الغد
يديعوت أحرونوت
يوآف زيتون
إحدى المسائل المركزية التي ستطرح أمام قيادة الجيش الإسرائيلي في الأسبوعين القريبين بالنسبة لخطة نتنياهو "احتلال غزة" التي اقرها الكابينت في الجلسة الليلية الطويلة بين الخميس والجمعة هي الموعد الذي يجند فيه عشرات آلاف جنود الاحتياط في صالح الخطوة الطموحة والطويلة – وكميتهم. إلى الألوية نفسها لم ينزل بعد أي أمر وفي الجيش أيضا سيكونون حذرين جدا في استخدام المقدر المنهك، الذي يبدو أحيانا هكذا عندما يعامل كأمر مفرغ منه.
في نهاية الأسبوع فقط سيتلقى رئيس الأركان الفريق إيال زمير رؤوس أقلام عن الأفكار التي تتبلور في قيادة المنطقة الجنوبية بالنسبة للخطوة البرية الكبيرة التي اقرها الكابينت بأمر من نتنياهو. ومنذ الآن يتبين أن الخطوة الهجومية نفسها لن تخرج إلى حيز التنفيذ، بحجم ذي مغزى، على الأقل حتى نهاية شهر آب. في الجيش، بخلاف المستوى السياسي، يأخذون بالحسبان ليس فقط انهاك رجال احتياط كثيرين الذين يتم استدعاؤهم بتواتر عال منذ 7 أكتوبر إلى جولات أخرى فأخرى من القتال، بل وأيضا العطلة الصيفية للأطفال التي جعلت قادة الكتائب والألوية يسرحون في هذه الأسابيع رجال الاحتياط ويرتجلون بدائل من ضباط نظاميين من التأهيل ومن الدورات. وفقط بعد أن يقر رئيس الأركان الأفكار المركزية التي يخططون لها في قيادة المنطقة الجنوبية إلى جانب الفرق المختلفة ستنتقل لائحة المعركة للمناورة الجديدة إلى مرحلة إقرار الخطط في الكابينت أيضا وذلك بعد أن يخطط لتنفيذ أساليب القتال التي سيتم اختيارها والجداول الزمنية للمراحل التالية. كما أن اضطرارات مختلفة تطرح على الطاولة من كل الأنواع سيتم فحصها – من المسألة الإنسانية والضغوط السياسية عبر امزجة الرئيس دونالد ترامب وحتى مستويات الأهلية الفنية للدبابات والمجنزرات والمخزونات المختلفة في الجيش ولا سيما الذخيرة البرية وبخاصة حيال التهديدات بتوسع المقاطعة العسكرية التي تفرضها على إسرائيل دول مختلفة بما فيها ألمانيا.
عائق آخر سيؤخذ بالحسبان في شكل الهجوم متعدد الفرق هو مكان المخطوفين. في الجيش يقدرون أن حماس ستوسع ليس فقط أسوار الدفاع عنهم وأساسا تحت الأرض بل قد توزعهم في أماكن مختلفة في الأسابيع القريبة القادمة. وأوضح رئيس الأركان زمير للقيادة السياسية بخلاف تلميحات وزراء مثل سموتريتش وستروك بان خطه الأحمر لن يتغير مهما كان: الجيش لن يهاجم مجالات فيها معلومات عن تواجد مخطوفين مثلما كانت سياسة الجيش حتى اليوم في معظم مراحل الحرب.
كما تحدث زمير في الأيام الأخيرة علنا عن تشديد إضافي من ناحيته، لن يتغير رغم إرادات الوزراء: القوات التي ستعمل في غزة في العملية الجديدة ستحصل على إنعاشات وهدن حتى لو كان التبديل للإجازات ستطيل ا لقتال من 4 – 6 اشهر إلى اكثر من ذلك. في هذا الجانب حاول رئيس الأركان أن يبث منذ نهاية الأسبوع لقادة الجيش نقصا آخر حرج جدا لجنودهم، ولا سيما في الوحدات القتالية: انعدام اليقين. وعود كثيرة للجيش خرقت، ولا سيما في السنة الأخيرة، وآخرها كان خدمة احتياط لكل مقاتل لشهرين ونصف فقط في العام 2025. هذا الوعد خرق في شهر نيسان على خلفية حملة "عربات جدعون" والحرب مع إيران. وقالوا في الجيش أمس إن "الهدف هو تبليغ رجال الاحتياط على الأقل بالتغييرات المرتقبة في استدعائهم حتى نهاية شهر آب. يوجد مقاتلو احتياط يفترض أن يأتوا في تشرين الثاني – كانون الأول لانشغالات عملياتية في غزة أو في الضفة وهم في غموض حول الأشهر القادمة بالنسبة لهم ولعائلاتهم، وذلك بعد أن قدموا قرابة سنة متراكمة من الخدمة منذ 7 أكتوبر. هذا واقع غير عادل تجاههم ويجعل الأمور صعبة على الجيش وعلى حياتهم".
مهما يكن من أمر، فان خطة العمل في غزة ستكون بطيئة ومتدرجة لأجل الضغط على حماس والسماح للوسطاء بنوافذ أخرى من المفاوضات لتحقيق صفقة مخطوفين.
الجمود في الوضع القائم، رغم قرار الكابينت المبدئي، ينقل السيطرة على التفاصيل ووتيرة التجسيد إلى ايدي الجيش، الذي عارض قائده الخطوة – لكن ليس فقط. المخاطرة التي اتخذها نتنياهو في الزيادة الدراماتيكية للمساعدات إلى غزة تعزز حماس من يوم إلى يوم، وتوقفات النار في غزة التي تتواصل بمبادرة إسرائيل من طرف واحد تسمح لحماس بان تنقل المؤن والمقاتلين بين المجالات المختلفة. معظم المقاتلين المتبقين في قطاع غزة ينشغلون أساسا بمهام الدفاع عن النفس وتسوية المباني بالأرض، وفقط في قلة من الأماكن، مثلما في حي الزيتون في جنوب مدينة غزة توجد خطوات هجومية على نطاق محدود من اجتياح كتائبي أو لوائي. وبخلاف التسريبات عن حجوم التجنيد لنحو 250 ألف جندي احتياط في الجيش يقدرون بأن الأعداد ستكون اصغر بكثير، وذلك في ظل معدلات الامتثال المتدنية بسبب مصاعب الخادمين. حتى الآن معدلات الامتثال وصلت هذه السنة بالمتوسط إلى نحو 60 – 70 في المئة.
من غير المستبعد أن يكون تمديد الاستعدادات المختلفة لخطوة احتلال غزة، التي ستصل حسب نتنياهو إلى الموعد النهائي 7 أكتوبر 2025، ستؤدي إلى أن بعد شهرين فقط ستكمل قوات الجيش تطويق المدينة على نحو عشرة آلاف مخرب عادوا إليها في الأشهر الأخيرة، قبل أن تدخل عمليا إلى أزقتها وأنفاقها.