عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Jun-2020

“السوشال ميديا”.. هل تضاعف دورها الإنساني بأزمة “كورونا”؟

 

مجد جابر
 
عمان- الغد-  كان وما يزال لمنصات التواصل الاجتماعي دور كبير في نشر سلوكيات إيجابية تخدم المجتمع والأفراد وتقدم لهم المساعدة، وتستحق تسليط الضوء عليها. وأبرز هذه السلوكيات تكمن بدعم ومساعدة الأشخاص الذين هم بأمس الحاجة لذلك سواء ماديا لتحسين أوضاعهم، أو تقديم مساعدات صحية وغيرها بما يسهم بتحسين أحوالهم المعيشية.
وعبر هذه المنصات المختلفة، ينشر العديدون عبر صفحاتهم الخاصة، قصصا وحالات تستحق حقا المساعدة ويتحدثون عن معاناتهم، بحيث يتم مشاركة القصة من شخص لآخر، لضمان وصول الخير بأشكاله للشخص المعني.
وبالفترة الأخيرة، وبسبب انتشار جائحة كورونا، والإجراءات التي استدعت المكوث بالمنزل لمدة تزيد على الشهرين، ومعاناة الكثير من الأشخاص ممن كانوا بأمس الحاجة للمساعدة المادية بسبب الظروف الصعبة التي اختبروها خلال هذه الفترة، أصبح الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يشاركون قصصا وعناوين هؤلاء الأشخاص لمن يرغب بمساعدتهم وإنصافهم وتوصيل ما يحتاجونه، رغبة منهم في نشر الخير وتعزيز مبدأ التكافل المجتمعي والتعاضد بين الأفراد، خصوصا بالظروف الصعبة.
وكانت إحصاءات عالمية حديثة قد أظهرت أن عدد مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا حول العالم “فيسبوك” في الأردن، بلغ مع نهاية العام الماضي حوالي 5.8 مليون مستخدم.
وبحسب إحصائيات وتقديرات عالمية، يبلغ عدد مستخدمي “فيسبوك” في الأردن 5.7 ملايين حساب، وما يقارب 675 ألفا على “تويتر”، أما “انستغرام” فهناك ما يقارب من مليون مستخدم، وهناك مليون آخرون على موقع “سناب شات”.
الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، يرى أن ما يقوم به الأفراد على مواقع التواصل ومساعدة الآخرين ونشر قصصهم الإنسانية، تضاعفت مع الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا؛ إذ أسهم ذلك بزيادة أهمية هذه المواقع وقيمتها بما تنشره بطريقة إيجابية ومنظمة وليست عشوائية، فهذه المواقف تثبت ضرورة الاستفادة منها بشكل يخدم المجتمع ويؤثر به، وليس مجرد وسيلة للتسلية وقضاء الوقت وتعبئة الفراغ.
ويضيف أن هذه المواقع قدمت خدمات مهمة ولافتة، وصار الكثيرون يستخدموها لأغراض ما كانت ظاهرة من قبل، الى جانب أنها دفعت الناس لاستثمار وقتهم وجهدهم بأمور وعادات إيجابية تخدم المجتمع والأفراد إنسانيا، وتوظيف هذه المواقع في مكانها الصحيح، خصوصا في هذه الأزمة تحديدا.
ويشير الخزاعي الى أن الناس أصبح لديهم نوع من الوعي والإدراك بأن هذه المواقع تخدمهم وتقضي حوائجهم، لافتا الى أن هذه الجائحة جعلت الناس أكثر مسؤولية، وهو ما أيقظ لديهم الرغبة في أن يقوم كل شخص من مكانه بواجبه ومسؤوليته تجاه بلده ومجتمعه، وحتى لو بأبسط الأمور من خلال نشر هذه الحالات وقصصها على مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولة تقديم المساعدة قدر الإمكان.
ويعتبر الخزاعي أن هذه من أبرز العادات الإيجابية التي يمكن استخدامها على مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في خدمة المجتمع، وليس كما يستخدمها البعض بنشر ما هو “هدام” و”مسيء” ويبعث على الكراهية.
ويبين الخزاعي أن منصات التواصل يتم متابعتها من جمهور كبير، والناس يتأثرون كثيرا بما ينشره الآخرون، تحديدا بما يخص الحالات الإنسانية، وما يشجع على تقديم الخير بأشكاله، لذلك فإن ثقة المتابعين تكون كبيرة بمن ينشر قصصا حقيقية على صفحاتهم وبحاجة لمساعدة ودعم للتقليل من متاعب الحياة الملقاة على عاتقهم وتحديدا بعد أزمة كورونا.
الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي مصعب جابر، يعتبر أن “السوشال ميديا” لها دور كبير وفعال في تقديم الخير والأوجه المتعددة للعطاء، والسبب أنها تعد نافذة للعديد من الأشخاص، وخصوصا فئة من الشباب الذين لا يتابعون التلفاز أو يقرؤون الأخبار، وتكون هذه المواقع ملجأ لهم للتعرف على القصص المؤثرة.
ويشير الى أن “السوشال ميديا” هي أسهل طريقة لنشر المعلومات بأشكالها وتوجيها للأشخاص المعنيين، فكل فرد يقضي ما لا يقل عن 3 الى 4 ساعات في اليوم على هاتفه، بالتالي فإنه أسهل له كثيرا أن ينتبه على أي إعلان أو حالة إنسانية يتم مشاركة قصتها وبحاجة حقيقية الى مساعدة.
ويشير جابر الى أنه ومع جائحة “كورونا” ازداد الجانب الإيجابي لهذه المواقع عبر مساعدة الآخرين بنشر القصص سواء على “فيسبوك” أو “انستغرام” أو “تويتر” ومواقع أخرى، وكثير من الأسر استفادت فعليا بعد أن تم نشر قصصها وحاجتها للدعم، ذلك أيضا يشجع الكثيرين على هذا الجانب، ويصبح اقتداء الشخص بغيره واضحا، خصوصا أن الخير والعطاء والجوانب الإنسانية عادة ما تجمع الناس.
ويعتبر جابر أن هذه الطرق الإيجابية تعد من أهم ميزات السوشال ميديا، ويجب على كل شخص استثمار هذا الجانب فيها كواجب منه تجاه مجتمعه.
وفي ذلك، يذهب الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة، الى أن مواقع التواصل الاجتماعي في حال تم استخدامها بطريقة ومفيدة وأمور لها جدوى، أو تقدم الخدمة من خلالها، أو نشر التوعية، وذلك يعبر فعلا عن دورها الإيجابي والمهم والمطلوب.
ويشير مطارنة الى أن هناك فئة كبيرة من الأشخاص الإيجابيين على مواقع التواصل ويقدمون أمورا تفيد المجتمع من خلال هذه المنصات، ويحسنون استخدامها، مبيناً أن الأقلية هم من يستخدمونها لأمور سلبية أو سطحية.
ويشير مطارنة الى أن الأصل في مواقع التواصل الاجتماعي أنها وجدت لإفادة الناس وخدمتهم، ومن أجل بث حالة إيجابية وفتح نوافذ كثيرة للناس للتعبير عن ذاتهم وأنفسهم، مبينا أن استخدام هذه المواقع ينبغي أن يكون بجوانب إيجابية وإنسانية وتوعوية بعيدا عن السلبية.
وبالتالي، يؤكد أهمية استخدام كل شخص صفحته لتقديم هذه الخدمات ونشرها، وإعانة من هو بحاجة لمساعدة، وتعميم كل سلوك إيجابي يخدم المجتمع.