بقاء الثلاثي الحاكم في إسرائيل... خدمة للعرب* حمزة عليان
الجريدة -
دولة قطر الحبيبة ليس لها حدود مع إسرائيل، ومع ذلك لم يشفع لها ألا تكون هدفا عسكرياً لنتنياهو، واليمين المتطرف بزعامة سموتريتش وبن غفير.
دولة قطر الحبيبة صديقة وحليفة لأكبر قوة عظمى في العالم والضامنة لأمنها، ومع ذلك غضّت الطرف عن العملية العسكرية الغادرة من قبل نتنياهو والعصابة اليمينية بزعامة بن غفير وسموتريتش.
دولة قطر الحبيبة لها دورها بالوساطة مع الفلسطينيين واستقبال حركة حماس على أراضيها، تم بالتنسيق والتفاهم مع أميركا وقبول تل أبيب بهذا الدور، والكل يعلم كيف كانت الأموال تصل إلى قادة حماس في غزة بتسهيلات من نتنياهو.
دولة قطر الحبيبة لم تشكل تهديداً لأمن إسرائيل وليس على عداء معها، الآن كيف يمكن فهم أبعاد عملية الغدر التي قامت بها حكومة نتنياهو؟
سيكون الأمر مفيداً لنا على المستوى العربي أن يستمر نتنياهو وجماعة بن غفير وسموتريتش بالحكم. فهذا سيساعد بإحياء فكرة أن الخطر الإسرائيلي ليس قاصراً على فلسطين وأراضيها وشعبها، بل هو أبعد وأوسع من ذلك بكثير.
ما يحصل اليوم في سورية ولبنان والأردن وحتى مصر ودول المحيط الجغرافي لم يعد كافياً للقول، إن مشروع إسرائيل الكبرى لا يمسّ أمن دول الخليج العربي فقط، بل بتنا جميعاً في دائرة التوسع والهيمنة الإسرائيلية، بدءاً من الناقورة على البحر المتوسط وصولاً إلى طنجة في المغرب.
من يردع هذا الوحش الإسرائيلي عن التمادي يضرب أي عاصمة خليجية أو عربية بعد الآن! المشروع الإسرائيلي اليوم يظهر بأفضل صوره وعلى حقيقة أهدافه التوراتية، التي رفع خريطتها نتنياهو على منبر الأمم المتحدة وأينما حل في البيت الأبيض أو أي عاصمة أخرى.
أراني متوافقاً مع رأي أحد الخبراء الجيوبوليتيك القائل، إن نتنياهو أراد من خلال الهجمة النارية التي أوصلها خلق نظام عالمي جديد ترسمه وتهندسه أميركا ترامب وإسرائيل نتنياهو وتحت وصايتها وبما يخدم أهدافها.
أعتقد أن عملية الغدر أحدثت هزّة عميقة في الضمير المسؤولية العربية المغيّبة عن الوعي بأن خطر نتنياهو وبن غفير وسموتريتش يتخطى كل الحدود والأعراف والمواثيق ومعاهدات السلام.
سأكون من الداعين لبقاء الثلاثي الحاكم في إسرائيل على سدة الرئاسة لسنوات... نتنياهو.. وبن غفير... وسموتريتش.
فهؤلاء كفيلون بأن يجعلوا العالم العربي يصحو من كبوته وغفلته التي طالت كثيراً.