عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Mar-2019

حقيقة أميركا التي لم تظهرها هوليود والإعلام الأميركي - رجاء الهبطي
الجزيرة 
 
أمريكا بلد الحريات، موطن الديمقراطية وأقوى الدول اقتصاديا وسياسيا، لكن ما هي حقيقتها التي لم تظهرها هوليوود والإعلام الأمريكي، هل هي فعلا وطن الحريات! وما هو الجانب المظلم للسياسة الأمريكية؟ قرأت الكثير عن الهنود الحمر وتاريخهم وحضارتهم، صراحة من أجمل وأشرف وأبسط الشعوب ولا يوجد مؤرخ أو راوي يذكرهم بسوء، وأغلب الكتب يذكرونهم بأجمل الصفات لدرجة تجعلك تتمنى لو كنت بينهم وعاشرتهم، الغريب في الأمر يحملون الكثير من صفات المسلمين في أدبهم وتعاملاتهم، شعب جميل بمعنى الكلمة وللأسف دخل عليهم الشيطان فأحال أرضهم خراب.
 
كانوا يضحكون علينا في أفلام الكرتون وأفلام هوليوود أن الهنود الحمر آكلين لحوم البشر وأشرار وزرعوا هذه الأفكار فينا من صغرنا، وللأسف كانوا ضحية أكبر مجزرة عرفها التاريخ، فأمريكا بلد تطوَّر وكبر على دم وأوجاع أهلها. فعندما كنت صغيرة، شاهدت في إحدى أفلام ديزني هنديا يقتل أبيض بقوس، وفي هذه اللحظة ظننت أن الشرير كل من يضع ريشة على رأسه، لكن عندما قرأت عن تاريخ استعمار أمريكا خجلت من نفسي لأنها أبشع جريمة في التاريخ.
 
تذكرني هذه الجريمة بمجازر الأندلس وجرائم محاكم التفتيش وإبادة شعب الأندلس، بفظائع الحملات الصليبية والذي فعلوه بالقدس التي جرى فيها الدم كالسَّيل، ومؤخرا مجزرة نيوزيلندا تُرجع للذاكرة جرائم الإرهاب والتطرف والعنصرية، وأيضا تذكرني بمجازر البلقان وتهجير مسلميها، تذكرني بالاستعمار والذي فعله بالوطن العربي وبمجزرة سربرنيتشا واحتلال العراق وجرائم الروس بحق سوريا، وجرائم يصعب إحصائها مرت بالتاريخ، لكن أبشعها جريمة أمريكا في حق الهنود الحمر.
 
أمريكا تطالب بالسلام دائما وهي أساس العدوانية، أمريكا تمنع أي دولة من استخدام أسلحة نووية وهي الدولة الوحيدة التي استخدمتها ضد اليابان، وتتعهد في حفظ حقوق الإنسان وهي أساليبها ضد الإنسان
بعد الجريمة نظفوا بنادقهم وسيوفهم من الدم، وأحرقوا البيوت ودفنوا الأطفال والنساء وخلعوا ملابسهم الملطخة بدماء الهنود الحمر وارتدوا ملابس جديدة غير ملابس القصابين، تدل على التعقل والإنسانية والتحضر والديمقراطية، وأخذوا يلقون خطابات تتكلم عن حقوق الإنسان، وكأن الذين أبادوهم ليسوا من تصنيف الإنسان لديهم، فصدّقهم العالم ويا لوقاحة أمريكا! من جهة أخرى، ما سر تحالف المال والسلاح والإعلام في السياسة الأمريكية، وما حقيقة الحروب التي لا نعرف عنها سوى العراق وأفغانستان؟! 5 كتب تكشف الجانب المظلم للسياسة الأمريكية، وأسباب الحرب القذرة والذي لا تعرفه عن الولايات المتحدة:
 
