عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Nov-2019

عندما تعطيك الحياة عربا - كارولينا لندسمان

 

هآرتس
 
أمس التقيت مع أحد اصدقائي الذي تنفس الصعداء عندما أزيل احتمال تشكيل حكومة اقلية بدعم من القائمة المشتركة عن جدول الأعمال. تخيلوا ما الذي كان سيحدث هناك. إلى أي دولة كراهية وعنصرية كان بنيامين نتنياهو واصدقاؤه في اليمين سيجرونا. الحياة هنا كانت ستتحول إلى كابوس كوكلوسكلاني.
الحقيقة هي أن الجمهور حصل في هذا الأسبوع على وجبة تذوق من قائمة الصدمة لنتنياهو “المعارض”. ليس سرا أنه عندما يفكر نتنياهو بأنه خسر فانه لا يستبعد أي وسيلة تحريض. في نهاية فترة تكليف غانتس، نتنياهو أطلق كل عنان وهاجم اعضاء القائمة المشتركة وهدر دماءهم، تماما وكأنهم كانوا العدو الذي قام لتدميرنا. ما الذي لم يقله عنهم؟ “اذا تشكلت حكومة اقلية كهذه، سيحتفلون في طهران ورام الله وغزة، مثلما يحتفلون بعد كل عملية. هذه ستكون عملية قومية تاريخية”، قال الذي يقطر كراهية. وفي مناسبة اخرى قال “انهم يؤيدون التنظيمات الإرهابية ويريدون تدمير الدولة”.
الاساس هو أنه في شهر أيلول اعتذر عن تصريح مشابه ارسله لمتابعيه في الفيس بوك، وقال إنه ارسل في اعقاب “خطأ أحد العاملين في قيادة الحملة”، هو لم يشاهده ولم يصادق عليه وهذا ليس رأيه. هذا جيد. ماذا سنقول؟ شهران هو وقت طويل، وفقط حمار لا يغير رأيه. هذه المرة لا يمكن اتهام أي عامل في قيادة الحملة. الاقوال التي قالها نتنياهو والتي لم تكن لتخجل من تعرفونه بالضبط، قالها كرئيس للحكومة على منصة الكنيست. ما يخجل اسرائيل أنه عندما انفجر عضو الكنيست احمد الطيبي وعن حق وقال له “عندما تكذب بوقاحة وتحرض على قتلنا، أنت تتحمل المسؤولية عن ذلك”. الحراس في الكنيست قاموا باخراجه من القاعة. التفكير بأننا ذات يوم انفعلنا من أن رئيس الحكومة يحذر من أن “المصوتون العرب يتدفقون بجموعهم الى صناديق الاقتراع”، كم كنا ساذجين. نتنياهو 2019 (ب) يجعل نتنياهو 2015 يبدو مثل تنكي وينكي.
على خلفية عمليات التحلل التي تمر بها اسرائيل نتنياهو – عضو الكنيست موشيه غفني (يهدوت هتوراة) وعضو الكنيست يانون ازولاي (شاس) مرشحان للقب “الصالحين بين الأمم” حقا. ليس من المفهوم ضمنا بأنه في “كتلة اليمين” لنتنياهو سيقوم اعضاء كنيست ويحاولون أن يكونوا رجال. في يوم الثلاثاء قال غفني للطيبي “أنت تعرف كيف تحول (التعاون) الى رافعة لصالح الجمهور الذي تمثله. أنت تفعل ذلك بقدرة عالية”. الى هذا الثناء انضم ايضا عضو الكنيست يانون ازولاي (شاس) الذي قال “مع القائمة واحمد دائما كان هناك تعاون ودائما يمكن أن نفعل المزيد”. اضافة الى ذلك، رؤساء الاحزاب الاصولية امتنعوا عن المشاركة في اجتماع اليمين الطارئ. لقد فهموا جيدا الى أين تهب الرياح.
ليس صدفة أن افيغدور ليبرمان كلف نفسه عناء التطرق باستخفاف الى “اغاني المدح” حسب قوله، التي صدح بها غفني للطيبي وبالعكس. والتحذير من التعاون بين العرب والاصوليين (تحالف مناهض للصهيونية يتم في الكتلتين)، ومثل معلمه وسيده، ايضا ليبرمان فهم أنه عندما تعطيك الحياة عرب، اعمل منهم عصير ليمون. واستخدم هذه البادرة الانسانية النادرة كنقطة انطلاق لحملة الكراهية في الجولة القادمة: “اذا سألتم ما هو حقا الخطر الملموس، فهو التحالف المناهض للصهيونية”.
ما الذي يجب أن يحدث ايضا من اجل أن يتغلب اليسار على كراهيته البربرية للاصوليين التي لسبب ما يصمم على أن يراها رمزا للتنور؟ وكم هو عدد الحملات الانتخابية التي سيحتاجها الى أن يستيقظ الوسط – يسار ويعرف أن العرب والأصوليين هم الشركاء الطبيعيون له.