عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Mar-2023

القيادات الأكاديمية والجامعات العظيمة 4 – 4*د. عبد الله سرور الزعبي

 الغد

عندما تؤمن القيادات الأكاديمية في جامعات دول العالم الثالث بأن الجامعات كالكائنات الحية، وأنها موارد طبيعية (مركز للموارد العقلية) مثلها مثل موارد المواد الخام والموارد الصناعية وغيرها، وتحدد أهدافها (الخروج من الأزمات المالية، تجويد التعليم فعلاً لا قولاً، تجويد البحث العلمي والولوج إلى قائمة التصنيفات العالمية واختيار الكفاءة التي تنتج الكفاءة ومجالات التميز شريطة أن تكون هي فعلا متميزة عبر مسيرتها، وتضع الخطط التنفيذية القابلة للتطبيق وتتابع تنفيذها لا بد من أن تصل إلى نتيجة إيجابية.
إن التخطيط للخروج من الأزمة المالية في كثير من الأحيان بحاجة إلى جراحة قد تكون مؤلمة، إلا أنها في النهاية تؤتي أكلها، والتخطيط لتجويد التعليم بحاجة إلى أساتذة ذوي كفاءة عالية (إلا أنه وللأسف هناك بعض العاملين في جامعات دول العالم الثالث يجب أن لا يقتربوا من الجسم الأكاديمي) ولتجويد البحث يجب توفر المتميزين منهم (إن تميز عضو هيئة التدريس وتسلحه بالمعرفة وبمستوى عال من الالتزام والمسؤولية سيحقق الوصول إلى القمة لا محالة)، وتفعيلهم وتقديم الحوافز لهم، ولتحقيق اختراق في التصنيفات العالمية يجب فهم متطلبات التصنيف والمعتمدة من قبل الجهات التي تعمل على تصنيف الجامعات (فعلى سبيل المثال، عندما تقرر أن تدخل الجامعة التي تقودها في منافسة التصنيف، يفترض تشكيل فريق من المبدعين للعمل على تحقيق المتطلبات والتي من أبسطها إعداد دليل السياسات للجامعة، ويجب نشره على موقع الجامعة وهو أيضاً متطلب للحصول على شهادات الجودة للكليات والجامعة، وعلى القيادة التي ورثت ذلك أن تعمل على تحسينه لا إلى إعادة إنتاجه).
إن تحقيق النجاح والتميز في الجامعات يحتاج إلى إعداد إستراتيجية واضحة (لا أن نكرر الإستراتيجيات حتى نصل بها إلى مصطلح إستراتيجية الإستراتيجيات (سبق وأن أطلق من قبل أحد القائمين على إعداد إستراتيجية وطنية للتعليم العالي)، وخطة تنفيذية وقيم صحيحة، واستقلالية للجامعة، والتزام بالبحث والنشر الفعلي المؤثر (لا النشر في المجلات الوهمية واستلال البحوث وسرقتها والتقدم بها لأغراض الترقية)، ووجود ايمان مطلق للمنافسة والسعي إلى التفوق، وقيادة لديها الرؤية والحزم والجرأة في اتخاذ القرار ولا تهتم بما ينشر من إشاعات وأقاويل، والولوج إلى المستقبل في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتحولات الرقمية، وعمل تشاركية مع القطاعات الإنتاجية التي تعتبر القوة الحقيقية للنهوض بموارد ومكونات الدولة بكافة عناصرها.
إن لدينا في الأردن عددا من الجامعات تضاهي في نسبتها أعداد الجامعات الأميركية والألمانية وغيرها من الدول المتقدمة بالنسبة إلى عدد السكان، وان النجاح سيتحقق عندما ندرك ان الزمن قد تغير والتسارع في الأحداث العالمية يفرض تغيرات جوهرية في البيئة التعليمية وقادة قادرين على التكيف معها (قيادات تحويلية وتغييرية، صاحبة رؤية وصلبة وقادرة على اتخاذ القرار دون تردد) وخاصة بعد جائحة كورونا، وعلينا تغيير سلوكنا والتسلح بالمهارات والإيمان بأن الحقيقة هي الوحيدة التي توصلنا إلى بر الأمان، لا التضليل والإشاعة والغش والخداع، وكما يقول وندل إن أفضل اختيار للحقيقة هو قوة الفكرة المنافسة في السوق ولنا في بعض الدول النامية أمثلة على ذلك (رواندا الأفريقية وبعض الجامعات في دول الخليج العربي وغيرها)، وهنا نستطيع القول إنه إذا توفرت الإرادة وكفاءة الإدارة سيتحقق الانتقال من وضع السكون إلى النمو والازدهار.