عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jun-2024

شبير.. من شغف الشعر لكتابة أغان وقصائد لأشهر النجوم

 الغد-رشا كناكرية

 أحبت الكتابة وسعت بين بحورها لتبدع بين قوافيها، تخط بقلمها أجمل الأشعار التي تلامس القلوب وتأسر كل من يقرأها، لتأخذه لعالم مغلف بالمشاعر والأحلام الوردية، هي الشاعرة الفلسطينية دارين شبير التي حجزت لنفسها مقعداً مهماً في عالم الكتابة بموهبة فريدة أذهلت الكثيرين.
الشاعرة والروائية دارين شبير اسم أصبح يتردد بكثرة على لسان كل محب للشعر والفن، تميزت بكتابتها الشعرية وإحساس عال رافق جميع قصائدها، ليتكلل هذا التميز بغناء قيصر الغناء العربي الفنان العراقي كاظم الساهر قصيدتين من أشعارها، ما قادها لخطوات كبيرة في عالم الكتابة بموهبتها التي حصدت بها منزلة مهمة بين الكتاب العرب.
وفي حديث خاص مع "الغد"، بينت شبير أنها اكتشفت شغفها بالكتابة وباللغة العربية منذ طفولتها، إذ شعرت باختلافها عن بنات جيلها، حيث كانت عاشقة للقراءة وكتابة الخواطر والأشعار في سن مبكرة، وسعت لتطوير موهبتها من خلال الإبحار في عالم الشعر والعروض والبحور الشعرية والأوزان والقوافي.
وتذكر شبير أنها لم تجد لها مرشداً في ذلك الوقت ليأخذ بيدها ويضعها على الطريق الصحيح، فتولت هذه المهمة بنفسها، حتى اكتشفت بعد أن تعلمت البحور الشعرية بأن قصائدها موزونة بالفطرة، وهذا ما أشعرها بأهمية وقيمة ما تكتب، وبالرغبة في الحفاظ على هذه الموهبة التي وهبها الله إياها، وتطويرها وتنميتها.
أحلام كبيرة رافقت شبير في طفولتها، لم تترك القلم يوماً، وكتبت الخواطر التي أبهرت من حولها، وكانت تشارك بها في البرامج الإذاعية في ذلك الوقت، إذ وجدت نفسها تنتقل من كتابة الخواطر إلى كتابة الأشعار والقصائد.
وأوضحت شبير أن رحلتها في عالم النشر بدأت بعد دخولها عالم الصحافة، وعملها في مجال الثقافة والمنوعات، حتى أثمرت هذه الرحلة عن صدور 4 كتب، رواية، و3 دواوين شعر، ورابع في الطريق، ومع هذه الدواوين بدأ ينتشر اسمها كشاعرة.
وتذكر شبير أنها في اللحظة التي تلقت بها خبر غناء قيصر الغناء العربي الفنان كاظم الساهر قصائدها، فإن مشاعر عديدة تضاربت داخلها، ووصفت ذلك بقولها "هناك مشاعر يصعب علينا وصفها، كاظم الساهر بالنسبة لي حالة خاصة جداً، والتعاون بيننا كان حلماً كبيراً وضعته نصب عيني وسعيت إليه حتى تحقق"، مشيرة إلى أن اختياره أول قصيدة لها "لا تسألي" أسعدها كثيراً، فهو بمثابة تكريم من كاظم الساهر (الشاعر) للسنوات التي قضتها في تطوير نفسها وأدواتها الشعرية، واعتراف صريح من قيصر الأغنية العربية بتميز المضمون الذي تقدمه، وهو الفنان الذي لا يقبل إلا بتقديم أعلى مستوى من الجودة لجمهوره. 
وتؤكد شبير أن سعادتها زادت حين تواصل معها مرة أخرى، وطلب منها نصاً شعرياً يتشابه في عمق إحساسه ومعانيه مع بعض الأغنيات القديمة التي قدمها عمالقة الفن والغناء، فكان النتاج قصيدة "رقصة عمر".
