عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Sep-2020

“النووي الإيراني” يحدث شرخا غير مسبوق بعلاقات الولايات المتحدة وأوروبا

 باريس – أحدثت الخطوة الاميركية بانهاء الاتفاق النووي الايراني المبرم في 2015 شرخا غير مسبوق بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين الرئيسيين، قد يطول أمدها في حال اعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولاية ثانية.

في الماضي لم يكن الشرخ عميقا الى درجة كبيرة، فقد اعتبر الاوروبيون المدعومون من بكين وموسكو وطهران الاحد الماضي الاعلان الاميركي بإعادة فرض عقوبات أممية على ايران لا قيمة قانونية له.
وسبق ان حدث شرخ عبر الاطلسي كما حصل خلال غزو العراق مثلا في 2003. لكن الولايات المتحدة واجهت في حينها معارضة فرنسا وليس بريطانيا.
وأعلن باسكال بونيفاتشي مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية “انها المرة الاولى التي يعارض فيها البريطانيون الولايات المتحدة حول موضوع تعتبره الخارجية الاميركية اساسيا”.
واضاف ان بريطانيا بقيت على موقفها رغم “مطالب الولايات المتحدة التي اصبحت اكثر إلحاحا” والهوة الدائمة التي سببها بريكست مع باقي اوروبا. وموقف واشنطن رمى بالامم المتحدة في ثغرة قانونية غير مسبوقة في الوقت الذي تفتتح فيه الثلاثاء اعمال الجمعية العامة السنوية التي يفترض بها ان تبرز التعددية. وتواجه واشنطن في الملف الايراني منذ اكثر من عامين جبهة موحدة تشكلها لندن وباريس وبرلين التي تعتبر ان امنها مهدد بسبب مخاطر الانتشار النووي.
وتؤكد الولايات المتحدة “انها لا تخاف أن تكون لوحدها” وكثف وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو تصريحاته بشأن الأوروبيين المتهمين “بعدم تحريك ساكن” حيال ايران و”باختيار الوقوف في صف الجمهورية الاسلامية”.
وهذا الشرخ حول ملف ايران الذي بادر به الرئيس دونالد ترامب يشكل النقطة الرئيسية في تفكك العلاقات بين الولايات المتحدة وأقدم وأقرب حلفائهم الاوروبيين.
ومنذ ثلاث سنوات ظهر الشرخ في ملفات أخرى مهمة – المناخ والقدس (المحتلة) عاصمة لاسرائيل وحلف شمال الاطلسي – وايضا خلال مفاوضات في الامم المتحدة حول مواضيع أقل أهمية. وما أثار مفاجأة كبيرة في صفوف الدبلوماسيين الاوروبيين غير المعتادين على مثل هذا التسلط، ذهبت واشنطن الى حد استخدام حق الفيتو او اقتراح مشاريع قرارات مضادة لفرض رؤيتها، وهو سلوك غالبا ما كان يخصص حتى الآن لخصوم الاميركيين.
وفي كانون الاول (ديسمبر) 2018 أثارت بريطانيا غضب واشنطن بعد ان وضعت نصا حول اليمن لا يستهدف ايران وينتقد السعودية. وفي نيسان (ابريل) 2019 اعادت واشنطن صياغة نص وضعته المانيا حول العنف الجنسي كان يكثر الاشارة الى العدالة الدولية.
والعام الماضي كشف الخبير في مجموعة الازمات الدولية ريتشارد غوان ان “غياب وحدة استراتيجية بين الغربيين في مجلس الامن يمنح روسيا والصين قناة دبلوماسية لاعطاء دفع لمصالحها في نيويورك”.
ويرى برتران بادي الاستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس ان الاوروبيين باتوا في موقف “جمود” في الملف الايراني.
ويضيف “أساسا الاولوية لدى الاوروبيين هي الحفاظ على التحالف مع الولايات المتحدة لانهم بحاجة اليها بما انهم غير قادرين على ضمان سياسة أوروبية دفاعية او أجنبية”.
ويتابع “يقولون جميعا “علينا ان نصمد 43 يوما” حتى موعد استحقاق الانتخابات الرئاسية الاميركية في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر). ويأمل كثيرون في أن يعيد فوز الديموقراطي جو بايدن الولايات المتحدة الى المنتديات الدولية التي ابتعدت عنها وسيعيد اللحمة الى التحالفات الغربية.-(أ ف ب)