الدستور
«إنني أشم رائحة أجدادي في خَيبر ويثرِب وتيماء وصحراء فاران»، جولدا مائير.
حمّلت أرملة رابين نتنياهو مسؤولية اغتيال زوجها عام 1995، قبل أن يصل إلى سُدة الحكم عام و1996، ومعه اليمين الفاشي المتطرف، فهو ربيب أكثر الصهاينة تطرفًا؛ حيث كان والده «بنتسيون» أو «بن صهيون» قياديًّا في حزب حيروت، الذي كان يطالب باحتلال كل فلسطين، كما كان أيضًا مقاتلاً في العصابات الصهيونية قبل عام 1948، وقد صفه موسوليني بالفاشي الصالح.
قد أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة أعطت النازيين الصهاينة مهلة محددة لتدمير غزة وقتل أكبر عدد من الغزيين وإعلان الانتصار، هذه المهلة قد أوشكت على الانتهاء!
عادةً ما يكون التهجير هو من نتائج الحروب، ولكن في حرب غزة كان التهجير من الأهداف الرئيسية للحرب، فمحو غزة فرصة تاريخية لطالما حلم بها الصهاينة الفاشيون، ويؤمنون بأن قتل العرب المسلمين والمسيحيين هو حق مقدس، كما هو التفوق العرقي، وهم لا يخفون ذلك، فنتنياهو غرد بأن الحرب هي بين النور والظلام، كما استدعى آيات من التلمود التي تتحدث عن قتل العماليق رجالهم ونساءهم وأطفالهم حتى حيواناتهم.
لا يختلف الصهاينة عن الغرب، فقد قامت الحضارة الغربية على جماجم السكان الأصليين، وتسربت أخبار في اجتماعات خاصة بينهم أن المسؤولين الصهاينة قالوا لنظرائهم الغربيين: إننا لم نفعل بغزة كما فعلتم بألمانيا، ولم نسقط قنابل ذرية كما فعلتم باليابان. هم من نفس العجينة!
أخطأت القمة العربية والإسلامية عندما اكتفت بالإدانة والمناشدة، وكان من المفروض أن تأخذ قرارات حاسمة لإيقاف شلال الدم، فانتصار حماس وهزيمة الاحتلال يصب في صالح المنطقة واستقرارها.
ماذا سيحدث لو – لا سمح الله – هُزمت حماس عسكريًّا؟ من المتوقع في تلك الحالة أن تكون النتائج كما يلي:
1- ترحيل أهل غزة الى مصر، رغم كل تصريحات الساسة الذين ينكرون ذلك، فالوثيقة المسربة من وزارة المخابرات الصهيونية بتاريخ 13/10/2023 تتحدث عن ترحيل الغزيين إلى صحراء سيناء.
2- إعادة احتلال الضفة الغربية وترحيل أهلها إلى الأردن، سيتم إقرار القوانين التي يطالب بها حزبا شاش وعيديت التي تطالب بإعادة ضم ما يسمونه يهودا والسامرة، وإذا ما تم ذلك فقد تندلع حربٌ إقليمية، فالأردن قد صرح على لسان كبار مسؤوليه بأن الأردن لن يسمح بذلك.
3- هدم المسجد الأقصى ثالث أقدس المقدسات الإسلامية وبناء الهيكل المزعوم، ولا أحد يعرف ما هي ردة فعل الشعوب العربية.
4- سيدفن حل الدولتين، فالمستوطنات والجيش قد استوليا على 60% من أراضي الضفة الغربية وتحولت الأحياء الفلسطينية إلى كنتونات محاصَرة، قد نرى انطلاق مفاوضات سلام ولكنها لن تكون جادة، وإنما لامتصاص غضب الفلسطينيين وإعادة تقديم الغرب بأنهم طلاب سلام!
5- سيتم التضييق على فلسطينيي 48 من خلال تشريع قوانين عنصرية إضافية فوق ال 65 قانونًا عنصريًّا، بحيث يتم إخراجهم من فلسطين المحتلة.
6- ستستهدف المليشيات الصهيونية الفلسطينيين، سيضيقون عليهم سيقتلونهم ويهدمون منازلهم.
7- سيتم رفع قضايا تعويضات على دول عربية على رأسها المملكة العربية السعودية للضرر الذي وقع على اليهود منذ أيام سيدنا محمد عليه السلام.
8- سيتم التضييق بشكل كبير على حزب الله ووكلاء إيران، لا أحد يعرف إلى أين سيؤدي ذلك.
9- سيحكم الكيان من قبل العنصريين النازيين، وهذا له انعكاسات خطيرة ليس فقط على العرب وإنما على الكيان نفسه وعلى الغرب، منها:
أ- سينقلب الصهاينة إلى الصهاينة العلمانيين غير المتشددين الذين يرفضون ممارسات الفاشيين، قد يؤدي إلى تهجيرهم طوعًا أو كرهًا.
ب- سيكشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني على أنها دولة دينية متشددة، وستختفي معها المدنية وسيادة القانون والديمقراطية.
ت- ستصبح مكروهة من كل شعوب العالم الأحرار، وسيجد الغرب صعوبة في الدفاع عنها.
خسارة حماس – لا سمح الله – خسارة تتجاوز فلسطين، فهي خسارة للعرب، خاصةً لدول الطوق وبعدها، وبرأيي ستنذر بربيع عربي جديد ستهتز بسببه عروش كثيرة، ولن تكون الاحتجاجات سلمية كما كانت في الموجة الأولى، تراهن الولايات المتحدة بأن المال وشطب الديون كفيلان بحل جميع المشاكل!
لقد أخطأ العرب.