عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-May-2020

زوايا المنازل تتحول لـ”مصليات” تجمع الأسرة على العبادة وسط أجواء روحانية

 

تغريد السعايدة
 
عمان – الغد- غابت عن الاحياء والحارات أصوات إقامة صلاة التراويح باجوائها الروحانية في الشهر الفضيل، بعد ان فرض “كورونا” مجدداً قيوده الوقائية في منع اقامة الصلوات في المساجد، ومن ضمنها “التراويح” التي تُعد طقساً من ابرز طقوس شهر الخير والبركة.
وعمدت الكثير من العائلات الى تخصيص جزء محدد في البيت، على اختلاف مساحته، لـ”مسجد بيتي صغير”، تُقام فيه صلاة التراويح، وصلوات قيام الليل في رمضان، وقراءة القرآن.
وفي احدى غرف البيت الواسعة، استطاعت تقوى الصلاحين، وبمساعدة والدتها، ان تنقل الاجواء المرافقة لصلاة التراويح الى منزلها، من خلال وضع تصاميم وتجهيزات خاصة مماثلة لما يمكن توفره في المساجد من سجادات صلاة، ومصاحف، واجواء هادئة مناسبة لاقامة صلاة التراويح، من خلال قيام والدها بدور الامام، واقبال كل افراد الاسرة على الصلاة بمرافقته، وقراءة القرآن ومن ثم الدعاء بأن تزول الغمة والبلاء عن الامة والعالم اجمع.
وعلى الرغم من اختلاف الاجواء بشكل واسع ما بين الصلاة في المسجد والبيت، الا ان تقوى ترى ان هذه الطريقة تعد نوعاً من كسر اجواء الجمود، بل وبث روح التفاول والفرح الذي يرتبط بشهر رمضان المبارك، وتشجيع الاهل في الوقت ذاته على اتمام صلاة التراويح وعدم التكاسل عن أدائها، مبينة أنها لمست مدى التأثير الكبير لهذه الخطوة من قبل أفراد عائلتها وبشكل كبير، وبالوقت ذاته المحافظة على اداء صلاة التراويح جماعة.
اعتادت العائلات عبر السنوات الماضية على التوجه بشكل يومي خلال شهر رمضان المبارك، للمسجد لاداء صلاة التراويح جماعة، حتى اصبحت عادة أساسية لدى الكثير من السيدات على مشاركة ازواجهن طريق الذهاب والعودة للمسجد، وبمرافقة الاطفال، في محاولة لتعويدهم على الصلاة في المسجد، عدا عن بث الفرح في قلوبهم والاستماع لدورس دينية بسيطة ما بين الصلوات.
عدا عن ذلك، كانت تقوم السيدات بتخصيص جلسات ذكر في المسجد، والتواجد بشكل مكثف في ليلة القدر وتخصيص اوقات فيها لتكثيف الذكر والصلاة وتناول وجبة السحور جماعة، والتي تبقى العائلة تستذكرها لأشهر عديدة، وبخاصة الاطفال، غير انها تغيب تماماً لهذا العام في مختلف دول العالم.
فداء أحمد (ام وموظفة) اضطرتها اجراءات الحجر الى الجلوس في المنزل طيلة شهر رمضان، برفقة أفراد عائلتها، وقررت كذلك ان تغير من كل تفاصيل البيت التي شعرت خلال فترة الحظر ما قبل رمضان انها اصبحت تتصف بالرتابة والملل، ليكون رمضان هو الشهر الذي يتسم بالروحانية وقضاء فترة مميزة من الصيام واداء العبادات بدون انقطاع، ومنها صلاة التراويح.
لذا، قامت فداء كذلك بتخصيص ركن في البيت لاداء صلاة التراويح من خلال تزيينه بالاضاءة و”الإضافات الرمضانية” لتكون زاوية مضيئة مميزة في بيتها، مبينة أن هذه الأجواء تسر قلب الإنسان عندما يتلو آيات الذكر الحكيم، ويؤدي صلاة التراويح في المنزل بدون نقطاع، وترى أنها باقل التكاليف أسهمت في رسم صورة جميلة لاداء صلاة التراويح في عقول طفليها، وتتمنى ان يعود رمضان في العام المقبل وتودي “التراويح في بيوت الله”.
وفي الوقت ذاته، اختارت هبة فهد، طالبة جامعية، غرفتها لان تكون مساحتها الخاصة لاداء الصلاة وقراءة القرآن، الا انها تصلي “صلاة التراويح جماعة” مع عائلتها الكبيرة ووالدها، ويسعى كل منهم لختم قراءة القرآن في رمضان خلال صلاة التراويح.
وتقول هبة إنها لم تقم كما فعل آخرون بتخصيص مساحة أو تجهيزها وتزيينها لتكون “زاوية صلاة التراويح”؛ اذ يقوم والدها في غرفة الجلوس بدعوتهم جميعاً لمشاركته صلاة التراويح، بعد أن كانت تتوجه للمسجد مع والدتها وإخوتها لاداء الصلاة في المسجد، على مر السنوات السابقة، وتستمتع بالاجواء المبهجة آنذاك، والتي تفتقدها كثيراً في هذه الفترة بسبب الحظر المنزلي واغلاق المساجد “المؤقت”.
الاستشارية الاسرية والتربوية سناء ابو ليل، ترى ان المسلم والصائم بشكل خاص يربط الصلاة بالراحة والسكينة، وتنعكس آثارها على الفرد في حياته وتقربه من الله، ونرى اثرها العملي على الاخلاق والتعامل الانساني.
وتعتقد ان الفرد عليه أن يتبع برنامجا روحانيا في رمضان، يصل فيه الانسان الى الرضا والسعادة والفرح، عدا عن الترابط الاسري الذي يزيد خلال هذه الفترة وجلوس الاسرة معاً في اجواء كلها محبة والفة في رمضان، ليكون البيت مكان سكينة وسكن وتعبد.
وتذكر ابو ليل أن من فضل الله تعالى على المسلم أن اجر الصلاة في البيت لا ينتقص عن ادائها في المسجد، خاصة حينما تكون الصلاة جماعةً للأسرة بافرادها كافة، ويؤم بها رب الاسرة، ولم يمنعهم من اداء الصلاة في المسجد الا العذر المقبول، الذي من اهدافه حماية الانسان من الامراض وانتشار الوباء.
وتضيف أبو ليل ان رب الاسرة ينبغي أن يكون القدوة لابنائه وعائلته في المنزل خلال شهر رمضان، وذلك بإمدادهم بالأفكار الخلاقة بطريقة لا تخلو من المحبة والصداقة، ليقلدوه في ذلك، كما في تقليد الأب في اداء الصلاة سواء في البيت أو المسجد، في السابق، من خلال الاستماع اليه في الصلاة ومشاركته جماعةً، والدعاء بصوت مسموع، والقيام بتادية باقي العبادات الخيرة في رمضان.