وتقول شبير "اشتغلت على نفسي كثيراً، وقضيت ليالي طويلة في التعلم والكتابة، حتى نجحت -بفضل الله- في تقديم قصائد وأعمال وكتب تليق بالقراء وتحترم عقولهم، وفي تعزيز مكانتي كشاعرة بجهودي المتواصلة وسعيي الدؤوب لأن أترك بصمتي الخاصة في عالم الشعر".
وتؤكد أن لديها قناعة دائمة أن الشعر داعم للغناء كما الغناء داعم للشعر، وانتقاء القيصر قصائدها زاد في تعزيز مكانتها في عالم الشعر، ما أسهم في إيصال كلماتها وأشعارها إلى شريحة واسعة من الجمهور، وذلك لكون القيصر أولاً بإبداعه اللامتناهي، ولجمالية الكلمة حين تعانق الإحساس والصوت والموسيقا.
وعن تعاونها الأخير مع الفنانة ولاء الجندي في أغنية "الآن ترحل"، تحدثت شبير أنها إحدى قصائد ديوانها الشعري الثاني "وتستمر القافلة"، وقد قدمتها الفنانة ولاء الجندي بصوتها مؤخراً، ولاقت نجاحاً كبيراً وردود أفعال فاقت توقعاتها.
وتقول شبير "شهادتي مجروحة في ولاء، فهي من أفضل الأصوات وأقواها وأكثرها نضجاً في الساحة في الوقت الحالي، هي فنانة من عصر الكبار، اختياراتها دقيقة وواعية، وتعرف تماماً ماذا تريد، وقد وُفقنا في هذا التعاون".
وتذكر شبير أن القصيدة المغناة "الآن ترحل" لاقت هذا الصدى الواسع لما تحتويه من مشاعر، ولكم الوجع الذي تختزله الكلمات، وقد لامست قلوب الناس لأنهم وجدوا أنفسهم فيها، وعاشوا المشاعر التي تحتويها.
وتشير إلى أن مجتمعنا العربي عاطفي بطبعه، والكثير من القلوب مثقلة بالهموم، وعانت من الغدر والخذلان، وهذه القصيدة تثور على الغادرين بصوت عالٍ، وفيها ثورة وغضب شديدان، وكأنها تعيد لكل مجروح حقه، مبينة أن هذا ما جعلها تنتشر بهذه الطريقة، إضافة إلى تكامل عناصر الإبداع كافة فيها من تلحين وصوت وأداء وتصوير ورؤية إخراجية.
وتشير إلى قصيدة "حين التقيتك" بصوت الفنانة "وتر" والتي لاقت صدى واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، فهي بداية مشوارها في طريق القصيدة المغناة، وفق قولها، فقد كانت الشرارة الأولى التي أشعلت في داخلها الرغبة في تحويل أشعارها إلى قصائد مغناة، منوهة إلى أنها قد فقدت حرفياً السيطرة على هذه القصيدة التي انتشرت بين الجمهور كالنار في الهشيم، وفوجئت بالجماهيرية الكبيرة التي حققتها، والأصداء التي أحدثتها، حيث تجاوزت نسبة مشاهدتها الـ70 مليون مشاهدة من حول العالم، وأصبحت رفيقة كل مناسباتهم ولحظاتهم الجميلة.
وتؤكد شبير أنها سعدت جداً بالنجاح الكبير الذي حققته "حين التقيتك"، ولكنها زادت المسؤولية في داخلها لتقديم أعمال لا تقل بجودتها ومستواها عنها.
وتلفت إلى أن منصات التواصل الاجتماعي، أسهمت في توصيل كتاباتها لعشاق الكلمة والحرف، واختصرت الكثير من الوقت والجهد، وأسهمت في خلق حالة من التواصل بين الكاتب والقارئ والمستمع، فهي سعيدة بعلاقتها الرائعة التي تجمعها مع المتابعين والجمهور من مختلف أنحاء العالم.
