عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Oct-2019

«أنا أراك»... مشاركة أردنية في جهد إنساني عالمي لإنقاذ الطفولة

 

عمان - الدستور- «أنا أراك» حملة عالمية جديدة أطلقتها مؤخرا جمعية قرى الأطفال SOS العالمية بالتزامن مع الذكرى الثلاثين للاعلان عن «اتفاقية حقوق الطفل»، داعيةً من خلالها المجتمعات لعدم تجاهل الأطفال الذين يتعرّضون للتهميش والإساءة والإيذاء والهجران والنزوح أينما كانوا، ودعمهم بشتى السبل للنهوض بمستواهم المعيشي والتعليمي والثقافي من خلال تكاتف كافة المؤسسات الانسانية وتلك العاملة في مجال التربية والتعليم وحماية الأطفال حول العالم.
زيادة الوعي
ويقول السيد محمد الشلالدة، المدير الوطني لجمعية قرى الأطفال SOS الأردنية: «نهدف من خلال هذه الحملة إلى زيادة الوعي تجاه الأطفال الذين يعيشون دون رعاية الوالدين، أو الذين يواجهون خطر فقدانها». إن الأطفال يستحقون الفرصة للتمتع بكافة حقوقهم، وكل طفل له أهميته الخاصة. ولا يمكن أن تصبح اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل واقعاً ملموساً إلا إذا جعلنا كل طفل مرئياً أو بمعنى آخر غير مهمّش».
وأشارت دراسة أجرتها وزارة التنمية الاجتماعية، الجهة المسؤولة عن هذه الفئة من الأطفال في الأردن أن الأطفال ضحايا التفكك الأسري باتوا يشكلون نحو 75 % من أطفال دور الرعاية وتتخلى هذه الأسر عن رعاية أطفالها، كما تُظهر أرقام الدراسة إلى أن عدد الأطفال ضحايا التفكك الأسري الداخلين إلى دور الرعاية بلغ منذ العام 2014 ولغاية الشهر الماضي 558 طفلاً، في حين دخَل دور الرعاية من الأطفال ضحايا التفكك الأسري العام الماضي 171 طفلا، إضافة الى 71 طفلا خلال الأشهر التسعة من العام الحالي.
 اتفاقية حقوق الطفل
ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، والذكرى السنوية العاشرة لمبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الرعاية البديلة للأطفال. وقد أطلقت منظمة قرى الأطفال SOS حملتها هذ حيثما تتواجد في 136 دولة بهدف التركيز على تنشئة الأطفال ممن لا يحظون برعاية كافية وزيادة الوعي باحتياجات هؤلاء الأطفال وحقوقهم.
وعلى الصعيد العالمي، هناك مليار طفل عانوا من عنف جسدي أو جنسي أو عاطفي في العام الماضي، كما أن هنالك 140 مليون طفل فقدوا أحد الوالدين على الأقل، و15 مليون طفل ليس لديهم آباء وأمهات، وهم معرّضون للعيش بمفردهم.
وتوصلت منظمة قرى الأطفال SOS العالمية، من خلال خبرتها على مدى70 عاماً من توفير الرعاية الأسرية للأطفال، وعبردراسة استندت على الأدلة إلى أنه يمكن للأطفال الذين عاشوا طفولة صعبة أن يتغلبوا على هذه الظروف ويؤسسوا حياة كريمة. وبيّنت الدراسة التي نشرتها المنظمة في نيسان 2019  أنه نتيجة للرعاية والحماية التي توفرها قرى الأطفال SOS، يحظى 90% من الأطفال المعنيين والمشاركين في الدراسة بعلاقات أسرية قوية، وشبكات متينة للدعم.
ومع فيديو معبر تم نشره على وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بقرى الأطفال SOS تقدم الحملة دعوة للمجتمع لضمان حصول هؤلاء الأطفال على الرعاية التي يحتاجونها ودعوة للعمل مفادها: «يمكنك أن تساهم في إظهارهم.. انضم إلى#أنا_أراك».
في عام 1989، أقرّ زعماء العالم بحاجة أطفال العالم إلى اتفاقية خاصة بهم، لأنه غالبا ما يحتاج الأشخاص دون الثامنة عشر إلى رعاية خاصة وحماية لا يحتاجها الكبار.كما أراد الزعماء أيضاً ضمان اعتراف العالم بحقوق الأطفال.
تعتبر اتفاقية حقوق الطفل الصك القانوني الدولي الأول الذي يلزم الدول الأطراف من ناحية قانونية بدمج السلسلة الكاملة لحقوق الإنسان، أي الحقوق المدنية والسياسية، إضافة إلى الحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية،وقد حققت الاتفاقية القبول العالمي تقريباً، وقد تم التصديق عليها حتى الآن من قبل 193 طرف -- أكثر من الدول التي انضمت إلى منظومة الأمم المتحدة أو الدول التي إعترفت باتفاقيات جنيف.
136 دولة وملايين الأطفال.
ومن الجدير بالذكر أن جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية هي مؤسسة وطنية غير ربحية تأسست عام 1983، ترعى ما يقارب مائتين وخمسين طفلاً من الأطفال الأيتام وفاقدي السند الأسري في قراها الثلاث في عمّان والعقبة وإربد، وفي بيوت الشباب والشابات الثمانية التابعة لها. يستند نموذج الرعاية في الجمعية إلى أربعة مبادئ هي: الأم، الإخوة والأخوات، البيت والقرية. في كل منزل في القرية، توفر الأم الرعاية لخمسة إلى سبعة أطفال في جوٍّ من الحب والحنان يشبه إلى حد بعيد جو العائلة الطبيعي، وتعتمد الجمعية في تمويلها على تبرعات الأفراد والمؤسسات في القطاعات المختلفة.
يشكل هذا البرنامج العمود الفقري للرعاية في قرى الأطفال SOS، إذ تتشكل قرى الأطفال من مجتمع يضم منازلاً أسرية يترأس كلٍ منها أم توفر الرعاية والحنان والمحبة لخمسة إلى سبعة أطفال. وتكون أسرة SOS شبيهة بالأسر البيولوجية من ناحية تباين سن الأطفال ونوعهم الاجتماعي وتتم تنشئتهم كإخوة وأخوات. ويغادر الأطفال القرى إلى بيوت الشباب/ الشابات في سن 14 وحتى سن 18 عاماً، حيث يضم بيت الشباب 10 شباب/شابات مع مسؤول/مسؤولة عنهم يقوم برعايتهم ومتابعة دراستهم والعمل على تطوير مهاراتهم وتهيئتهم للخروج إلى الحياة المستقلة اللاحقة لرعاية SOS.
وتعمل منظمة قرى الأطفال SOSالعالمية اليوم في 136 دولة ومنطقة حول العالم، حيث تساعد ملايين  من الأطفال الأيتام وفاقدي السند الأسري كل عام من خلال تقديم الرعاية البديلة لهم والتعليم والمراكز الصحية وبرامج تمكين الأسرة وغيرها من الأعمال المجتمعية.