إيمان الفارس
عمان-الغد- لم يمنع اختراق أزمة جائحة “كورونا” العالمية، منظمات دولية متخصصة في قطاع المياه، من استمرارية مضيّها في العمل عن بعد، عقب تعطيل هذا الوباء مختلف مناحي الحياة في كافة دول العالم.
وأكدت المنظمة الدولية للمياه (IWA)، في تقرير صدر عنها مؤخرا، واطلعت عليه “الغد”، أنها ستمضي بعقد اجتماعاتها والأعمال العامة المشتركة بين مختلف الدول، و”كأننا نعيش على كوكب واحد بلا حدود”، على حد تعبيرها.
وفي الوقت الذي تعد فيه خطورة تداعيات عدم تأهيل البنية التحتية المتوفرة لجائحة بهذا الحجم السريع الانتشار، وسط قرب انهيارها في بعض دول العالم المتقدم، ليست خفيّة، فإن قطاع المياه الأردني، وبالمقارنة بين مؤشرات المنظمات الأممية لتوفر المياه في الأردن، محدود الموارد مائيا والأشد فقرا بالمياه عالميا، وبين دول متقدمة، فإن أزمة “كورونا” أظهرت كفاءة الإدارة المائية الأردينة حيال إيصال المياه الآمنة والصالحة للاستخدامات المنزلية، ما جعله سبّاقا عن دول متقدمة ترتفع فيها حصة الفرد من المياه مقارنة بالأردن، خاصة فيما يتعلق بأولويات وقاية صحة المواطن الأردني، وإتاحة المجال لاستمراريته في القيام بعمليات التنظيف والتعقيم المستمرة سواء الشخصية أو المنزلية.
وفيما تم وصف شهر آذار (مارس) الماضي، بالـ “صعب” على الجميع، إلا أن وباء “كورونا” العالمي أثار أسئلة متعددة لقطاع إمدادات المياه والصرف الصحي على مستوى العالم، وفق التقرير الدولي.
وبين التقرير الدولي أن تلك الأسئلة مرتبطة بمدى سرعة وانتشار الوباء، في الوقت الذي ينشغل فيه مشغلو الخدمات محليا بتقديم خدماتهم في سياق وطني، مشيرا للعلاقة المشتركة خلال الوقت الراهن، بين الاهتمامات العلمية والتشغيلية والرؤى المستهدفة وعبر الحدود.
واستجابة لذلك، مضت الرابطة الدولية للمياه في خطاها للأمام من خلال عدة مبادرات، لتزويد المتخصصين في مجال المياه بالموارد اللازمة للتحديات التي يواجهها “كورونا أو كوفيد-19”.
وبين التقرير أن (IWA) تقوم بدورها بجمع المعلومات من عدة مصادر دولية، بالإضافة لتنظيمها وتقديمها، كما عملت على تشكيل فريق عمل متخصص بالوباء، بين مجموعات المتخصصة، وذلك بهدف تزويد القطاع بنقطة مرجعية موثوقة تتعلق بكل من العلوم والمسائل التشغيلية ذات الصلة.
وذلك إلى جانب إجراءاتها بالعمل على تنظيم سلسلة من ندوات (IWA) والحوارات عبر شبكة الإنترنت، معلنة أن الحوار الأول سيتم في 8 نيسان (أبريل) الحالي، بعنوان “كوفيد-19.. منظور محترفي المياه”.
وتنصب جهود قطاع المياه الأردني، ممثلا بوزارة المياه والري، حاليا، على المحافظة على تزويد المناطق بأدوارها بانتظام وتحقيق أعلى سرعة استجابة لدى قطاع المياه في معالجة الشكاوي الواردة من المواطنين عبر مركز الشكاوي، للتعامل مع أي اختلال في توزيع المياه أو مشاكل الصرف الصحي مناشدا الجميع الصبر والالتزام بوقت الدور المخصص لمناطقهم، وتشغيل المصادر المائية بطاقتها القصوى.