عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jul-2020

الكروم والدالية .. تراث وأغنية

 

عمان - الدستور- نبيل عماري - الكروم والزيتون والقمح ثلاثية مرتبطة بذهن الفلاح الأردني؛ فالعشاء مرتبط بخبز وعنب ورصيع زيتون، ولا يكاد يخلو بيت من معرش دوال؛ فالقصيدة والغناء للدالية والكروم موجودان في تراث بلاد الشام؛ إذ غنت فيروز بكرم اللولو،  ومن التراث الأردني  أغنية «بين الدوالي والكرم العالي، ويا محلا السهرة والبدر يلالي» وهي للفنانة الأردنية سلوى وجميل العاص، وكذلك غنتها سميرة توفيق، وأغنية «خليلي يا عنب» ولسلوى «يا بياعين العنب» وكانت الليالي في أصياف عمان والمدن والقرى الأردنية تتم تحت معرشات الدوالي حيث الناس يسهرون ويطيلون السهر والسمر، ويبالغ بعضهم فينام تحت الدالية. والعنب الأردني السلطي البلقاوي الجلعادي من أجود أنواع العنب الخضاري؛ فقطف العنب تراه مرصوصا متماسكا طيب الطعم يحلو لفيروز فتغني « يا كرم العلالي عنقودك لينا يا حلويا غالي شو بحبك أنا « وقطف العنب حبة حبة الناطور مقابيلي . فالعنب كان نعمة ومونة للفلاح الذي كان يصحو باكراً يعبئ خروج الحمار ويضع ميزانه اليدوي وعيارات من حجارة، ويذهب للمدنية لتصحو على صوته «عنب أو عنبا يفطر على عنب» بعد أن يضع كميات منه في ذاك الجرن الجلدي الأسود، يضع به ما تيسر من العنب لينزله إلى قاع البير ليخرج بارداً شهياً، وكذلك يعمل من محصول العنب زبيب بلدي كبير الحجم زاهي اللون وليس كالذي يستورد من تركيا وبعض الأقطار. وطبيخ العنب والملبن الخبيصة والذي تدخل بتكوينة حبات من قريش اللزاب. كانت كروم العنب جنات على مد النظر، ولكن غزوات الأسمنت قتلت كل شيء جميل، وعزوف الناس عن الزراعة وحشرة الفايركس التي قضت على العديد من كروم العنب في غرب اربد وعجلون والسلط وغرب عمان وجنوب الأردن في الطفيلة والشوبك والكرك. ويعتبر عنب الطفيلة من أجود أنواع العنب واسم مدينة الطفيلة مشتقة من الكلمة اليونانية تيفيلوز ومعناها أرض العنب.