عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Jan-2020

ليبرمان: الرجل الذي أنقذ نتنياهو - الوف بن الوف بن

 

يديعوت أحرونوت
 
بنيامين نتنياهو يظهر قدرة مؤثرة على البقاء. ثلاث لوائح اتهام، وثلاث حملات انتخابية، وليس لديه ائتلاف أو ميزانية، لكنه ما يزال يسيطر على الدولة ولا يذهب الى أي مكان. لا شك أن رئيس الحكومة هو سياسي مؤهل ومجرب، لكن ايضا الزعيم الأقوى والاكثر دهاء وتحايلا هو بحاجة الى مساعدين من اجل انقاذه في وقت الشدة، حتى “الساحر” نتنياهو.
من حسن حظ نتنياهو يوجد لديه مساعد كهذا في قلب النظام السياسي وهو افيغدور ليبرمان. اجل، نفس الشخص الذي يعتبر عدوه اللدود الذي حل له ائتلاف اليمين والاصوليين قبل سنة تقريبا ومنعه منذ ذلك الحين من تشكيل حكومة جديدة، هو الذي يبقي رئيس الحكومة على الكرسي. لقد كانت لليبرمان فرصة من اجل استبدال السكان في شارع بلفور لو أنه أيد تشكيل ائتلاف برئاسة بني غانتس، لكنه رفض ذلك. غانتس أعاد في 20 تشرين الثاني التفويض لتشكيل الحكومة، وامكانية استبدال الحكومة تلاشت.
ليبرمان يواصل سحر المراسلين منذ سنوات كثيرة. وهم يصفونه بأنه “شخص قوي” ذو اعصاب فولاذية ودهاء، وهو يقرأ نتنياهو مثل جهاز الـ ام.آر.آي ويعرف كيفية الضغط على رئيس الحكومة في المكان الذي يؤلمه. وما لم يقولونه عنه هو أنه شخص مفاجئ، فقط هو يعرف ما الذي ينوي فعله ويحمل في رأسه بعض الذكاء السياسي المدهش. ومن يكرهونه في وسائل الاعلام يستخدمون صيغ تفضيل مشابهة، فقط من الاتجاه المعاكس. ويعرضونه على أنه أكبر الفاسدين الذين تملصوا من القضاء، وأنه خادم لمصالح اجنبية مجهولة.
هذه الصفات هي صفات مبالغ فيها. فليبرمان هو سياسي له مؤهلات، وصل بقوته الذاتية الى المناصب العليا، وزير خارجية ووزير دفاع، فقط من اجل أن يكتشف بأن سيارة الليموزين خاصته فارغة، وأنه في حكومة نتنياهو يوجد فقط شخص واحد يتخذ القرارات وهو رئيس الحكومة. الامر لا يحتاج الى خمس وحدات في الرياضيات من اجل الفهم بأن نتنياهو يفضل عليه الاصوليين الذين قوتهم في الكنيست هي ضعف قوة اسرائيل بيتنا. لذلك، ليبرمان محق في عدم الانضمام كزينة لـ “كتلة اليمين – الاصوليين”. ولا يمكن التهديد كل الوقت بحل الحكومة، ومن يبدأ ككفة الميزان يمكن أن ينتهي مثل ملاحظة هامشية محزنة، كما حدث مع موشيه كحلون.
ليبرمان راهن بصورة صحيحة عندما أيد حل الكنيست بعد الانتخابات في شهر نيسان، وزاد قوة حزبه ووسع قاعدة تأييده من اسدود وكرمئيل حتى رمات هشارون وهرتسليا. عندها حصل على فرصة استبدال نتنياهو بغانتس. ولكن تحطيم هذا التوازن كان يحتاج من ليبرمان الانضمام الى كتلة اليسار التي يوجد في مركزها القائمة المشتركة، الحزب الذي وصفه ليبرمان بالطابور الخامس والخونة الذين يؤيدون الارهاب. نتنياهو شخص نقطة الضعف هذه – وجهاز دعايته ركز على ابراز العلاقة المتوقعة بين ليبرمان وايمن عودة واحمد الطيبي. في نفس الوقت ليبرمان تراجع وتنازل عن اوراقه وابقى نتنياهو على كرسيه حتى اشعار آخر.
يمكن مدح ليبرمان على الوفاء بوعوده للانضمام فقط الى حكومة وحدة. وها هو يوجد لدينا سياسي صادق مثل شعاره الصادق “الكلمة هي كلمة”. مع ذلك، في لحظة الحقيقة تبين بأنه غير قوي بما فيه الكفاية من اجل اسقاط نتنياهو، حيث في المعركة الثنائية بينهما قام بيبي باستلال سلاحه أولا وفاز. جميع تغريدات وهجمات ليبرمان على نتنياهو بأنه يركز على نفسه ويهتم بحصانته ولا يهتم بالدولة، سمعت مثل الطفل الذي خسر في الشجار وصرخ من مسافة آمنة، “سأرد لك الصاع صاعين، أبي شرطي”. يا للخسارة.