أولها كتاب "الحروب القذرة.. ميدان المعركة: العالم" للمؤلف الصحفي جيمي سكاهيل، الذي جاب العالم ليتتبع العمليات الأمريكية تحت إطار ما يسمى الحرب على الإرهاب في أفغانستان واليمن ومالي والصومال، والتي وصفها سكاهيل بأنها تحولت من حرب على الإرهاب إلى حرب للإرهاب ساحتها العالم بأكمله، ففي حين كانت تبث وسائل الإعلام قصصا للجنود الأمريكيين وهم يجلسون مع شيوخ القبائل الأفغانية، يرو سكاهيل قصصا مرعبة حول المداهمات الليلية التي تقوم بها القوات الأمريكية لمجرد الاشتباه، وقتلهم عائلات بلا رحمة ولا شفقة بدون أي ذنب، وفرق الاغتيالات حول العالم أحد أهم الملفات التي تناولها سكاهيل في كتابه، التي كان عددها لا يتجاوز 5 آلاف في عهد بوش ولكن في عهد أوباما أصبحت 25 ألفا، وأوضح أنه كان يُعقد اجتماع سري كل ثلاثاء يُطلق عليه: ثلاثاء الإرهاب، يتم من خلاله تقرير من يعيش ومن يموت على كوكب الأرض وخلق لفتن وصراعات عرقية ودينية..
 
ومن الكتب المهمة في عالم الاقتصاد العالمي نجد: "الاغتيال الاقتصادي للأمم.. اعترافات قرصان اقتصاد" للمؤلف هوجون بركنز، المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي أو قرصان الاقتصاد كما يُطلق هو على نفسه، إذا كنت تريد أن تعرف المزيد عن الكوربوقراطية وكيف تستغل الشركات العالمية في تركيع الأمم اقتصاديا، فهذا الكتاب هو طريقك الأمثل. ويشير هوجون أن الكوربوقراطية (الشركات المتعددة الجنسيات) هي المتحكمة في ما يتم بثه في وسائل الإعلام لمصالحها الشخصية. من كولومبيا إلى بنما إلى الشرق الأوسط والسعودية يحكي بركنز قصة عن كيفية استغلال الولايات المتحدة للشركات المتعددة الجنسيات لنهب ثروات الشعوب.
 
ثالثا لدينا كتاب: "أوكار الشر، دراسة حول آل بوش ووكالة المخابرات المركزية والشكوك حول هجمات 11/9"، ينتمي المؤلف إلى عائلة عسكرية أمريكية وخدم في الاستخبارات الأمريكية، ويصف نفسه بكونه يعرف جيدا كيف تستغل المشاعر الدينية والتعصب الأعمى لأجل تحقيق أهداف سياسية، ويحاول من خلال كتابه تقديم تفسير حول نشأة اليمين الديني وتطور نفوذه في الولايات المتحدة.
 
رابعا نجد كتاب: "بلاكووتر.. أخطر منظمة سرية في العالم"، للمؤلف جيمي سكاهيل، فبلاك ووتر تعتبر أكبر شركة مرتزقة في العالم، تقدم خدمات أمنية وعسكرية لدول أجنبية وفقاً للقانون الأمريكي، الذي يسمح للشركات الخاصة بتقديم الخدمات الأمنية والعسكرية، فقد بدأ استخدام بلاك ووتر بشكل موسع في الحروب الأمريكية بعد ١١ سبتمبر، ويحتوي الكتاب على تفاصيل دموية ومرعبة عن التوسع في الاغتيال والقتل واستخدام أسلحة محرمة دوليا، وعمليات أمنية وعسكرية في 9 دول حول العالم.
 
وأخيرا من الكتب المهمة والتي تكلمت عليها في مقالي: بروباغاندا الإعلام.. كيف تحافظ على عقلك؟ كتاب "الإعلام والسيطرة على العقول" لنعوم تشومسكي، والذي يكشف سياسات الولايات المتحدة والبروباغاندا التي يعتمدها الإعلام الأمريكي، فإن كنت تظن أن أمريكا دولة ديمقراطية بمعنى أن سياستها تبنى على الاختيارات الحرة للشعب الأمريكي، فأنت مخطأ، فنعوم تشومسكي يرى أن الشعب الأمريكي يتم تغييبه إعلاميا شأنه شأن شعوب العالم الثالث، وأن الديمقراطية ليست إلا شكلا من أشكال الديكتاتورية يوهمون الناس عبرها بأن لهم حرية الاختيار.
 
وأخيرا، يصعب الحديث والتعمق عن سياسات أمريكا وحقائقها في مقال واحد.. لكن خلاصة القول إن أمريكا تطالب بالسلام دائما وهي أساس العدوانية، أمريكا تمنع أي دولة من استخدام أسلحة نووية وهي الدولة الوحيدة التي استخدمتها ضد اليابان، وتتعهد في حفظ حقوق الإنسان وهي أساليبها ضد الإنسان.. أمريكا الشيطان الأكبر!