هذا وفي جعبة شبير رواية اجتماعية إلى جانب أشعارها، مشيرة إلى أن شغفها يكمن في الكتابة، ورغم أن الشعر هو عشقها وهوايتها، إلا أن الرواية أجبرتها على كتابتها لتأثرها بالقصة التي حدثت في ذلك الوقت وتفاعلها مع تفاصيلها بكامل أحاسيسها، ولكنها عادت للشعر بمجرد الانتهاء منها.
وتقول: "حباني الله بمواهب عدة عملت جاهدة على تنميتها وتوجيهها بالشكل الذي يرضي طموحي، حتى حصلت على لقب روائية وشاعرة بالتتابع"، مؤكدة أن كل لقب هو إنجاز عظيم لم يكن ليتحقق دون عمل واجتهاد وإصرار على النجاح، ولم يكن الحصول على أي من هذه الألقاب هاجساً بالنسبة لها بقدر ما كانت تسعى للتعبير عن نفسها من خلال ما حباها الله من مواهب.
وتذكر شبير أنها تجيد كتابة جميع أنواع الشعر، ولكنها تؤمن بأن الشعر العمودي هو أساس الشعر العربي وأصل كل أنواع الشعر التي أتت بعده، مؤكدة ذلك بقولها "الشاعر المحترف هو من يتقن الشعر العمودي أولاً، ثم يتنقل بين أنواع الشعر المختلفة وفقاً للحالة الشعورية التي تفرض عليه نوع القالب الشعري".
وبين الكتابة بصوت المرأة وصوت الرجل، تبين شبير أن الصوت هو الإحساس والحالة الشعورية التي يصل إليها الشاعر لحظة الانهمار شعراً، وفي أكثر من قصيدة تحدثت بلسان الرجل لسببين؛ الأول لكي تنصفه كما أنصفت المرأة، والثاني لكي تشبع غرورها كامرأة، وترسل لنفسها وللنساء الرسائل والمشاعر التي نود سماعها، والأسرار التي نرغب في أن يبوح الرجل بها.
ولكنها في نهاية الأمر، ليست منحازة للمرأة أو الرجل، وانحيازها أولاً للحب، وثانياً للإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة حين يهزمه الحب أو يكسره الطرف الآخر.
"طريق الإبداع ليست مفروشة بالورود" تقول شبير، مبينة بذلك أن مشكلة المبدعين دائماً تكمن في قلة الدعم، ولكنها تجاوزت هذه المشكلة ولم تعد عائقاً بالنسبة لها، واليوم هي لا تفضل الحديث عن التحديات والعقبات والعثرات، لأنها إن ركزت عليها ستراها حولها دائماً وستنتصر عليها.
ولذلك، تتحدث شبير عن عالمها الخاص الذي تعشقه، وعن الحالة النفسية التي ترافقها أثناء كتابة القصيدة والانتهاء منها، بإصرارها على تقديم المزيد من الإبداعات الأدبية، ورغبتها في مواصلة المشوار بأن تملأ رصيدها بأعمال يجد فيها القراء أنفسهم، وفق طقوس الكتابة المجنونة، وحالة المخاض الصعبة التي تثمر عن قصائد تتعجب من قدرتها على كتابتها في أحيان كثيرة.
وعن القصيدة الأقرب لقلبها، تؤكد شبير أن لكل قصيدة مكانة خاصة في قلبها، ولكن هناك قصائد "مقصودة" تفرض نفسها عليها فرضاً، ولا تأخذ منها جهداً في كتابتها، هذه هي القصائد الأقرب لها من غيرها.
 
 
 
 
 
 
وكشفت شبير عن أعمالها المقبلة، بأن جديدها هو ألبوم مكون من 6 قصائد، تتعاون فيه مع الفنانة الدكتورة أسيل مسعود، الحاصلة على جائزة أفضل صوت أوبرالي في برشلونة، وزوجها المبدع أحمد دياب عازف الغيتار في الألبوم الجديد والموزع لبعض أغنياته، وأسيل وأحمد مؤسسي فرقة "آثروديل" الهادفة لتقديم أعمال غنائية راقية باللغة العربية، وستصدر أول أغنية من هذا الألبوم خلال أسابيع قليلة.