (الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب في 2017/ جمهوري) بالقدس عاصمة لإسرائيل، و(الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو) بايدن فعل ما هو أسوأ من ذلك حيث سوغ الإبادة الجماعية وما زال يسوغها".
وخلص جمعة إلى القول: "مشكلتنا بالأساس مع الولايات المتحدة وتعاملها العنصري والفوقي وغير الإنساني مع قضية الشعب الفلسطيني".
** المشروع الصهيوني
وحسب الناشط السياسي الفلسطيني عمر عساف، فإن "الشعب الفلسطيني لا يعول على الانتخابات الأمريكية، وأعتقد أنه واهم كل مَن يعول عليها، لأن أمريكا تعمل كمؤسسات ومنحازة للعدوان".
وأضاف عساف للأناضول أن "الولايات المتحدة شريكة بطائراتها وقنابلها في الإبادة، وبالتالي هم يتفاوضون ويتسابقون مَن يقدم الدعم الأكبر للاحتلال، سواء ترامب أو (المرشحة الديمقراطية كامالا) هاريس. أعتقد أنهم ينظرون للمشروع الصهيوني على أنه جزءا من مصالحهم ومشروعهم".
وتابع: "علينا أن نعول على أنفسنا ومقاومتنا، لا نعول على الانتخابات الأمريكية.
سيواصلون دعمهم للعدوان ولا يترددون في توفير غطاء سياسي له".
** الوجه الحقيقي
المواطن الفلسطيني أسامة عبد الكريم (مهندس) قال للأناضول: "في الحقيقية لا ننتظر أي شيء إيجابي من الإدارة الأمريكية القادمة ولا نعول على أي من المرشحين".
وشدد على أن "كل الإدارات، سواء جمهورية أو ديمقراطية، لديها إيمان وخط سياسي يدعم الاحتلال الإسرائيلي سياسيا وعسكريا ويوفر له الحماية والمظلة في مختلف المحافل الدولية، لذلك لا شأن لنا في تلك الانتخابات".
وأكد أن "الولايات المتحدة شريك ومتورط رئيسي في حرب الإبادة على قطاع غزة وقبلها في الضفة الغربية من دعم وتشريع الاستيطان وتهويد القدس وضمها لدولة الاحتلال".
ووفق الشاب عبادة محيسن الطالب في جامعة بيت لحم جنوب الضفة، فإن "الحرب الإسرائيلية بدعم وتمويل أمريكي على قطاع غزة كشفت الوجه الحقيقي للولايات المتحدة التي تدعي الأخلاق والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان".
و"لا أظن أن هناك فلسطينيا أو عربيا يعول على الإدارات الأمريكية أو ينتظر منها أي موقف إيجابي بشأن القضية الفلسطينية، أو وقف الدعم لدولة الاحتلال"، كما ختم محيسن للأناضول.-(الأناضول)