عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jul-2020

الصحافي الملكاوي يروي تجربته الإنسانية من خلال أفضل تحقيق صحافي عن المهاجرين

 

آدم جابر
 
باريس- “القدس العربي”: قبل أيام فاز تحقيق لقناة فرانس 24 حمل عنوان: “ليبيا.. العبور إلى الجحيم” بجائزة لجنة تحكيم “One World Media 2020“ لأفضل تقرير صحافي يعنى بقضايا المهاجرين واللاجئين حول العالم.
“القدس العربي” التقت عبد الله الملكاوي الصحافي في قناة فرانس 24 عربية والذي أعد هذا التحقيق رفقة زميلتيه جولي دونغولوف وكاثرين نوريس ترنت من فرانس 24 فرنسية وإنكليزية. وقد حدثنا عن هذه التجربة المهنية والإنسانية التي توجت بجائزة “وان-وورلد-ميديا 2020”.
ويروي الملكاوي أن هذه التجربة كانت الأصعب كل في مسيرته المهنية كمراسل ميداني، من خلال “مرافقة المهاجرين العائدين من عرض البحر، على متن زورق خفر السواحل.. ابتداءً من اكتشاف الظروف التي يسافر فيها هؤلاء اليائسون من إيجاد مستقبل في بلدانهم، عبر البحر على متن زوارق لا تكاد تتسع لثلث العدد المحمّل عليها ووجود أطفال صغار لا يكادون يدركون ما يحدث لهم. ومن ثم خطورة رحلة العودة إلى الشواطئ الليبية على متن زوارق خفر السواحل غير المخصصة لحمل أعداد كبيرة من البشر، في رحلة استمرت لأكثر من أربع ساعات من دون ماء أو طعام وبظروف صعبة تصل إلى خطر السقوط في البحر أثناء الرحلة”.
ويضيف الصحافي: “لعل من أصعب اللحظات التي مررت بها في حياتي، هي لحظة إخبار عائلة من المهاجرين السودانيين، مكونة أب وأم وثلاث بنات وأربعة أولاد، بأنهم عائدون إلى ليبيا بعدما أن ظنوا بأننا منظمة إنسانية. لأن وجودي مع زميلتي الأوروبيتين جعلهم يعتقدون أننا منظمة إنسانية جاءت لإنقاذهم ونقلهم إلى أوروبا. كان لا بد من إخبارهم بالحقيقة، رغم التردد والتهرب من السؤال، لكن كنت كمن ينطق بحكم الإعدام. وفعلا كانت الصدمة في أقصى حدودها.
عند سؤالي الأب: كيف له الإبحار بأطفاله في هذه الظروف التي قد تقود إلى الموت، رد علي قائلا: “أفضل الإبحار والمخاطرة على العيش في ظروف صعبة”. ففور وصولهم إلى رصيف ميناء طرابلس يتم تسليم المهاجرين إلى جهة ثانية.. وهنا صدمة أخرى حول طريقة التعامل معهم وظروف احتجازهم في مراكز إيواء/احتجاز بعضها يتبع تلك الميليشيات”.
 
ويتابع عبد الله الملكاوي، موضحاً أنّه كان عليهم خلال هذه الرحلة التفاوض كل الوقت مع كل الجهات والسلطات للحصول على موافقات التصوير.. ابتداءً من مكتب الإعلام الخارجي، مرورا بوزارة الداخلية وانتهاءً بالكتائب والقوى المسيطرة على الأرض. ومما صعب المهمة، كون فرانس 24 وسيلة إعلام فرنسية.. والعديد من سكان غرب ليبيا يعتبرون فرنسا من بين الدول الرئيسية الداعمة لعدوهم الأول المشير خليفة حفتر.. وكون الصورة النمطية السائدة في الدول العربية هي أن وسائل الإعلام تتبع الحكومات، جعل ذلك من صحافيي فرانس 24 موضع شك، يوضح الصحافي بالقناة الفرنسية الناطقة بالعربية؛ مشيراً أيضا إلى أن التمكن من الحصول على فرصة تغطية الأزمة الليبية عن قرب، جعلهم يوظفون كل حواسهم وإمكانياتهم للحصول على الصور والشهادات. ويؤكد مسؤولون في حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة على امتلاكها لخطط ناجعة للتعامل مع الأزمة برمتها في ليبيا، إلا أن الحرب ومحاولات المشير خليفة حفتر تقسيم البلاد حالت دون البدء بتطبيق هذه الحلول.
ويعود الصحافي بفرانس 24 عبد الله الملكاوي إلى التكريم الذي حصل عليه وثائقي “ليبيا.. العبور إلى الجحيم” الذي أعده مع زملائه في قناتي فرانس 24 فرنسية وإنكليزية، معتبراً أنه تتويج لجهود كبيرة قدمت من أجل إنجاز هذا العمل الصحافي؛ متمثلة في التحضير له لعدة أشهر ومكابدة صعوبة المهمة وخطورتها على أرض الواقع، في ظل الحرب التي كان يشنها المشير خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس والقوات التابعة لها.