- أميركان كونسيرفاتيف
تعترض كوري شاكه على سجل السياسة الخارجية لبايدن على أساس أنه ليس متشددًا بما يكفي ومتشككًا جدًا بشان سياسة التدخل العسكري. لقد أعادت تأكيد وجهة النظر المتشددة المفلسة للعمل العسكري الأمريكي:
هذا النهج من التدخل العسكري الجزئي يجرد أيضًا السياسة الخارجية للولايات المتحدة من عنصرها الأخلاقي المتمثل في جعل العالم مكانًا أفضل. وهو غير كاف للتسبب بتقدم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
إن الاعتقاد بأن التدخل العسكري هو تعبير عن «العنصر الأخلاقي» للسياسة الخارجية الأمريكية خطأ كبير جدا، ولكنه للأسف متأصل بشكل عميق بين العديد من المتخصصين في السياسة الخارجية. عادة ما يكون التدخل العسكري كارثياً من أجل قضية تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. أولاً، من خلال ربط هذه القضية بالعدوان المسلح وتغيير النظام والفوضى، فإنها تميل إلى إضعاف مصداقية تلك القضية في أعين الناس الذين يعانون خلال الحرب. عادة ما تؤدي التدخلات العسكرية إلى تفاقم الظروف في البلدان المستهدفة، وفي الاضطرابات والعنف التي أسفرت عن مقتل مئات الألاف من الناس والعديد من الانتهاكات الأخرى لحقوق اإلنسان.وبشكل واضح فأن زعزعة استقرار البلدان الأخرى وتشريد الملايين من الناس وتدمير بنيتها التحتية واقتصادها لا يجعل أي شيء أفضل. وكقاعدة أساسية، لم تكن حروبنا الاختيارية حروبا أخلاقية أو عادلة، وكان قد نتج عنها موت ودمار هائل في الدول الأخرى. عندما ننظر إلى الدمار الذي حدث في العشرين سنة الأخيرة فقط بسبب السياسة الخارجية للولايات المتحدة، علينا أن نرفض الوهم بأن العمل العسكري له علاقة بالقيادة الأخلاقية. في كل مرة تخوض فيها الولايات المتحدة حربا لا داعي لها، يعد هذا الأمر فشلا أخلاقيا. وفي كل مرة تهاجم فيها الولايات المتحدة بلدًا آخر لا يشكل تهديدا لها، يعد أمر بغيضا على نحو أخلاقي.
وتستمر شاكيه في قولها: يدعي بايدن أن على الولايات المتحدة التزامًا أخلاقيًا بالرد بقوة عسكرية على الإبادة الجماعية أو استخدام الأسلحة الكيميائية، لكنه كان متشككًا في أمر سياسة التدخل العسكري في سوريا. لا يتطابق خطاب نائب الرئيس السابق مع سياساته بشأن القيم الأمريكية.
إذا لم يتطابق خطاب بايدن مع سياساته هنا، فينبغي أن نكون سعداء؛ لأن المرشح الديمقراطي المفترض للرئاسة ليس متعصبًا أيديولوجيًا لدرجة أنه سيصر على شن حروب ليس لها علاقة بأمن الولايات المتحدة. إذا كان هناك عدم تطابق، فإن المشكلة تكمن في الخطاب الموسع وليس في الشك حول سياسة التدخل. هذا الأمر صحيح بشكل خاص في النقاش حول سوريا، حيث استمر مؤيدو سياسة التدخل يطالبون بسياسات أكثر عدوانية دون إزعاج أنفسهم بإظهار كيف أن التصعيد لن يجعل الأمور أسوأ. هل من المفترض أن تكون شكوك بايدن حول سياسة التدخل في سوريا ضده كدليل على حكمه السيئ؟ يتحدث هذا النقد كثيرا عن الحشد المتشدد عديم الثقة في واشنطن الذي أراد إغرق الولايات المتحدة بشكل عميق في مستنقع من النزاع.
إحدى المشاكل الرئيسية في السياسة الخارجية للولايات الأميركية على مدى العقود العديدة الماضية هي أنها كانت تتمتع بالصفة العسكرية بشكل كبير. ولتبرير اللجوء المستمر إلى التهديد واستخدام القوة، أصر المؤيدون على تصوير العمل العسكري كما لو كان مفيدًا. لقد نجحوا في خداع الكثير من الأمريكيين للتفكير في أن «فعل شيء» لدولة أخرى هو نفس الشيء مثل فعل الخير. يؤكد مؤيدو سياسية التدخل على حسن نواياهم بينما يتجاهلون أو يقللون من الأهوال التي تنجم عن السياسات التي يدافعون عنها، وقد تمكنوا من السيطرة على خطاب الأخلاق لتضليل الجمهور في التفكير أن مهاجمة البلدان الأخرى أمر مشروع حتى إلزامي. وقد أدى ذلك إلى تحطيم وتشويه مناظرات سياستنا الخارجية من خلال وضع إطار لكل نقاش حول الحرب من حيث «العمل» الصالح مقابل «التقاعس» البائس. هذا يقلب كل شيء على رأسه. فهذا يتعامل مع العدوان على أنه فضيلة، والعنف على أنه أمر مفيد. حتى بايدن فقد تعرض للانتقاد بسبب افتقاره إلى قناعة أخلاقية لكل حرب غير ضرورية.