عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jun-2019

صــدور ديــوان «طلــعٌ مشتهـى» لعمـــر عنــــاز
 
عمان -الدستور - عمر أبو الهيجاء - الشاعر العراقي عمر عناز من الشعراء العراقيين الذين استطاعوا أن يخطو خطوات كبيرة في مسيرتهم الشعرية، ومن الشعراء الذين اخلصوا لقصيدة العربية العمودية فكان لقصيدته وله الحضور الكبير في الملتقيات والمهرجانات الشعرية، شاعر قنّاص للصورة الشعرية المعبرة عن الشجن والوجع العراقي بلغة موحية ومعبرة عن تشظيات الروح وما آلت إليه الأوضاع الوطن العربي، إلى جانب موضوعات أخرى التي عبر عنها من خلال الذات الشاعرة المنصهرة مع الواقع المعيش، فكانت للمرأة وشؤونها وحضورها الطاغي في شعره ميزة مهمة في تجربته الشعرية.
ضمن هذا السياق صدر للشاعر عناز عن نادي تبوك الأدبي وعن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت: في المملكة العربية السعودية، مجموعته الشعرية الجديدة التي أسماها «طلعٌ مشتهى»، ويحتوي الديوان بين دفتيه على مجموعة من القصائد العمودية وبعض من قصائد التفعيلة، التي تحاكي موضوعات مختلفة، وهي بمجملها امتداد لتجربة شعرية ما زلت اجتهد أن تكون مغايرة.
«الدستور» سألت الشاعر عناز عن حضور القصيدة العمودية في الراهن العربي، وهل استطاعت مواكبة تطور القصيدة العربية؟ فقال: فالحق أن القصيدة العمودية حاضرة بما تقوم عليه من إرث أسهم في تأثيث الذاكرة العربية على امتداد قرون، رغم ماقد يلتبس به المشهد احيانا من تجارب مكرورة ومستهلكة، لا تؤثر بحال على النموذج الأمثل للقصيدة العربية التي ارتفع بها أجدادنا إلى أعلى برج في دنيا الشعر.
أما فيما يخص إنصاف النقد لتجربته الشعر أكد عناز قائلا:  فقد حظيت ما قدمته من شعر بالكثير من المقالات والبحوث والدراسات النقدية، منها رسالة تقدم بها الباحث مروان الغريري في جامعة الشرق الأوسط، وكانت الرسالة بإشراف الناقد الكبير د.بسام قطوس، وثمة رسالة أخرى تقدم بها الباحث نبيل العياش في جامعة تكريت، والنقد بشكل عام هو رديف للشأن الإبداعي وخاصة إذا ابتعد عن المجاملة والمحاباة والشخصانية.
ومن أجواء الديوان: لِمَنْ؟ لم أدر سيدتي، فَقلبي/ يُطوِّفُ فيهِ مَوَّالٌ حَزينُ / حَنينٌ مِثلما «فَيروزُ» غَنّتْ/أنا عندي، أنا عندي حَنينُ/ يُشَكِّلُني أساورَ مِن حُروفٍ/ لها في مِعصَمِ الدُّنيا رَنينُ/ على إيقاعِها تَنمو القَوافي/ وكلُّ طلاسمِ المَعنى تَبينُ../ أنا عندي من الكلماتِ سِفْرٌ/ عِراقيٌّ، هوامِشُهُ مُتونُ/ وعندي سَلَّةٌ لاشيءَ فيها/ وعندكِ أنتِ تُفَّاحٌ وتينُ/ فهلّا قُلتِ للأغصانِ ميلي/ على وَلدٍ أصابعه ظنونُ/ على وَلدٍ يُسافرُ في الأغاني/ مسافَتُهُ إلى المَعنى لُحونُ / يُضيءُ بروحهِ نَهرُ اشتياقٍ/ وفي عينيهِ من وَلَهٍ جُنونُ/ بهِ ضدانِ ما اصطلحا، مَلاكٌ../ يَشفُّ هوى، وشيطانٌ لَعينُ/ أنا هو ذلكَ الولدُ الّذي في../ أناملِهِ تَفَتَّقَ ياسمينُ/ يَقولُ لهُ الصِّحابُ: كَبُرتَ، يكفي/ فلا يُصغي، لهُ طَبعٌ حَرونُ/عَنيدٌ مثلما الأطفال، لكن../ اذا ابتسمتْ لهُ امرأةٌ يَلينُ/ فيا امرأة تَزاحَمُ ألفُ شَمسٍ/بقامَتِها، ويَعبَقُ زَيزَفونُ/ تَشَظّي فيَّ، بِي عَطَشُ المَرايا/ إلى وجهٍ مَلامِحهُ فُتونُ / إلى وجهٍ يُلخِّصُ لي بِلاداً/ جَلَتْ ذَهَبَ ابتسامَتِها القُرونُ/ بِلاداً كلما أسندتُ رأسي/ على حَجَرٍ بها، انبَجَستْ عُيونُ».