«اليوم العالمي للطيور المهاجرة»... التنوع البيئي يحمينا من الأمراض والكوارث الصحية
عمان - الدستور- خالد سامح - لم تثن جائحة «كورونا» التي تعاني من تداعياتها الكثير من الدول، الأمم المتحدة من الاحتفال أمس بـ»اليوم العالمي للطيور المهاجرة» والذي يأتي كل عام في 11 أيار ليذكرنا بأهمية الحفاظ على التنوع البيئي والبيولوجي، ويكتسب الاحتفال هذا العام أهمية مضاعفة نظرا لأن الخبراء يؤكدون أن انتشار الفيروسات الخطيرة مرتبطة بصورة أساسية بالسلوك الانساني المعادي للبيئة.
هجرة الطيور المهددة
وجاء في بيان صحفي للأمم المتحدة بتلك المناسبة:
يمكن العثور على الطيور المهاجرة في كل مكان: في المدن والريف ، وفي الحدائق وفي منطقتنا الفناء الخلفي، في الغابات والجبال، في الصحاري والأراضي الرطبة، وعلى طول الشواطئ. إنها ترتبط بجميع هذه الموائل ، وتربطنا بالأماكن التي نعيش فيها مع الناس.
ومع ذلك، هجرةالطيور مهددة، وهي مهددة من فقدان الموائل، وتغير المناخ، والتسمم، وخطوط الكهرباء، والقتل غير القانوني.
نحن بحاجة إلى تكثيف إجراءاتنا في جميع أنحاء العالم لتحسين حماية الطيور المهاجرة والموائل التي يحتاجون إليها من أجل البقاء والازدهار «.
أهمية الاتصال البيئي
يؤكد «اليوم العالمي للطيور المهاجرة» على أهمية الحفاظ على الاتصال البيئي واستعادته وسلامة النظم البيئية التي تدعم الدورات الطبيعية الضرورية للبقاء و رفاهية الطيور المهاجرة. بالنظر إلى أن هناك أدلة واضحة على أن تدمير المناطق البرية يمكن أن يسهل انتشار أنواع الأمراض المعدية التي يكافحها العالم الآن، والعمل العاجل نحو الأفضل هناك حاجة لحماية واستدامة الحياة البرية وموائلها،
ولأن الطيور المهاجرة تعتمد على شبكة من المواقع التي تعبر الحدود الوطنية بطولها طرق الهجرة للتكاثر والتغذية والراحة والشتاء، فالعمل الدولي للحماية لهم أمر ضروري.
وأعلنت الأمم المتحدة عبر موقع الكتروني خاص بالطيور المهاجرة أن مئات المحادثات الافتراضية وموجة من التفاعلات الاجتماعية المخصصة للطيور المهاجرة من المتوقع أن تتم في العديد من البلدان ، مع تقديم برامج تعليمية عمليا من قبل العديد من المنظمات بما في ذلك المدارس والحدائق وحدائق الحيوان والغابات وملاجئ الحياة البرية والأراضي الرطبة، والمتاحف والمكتبات.
1800 نوع
وبحسب خبراء أمميين يهاجر ما يقرب من 1800 من 11000 نوع من الطيور في العالم، وبعضها يغطي بشكل هائل مسافات كبيرة بين القارات كافة، وطرق الهجرة، مسارات الطيران. هذه تحتاج إلى شبكات كافية من المواقع ومناسبة الموائل، مثل الأراضي الرطبة والمناطق الساحلية والغابات والمراعي لدعم الطيور المهاجرة خلال دورة حياتها؛ ما يمكنها من التحرك والبقاء.
الطيور المهاجرة في الأردن
أن الأردن يقع على طريق الهجرة الرئيسة للطيور القادمة من روسيا متجهة نحو افريقيا، فأن أسراب الطيور المهاجرة تجد في في الكثير من المواقع وعلى رأسها واحة الأزرق شرق المملكة موقعاً مثالياً للتوقف والاستراحة من عناء رحلتها الطويلة الشاقة.
فزيارة الواحة توفر للزائر متعة مشاهدة انواع من الطيور خاصة الطيور الجارحة كصقر العسل، وأبو شودة، وأنواع اخرى من الطيور المهاجرة كطائر النقاش المشاكس، والنكات، والطيطوي الصغيرة، والزقزاق الإسكندراني، والزقزاق المطوق الصغير.
لأن واحة الأزرق موقع فريد في قلب الصحراء الأردنية الشرقية فانها تغدو بيئة نموذجية لإقامة أنواع من الطيور خاصة في موسم الشتاء.
ومن أنواع هذه الطيور التي تتخذ من واحة الأزرق ملاذاً ومكاناً لإقامتها وتكاثرها في فصل الشتاء طائر الكراكي الكبير هذا الطائر الذي يمتلك أجنحة طولية وعنقاً ممشوقاً وساقين طويلتين ممدودتين ويمكن سماع صفيره الأنقى الذي يدوي كصوت البوق من بعيد، معلناً قدومه، وهذا النوع من الطيور، يهاجر بأسراب عائلية صخمة ويطير على شكل (7) أو على شكل خط متدرج، ويؤدي هذا الطائر في فصل الربيع رقصة المغازلة الرفيعة حيث تنفش ريشها وتطلق أصواتها المدوية وتقوم بإنحناءات كثيرة، وهذه مشاهد نادرة لطقوس التكاثر عند هذا النوع من الطيور تثير الأنتباه والدهشة. وإلى جانب هذا النوع من الطيور هناك طيور بط الشتاء مثل الشهرمان وأبو مجروف والبط الصواي، كما يشاهد في الشتاء والخريف طائر الغراء الذي يغوص في المستنقعات بحثاً عن النباتات والكائنات الحية الصغيرة والتي تعتبر طعاماً مثالياً لها.