عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-May-2019

الباستیل سینتظر - جدعون لیفي
ھآرتس
مرة أخرى یسمع اللحن: عصیان مدني. الى المتاریس، ثورة، قانون الحصانة وفقرة الاستقواء، توقظ المعسكر اللیبرالي من سباتھ. ومرة اخرى یھدد بالانقضاض. نشطاء ومحللون ورؤساء فرق سابقون في الكشافة یھددون بالخروج الى الشوارع واسقاط الباستیل. الرثاء یسكب مثل الماء.
شخص ما اقترح استقالة جماعیة للقضاة؛ وآخر اقترح الصاق شریط اسود. ماذا یوجد لدیكم من اشیاء اخرى؟ عدم ترك بقشیش في المطاعم؟ عدم الشراء من السوق الحرة؟ عدم اغلاق الھاتف المحمول في السینما؟.
لا أحد من ھؤلاء الخبراء سیكون مستعد في أي یوم لأن یضع جسمھ من اجل احتجاج معین. لن یكون مستعد لتعریض یده أو قدمھ أو عینھ للخطر. لن یكون مستعدا لأن یقبع في السجن اسبوعین، یوم واحد، ساعتین. واذا لا سمح الله تم كسر واجھة عرض لبنك، سیسارع الى ادانة ذلك بحكمة نموذجیة.
رئیس الموساد السابق شبتاي شبیط، دیمقراطي وخبیر في الاعداد، تحدث عن ”عملیة اعدام
الدیمقراطیة“؛ رئیس الاركان السابق غابي اشكنازي یظھر تضحیة مدھشة: ”من اجل ھذا النضال
أنا مستعد حتى لأن أدخل الى تویتر“. بضع عشرات من محامي النخبة جلسوا جلسة احتجاج.
الثورة تبدأ بغولدبرغ – زلغمان. بعد غد ستقام مظاھرة تحت شعار ”السور الواقي للدیمقراطیة“.
یجب علینا فقط الأمل بأن اختیار الاسم ”السور الواقي“ من العملیة الاجرامیة للجیش الاسرائیلي،
كان صدفیا.
من الجید أن المجتمع المدني استیقظ للعمل. ھذا جید دائما، بالاساس في اسرائیل الجمیلة النائمة.
المشكلة ھي أنھ كالعادة ھي تختار لنفسھا مواضیع نضال في المناطق المریحة، مثل تلك التي لا
تحتاج الى اظھار الشجاعة من أجلھا أو دفع ثمن حقیقي. من المحظور الصمت على عملیات التشریع التي یقوم بھا الیمین، لكن ھناك درجة من المبالغة والاثارة، احیانا الى درجة السخریة من
اولئك الذین یصرخون ”الذئب، الذئب“. قانون الحصانة ھو قانون خطیر، فقرة الاستقواء اكثر خطرا، لكنھا لا تبشر باعتقال جماعي واعدام ونھایة الدیمقراطیة.
مصیر الاحتجاج سیكون مثل مصیر سابقھ. ھذه الاحتجاجات لن تتجرأ في أي یوم على مد یدھا
على أحد، دائما نحو الھامش. في صیف 2011 خرج الجمھور للاحتجاج على غلاء المعیشة.
العرض كان مؤثر جدا، لكن ایضا جبان. ھو لم یمس موضوعین اساسیین اللذین بدونھما لا توجد
ثورة اقتصادیة في اسرائیل: میزانیة الامن ومیزانیة الاستیطان. لا یمسون بھما. لا یوجد عدل اجتماعي، ببساطة شدیدة. احتجاج 2011 ھرب من ھذه المواضیع. ھذه مواضیع مثیرة للخلاف، لذلك تبخرت دون أن تترك بصمات، باستثناء صعود ستاف شبیر وایتسیك شمولي. الاحتجاج الحالي سینتھي بشكل مشابھ ولنفس السبب.
على بعد نصف ساعة سفر من مكاتب الثورة في غولدبرغ – زلغمان مسجون حوالي 500 شخص
بدون محاكمة خلال سنوات. محامو الاحتجاج من ابراج مكاتبھم لم یسمعوا ذات یوم صوتھم في
ھذا الشأن. المحكمة العلیا التي یحاربون من اجل استقلالھا، تصادق على ھذه الاعتقالات مثلما
شرعنت تقریبا كل جرائم الاحتلال. الشخص الدیمقراطي لا یمكنھ الدفاع عن محكمة كھذه. من
الصعب ایضا الانفعال ممن یتذكرون أن یحاربوا من اجل الدیمقراطیة فقط عندما یقترب منھم المس بھا ویھدد مكانتھم.
على بعد ساعة سفر من میدان المتحف الذي سیتدفق الجمھور الیھ بعد غد، ھناك قفص مخیف
یحبس فیھ 5.2 ملیون انسان منذ 13 سنة. اطفال یموتون ھناك بسبب مرض السرطان في ظل غیاب العلاج. بالغون أحیاء – أموت. لا توجد دیمقراطیة ترتكب أمر كھذا. النظام الذي یقوم بحبس الملایین لیس نظام دیمقراطي. الجمھور المنفعل الذي سیأتي الى میدان المتحف یناضل من اجل دیمقراطیة مزیفة، دعائیة، دیمقراطیة الراحة لھم ولابناء قبیلتھم. ایضا اذا تم سن قوانین الھروب من القضاء لبنیامین نتنیاھو، فان المس بھذا الجمھور سیكون ضئیلا، لھذا ایضا غضبھم ضئیل.
وكذلك احتجاجھم. الباستیل لیس في بلفور والسور الواقي للدیمقراطیة لیس في المحكمة العلیا.
الباستیل ھو السیطرة العنیفة على ملایین الناس، ھذا الباستیل لا أحد یطالب باسقاطھ. كل ما بقي
ھو العاب دیمقراطیة.