عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Aug-2019

أفلام الكرتون بين الأمس واليوم

 

الحياة - شيرزاد اليزيدي - "ساندبيل" و"صاحب الظل الطويل" و"سالي" و"حكايات عالمية" و"حكايات لا تُنسى" وسواها العديد من عناوين السلاسل الكرتونية الكلاسيكية العالمية الكبرى المُدبلجة للُغة العربية ما زالت تُعرض بكثافة في غير محطة إلى وقتنا هذا. فهل هي عودة للزمن الجميل أو نتيجة عجز صُناع الكرتون والترفيه في عصرنا عن الإبداع؟
 
واللافت أن بعض ما أنتج حديثاً يبدو بلا روح ولا هدف ولا بوصلة على عكس السلسلات الكلاسيكية العابقة بالحكمة والمعنى والجدوى وبأسلوب سلس بعيد من الجلافة والتخشب ومعجون بالمُتعة والطرافة والفُكاهة، ولكن دوماً بإقناع ودونما إبتذال.
 
فتلك الأعمال الكلاسيكية الخالدة والحال هذه لم تكن مُوجهة للصغار فقط، بل هي أشبه ما تكون بسلاسل قصص وحكايات تحاكي مُختلف الأعمار والأذواق. صحيح أنها تندرج ضمن الدراما الطفولية... ولكن بإتقان وبما يرى في الطفولة فضاء إنسانياً رحباً عابقاً بعوالم الجمال والحق والخير ليعكسها إبداعياً ويخاطبها بسوية راقية وعالية لا ترى في الأطفال صغار عقل وخيال كما أعمارهم الصغيرة.
 
 
من هنا، حين يستغرق الواحد منا في مُتابعة هذه الحلقة أو تلك من أحد هذه الأعمال، يقفز إلى ذهنه فوراً مُقارنة عفوية بين الأعمال الكرتونية الحديثة وتلك الكلاسيكية. وبعيداً من الوقوع في فخاخ النوستالجيا والنظر للأمر وتقويمه من زاوية إنتمائنا لجيل هذه الأعمال وحقبتها الزمنية، لكن المُقارنة الموضوعية والعلمية التربوية كفيلة بإظهار رجحان كفة تلك الأعمال على نظيرتها الحديثة، خصوصاً على صعيد مُخاطبة عقل الطفل وتوسيع مداركه السلوكية والعاطفية والوجدانية والمعرفية وتطويرها وفي إطار من الجدوى الدرامية الزاخرة بالمعاني والقيم والدلالات.
 
ففي الزمن الكرتوني الحالي الآن نقف حيال جُملة أعمال مكرورة قوامها التطور في تقنيات الصورة والحركة مع التخلف في الخطاب والكُنه وكل ما يمت بالمعرفة والتوعية والمُتعة بصلة.