عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jun-2019

بالخوف لا نردع - عاموس غلبوع
معاریف
 
في الاسبوع الماضي تحدث رئیس شعبة الاستخبارات العسكریة ”أمان“ اللواء تمیر ھایمن في
مؤتمر مركز تراث الاستخبارات. ومن اقوالھ أبرزت وسائل الاعلام نقطتین: الاولى، أن ”حماس
مردوعة جدا من الحرب... ولا تریدھا“. والثانیة، ان لیس لحزب الله الیوم ”قدرة عملیاتیة في كل
ما یتعلق بالصواریخ الدقیقة“.بالفعل، اقوال تھدئة وتشجیع لشعب اسرائیل.
بودي أن أتناول في ھذا المقال اقوالھ عن ردع حماس من الحرب. برأیي ھذا العنوان لیس كاملا
ولا یعكس كل الواقع. بتقدیري العنوان الاصح ھو التالي: حماس تطلق الصواریخ على اسرائیل،
عند الحاجة، وتستخدم العنف الدائم، رغم أنھا لا ترید لھذا العنف أن یتطور الى حرب شاملة.
وسأشرح نفسي: في الجرف الصامد، حماس (وملحقاتھا) اطلقت 852.3 صاروخ. في العام
2015 اطلقت 15 صاروخ، في 2016 ایضا 15 صاروخ، وفي 2017 اطلقت 29 صاروخ.
ولكن منذ اذار 2018 بدأت بسیاسة جدیدة تماما حین اطلقت في 2018 ما لا یقل عن 119.1
صاروخ. وحتى حزیران 2019 تمكنت من أن تطلق 784 صاروخ. ھذا مجرد عنصر واحد من
السیاسة الجدیدة: العنصر الثاني ھو ضغوط عنیفة مدروسة تستھدف ابقاء السكان المدنیین عندنا في غلاف غزة في حالة توتر متصاعد ومتنازل، وازعاج الجیش الاسرائیلي في قائمة طویلة باعمال
على مستویات ترتفع وتنخفض: بالونات، ضجیج في اللیل، مسیرات، اطلاق نار.
حماس لا تسمي ھذا ”استنزافا“. ولكن ھذا بالضبط نوع من حرب الاستنزاف. شھدنا قبل 50 سنة
بالضبط حرب استنزاف وبالاساس في الجبھة المصریة. في حینھ كان الاستنزاف ضد جنود الجیش
الاسرائیلي وبعیدا على ضفاف قناة السویس. ولم یكن مواطنو الدولة یشاركون في ذلك. اما الیوم
فالمواطنون یشاركون حتى الرقبة، كل الجنوب یعاني وكذا غوش دان، بما فیھا تل أبیب من شأنھا
أن تكون ھدفا للاستنزاف. في حینھ لم تكن مشكلة دولة اسرائیل ردع المصریین عن الحرب، ولكن
كیف الردع باستمرار الاستنزاف المصري الذي جبى ضحایا من الجنود، الطیارین والطیارات. ما
ادى الى انھائھا كان اتفاق وقف نار بادر الیھ الامریكیون.
النقطة الاھم في موضوعنا في سیاق حماس ھي أنھا في اغلب الظن لا تجدھا حقا ترید حربا شاملة ومع ذلك فھذا لا یمنعھا من ان تتصرف، تھدد كل الوقت وتعلن على رؤوس الاشھاد: نحن
سنواصل العنف. حقیقة أنھا تتصرف ھكذا، حقیقة أنھا لا ترتدع عن اطلاق مئات الصواریخ على
اسرائیل في اطار تنفیذ تھدیداتھا – تشھد برأیي على أنھا مستعدة لان تخاطر وان تسیر مع اسرائیل
حتى شفا الحرب أو كما یسمون ھذا بالانجلیزي Brinkmanship .بتعبیر آخر تعرف حماس بان
مثل ھذا السیر حتى حافة الحرب من شأنھ في نھایة المطاف ان یؤدي الى حرب شاملة. وھي على
ما یبدو مستعدة لان تأخذ ھذه المخاطرة. لماذا؟ برأیي، حماس واعیة وعالمة جیدا بكل عراقیل
اسرائیل التي تمنعھا من الخروج الى حرب شاملة معھا. أولا وقبل كل شيء، الخوف من خسارة
الجنود في الحرب البریة. وھي لا تحتاج من اجل ھذا الى الكثیر من الاستخبارات. فھي تسمع ھذا
من على كل تلة في اسرائیل؛ تقرأ ان نائب رئیس الاركان السابق یقول في مقابلة صحفیة ان
اسرائیل ”تخاف“. بالفعل، یوجد فارق شاسع بین عالم القیم وطبیعة الحرب اللذین كانا قبل 50 سنة
في الاستنزاف مع مصر، حین لم یكن یوما بلا اقتحام، كبیرا كان أم صغیرا، ضد المصریین؛ واذا
لم اكن مخطئا، فان لواء المظلیین وحده نفذ 18 اقتحاما في شھر واحد. اما الیوم فنحن ”نحتوي“
فقط ولكن بالخوف لا نردع