عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Oct-2019

الاحتلال یجند الطبیعة لأغراضه
ھآرتس
بقلم: أسرة التحریر
دعت الادارة المدنیة في یھودا والسامرة وسلطة الطبیعة والحدائق الجمھور ھذا الاسبوع للتنزه في عید العرش في المحمیات الطبیعیة والحدائق الوطنیة خلف الخط الاخضر. واقترحت مدیریة المناطق المحتلة على الجمھور الاستمتاع بالینابیع والمزروعات الغنیة قرب البحر المیت، وشطف العیون بالمشاھد الاولى في جبل جرزیم والاستسلام لحكایات العاصفة لعاصمة مملكة اسرائیل القدیمة في موقع سبسطیا.
ینبغي لكل مواطن ذي ضمیر ووعي اساسي بالوضع السائد خلف الخط الاخضر ان یرفض ھذه الدعوة. ففي الضفة الغربیة یوجد تنوع من المشاھد المشوقة مع خلیط استثنائي للطبیعة والاراضي التي صممھا المزارعون. ووفقا للقانون الدولي، فإن وظیفة السلطات التي تمثل القوة العسكریة الحاكمة في المنطقة ان تحمي الطبیعة والتراث الثقافة. ومع أن ھناك غیر قلیل من الاعمال المھمة التي تنفذھا السلطات، بما فیھا حمایة الحیوانات البریة من الصیادین، الذین معظمھم فلسطینیون، او منع التحجیر والحفریات في المناطق المحمیة. ولكن السلطات لم تكتف بھذا العمل وانضمت بطرق متنوعة الى مشروع الاستیطان والاحتلال الذي یجند الطبیعة لأغراضھ.
بینما یكون مواطنو اسرائیل مدعوین للتنزه في الزوایا الجمیلة للمناطق المحتلة، یقصى الفلسطینیون او یبعدون عن مواقع الطبیعة والمشھد بطرق مختلفة ومتنوعة، كما یمكن ان نطلع من تقاریر منظمات حقوق الانسان، مثل جمعیة ”كیرم نافوت“، ”تعایش“ أو ”جمعیة المشاركة الاجتماعیة“.
في محمیة أم زوكا في شمالي غور الاردن یدحر الفلسطینیون كي لا یزعجوا البؤرة الاستیطانیة غیر القانونیة العاملة في المكان، وتبعد قطعانھم عن محمیات اخرى في المنطقة بدعوى أن ھذه منطقة عسكریة. في محمیة ناحل كنیھ في وسط السامرة اقتلعت اشجار زیتون غرسوھا ھم، وبالمقابل سمح بشق طرق وبناء بؤر استیطانیة ومستوطنات داخل المحمیة. ان شق الطرق واقامة البؤر الاستیطانیة یتم بخلاف القانون ولكن الادارة المدنیة تقل في منع ھذا العمل.
في منطقة القدس، مثلا، یمكن الاحتفال بالعرش في الحدیقة الوطنیة في ناحر رفائیم. فھو یتمیز بمشاھد الینابیع وبالشرفات الزراعیة. من یحتاج الى النظر الیھ من خلف جدار الفصل ھم سكان الولجة الفلسطینیون الذین كانوا شركاء في تصمیم تراث المشاھد. ومؤخرا تقرر عدم فتح احد
الینابیع في المكان لانھ لم یوجد بعد حل یسمح بابعاد الحاجز الامني في جدار الفصل عن موقع النبع. وھكذا تحول من خلق المشھد الى تھدید امني.
تحاول الادارة المدنیة وسلطة الطبیعة والحدائق عرض الضفة الغربیة كمنطقة نزھات ممتعة، والكثیر من المستوطنین بالفعل یستمتعون جدا بالتنزه في المحمیات والحدائق ھناك. اما بالنسبة للفلسطینیین فھذا واقع مختلف تماما. ان الطریق المدني السلیم للاحتجاج ضد ھذا الواقع ھو الا نأتي بجموعنا الى جبل جرزیم او الى ناحل كنیھ.