عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Nov-2019

غزة مركّب أساسي في دولة إسرائيل! - تسفي برئيل
 
تحولت غزة الى جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل. ليس لأنها محكومة أمنياً من قبل الجيش الإسرائيلي ولا لأن المليوني مواطن فيها يحتاجون إلى مصادقة إسرائيل من أجل التنفس. غزة مركب مهم - إذا لم يكن الأهم - في الخطاب السياسي الإسرائيلي.
مثلما هو جهاز الصحة المنهار أو ميزانية الدولة التي تعاني من عجز، ومثلما هو العلاج الخاطئ لعيوب القطار أو تحطيم نظام القضاء، فإن غزة هي شعار انتخابي، وعد لم يتم تنفيذه، برهان ملموس على فشل الحكومة في قيادة مواطنيها. في كل مرة تستيقظ غزة من أجل التذكير بوجودها.
غزة تحولت إلى عادة مملة، يجب التعايش معها لأنه لا يوجد ما نفعله، بالضبط مثل سكان غلاف غزة الذين بدؤوا بإزعاجنا. كم يمكننا أن نسمع عن المعجزة التي حدثت في روضة الأطفال والتي أوشك صاروخ على إصابتها، وعن الفزع الذي يقض مضاجع الأطفال في الكيبوتسات أو عن حفل زفاف أُلغي بسبب «صافرات الإنذار». أيها الأصدقاء، توقفوا عن العويل. إن عدداً أكبر من الأشخاص يقتلون في حوادث العمل، والكثير من النساء قتلن على خلفية شرف العائلة، والكثير من الأطفال والشيوخ ماتوا بسبب دهسهم بالدراجات أكثر من كل صواريخ «حماس».
لا تعتبر غزة تهديداً وجودياً أو ذرة إيرانية (التي هي غير موجودة بعد)، بل هي كيان سياسي إسرائيلي يستخدم من أجل تصنيف زعماء وسياسيين يريدون أن يكونوا قادة. من لا يعرف كيف يحل مشكلات المجتمع والاقتصاد في دولة إسرائيل ومن لا توجد لديه خطة عمل لتنظيم المواصلات أو منع الجريمة في الوسط العربي، يمكنه دائماً التعهد بالنجاح في الحرب ضد غزة. يجب عليه الحذر فقط من ألا ينجح أكثر من اللازم. أفيغدور ليبرمان يمكنه إبلاغ الجميع عن الثمن السياسي الذي دفعه بسبب المثل الشعبي المجهول الذي صكه في الخطاب الإسرائيلي في العام 2016: «لو كنت وزيراً للدفاع كنت سأعطي السيد هنية 48 ساعة، وأقول له: إما أن تعيد الجثث وإما ستموت».   هآرتس