عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jun-2023

اختراق الخصوصية الشخصية*م. فواز الحموري

 الراي 

بات في حكم المؤكد ونتيجة التطور التكنولوجي الحديث، أن لا خصوصية شخصية بعد الآن وبالإمكان اختراقها بوسائل منوعة والتوغل في الأسرار دون استئذان وتصريح للدخول إلى أدق التفاصيل.
 
أترك للمختصين في مجال الأمن السيبراني المجال، ولكن أشير إلى سهولة اختراق الوقت والخصوصية وعلى مدار الساعة من خلال جهاز الموبايل والتطبيقات الحديثة للتواصل دون موعد مسبق وبشكل مزعج، سواء بالتعليقات وتوجيه الرسائل دون تدبر والصور وتطبيق الفوتوشوب والكثير والعديد من وسائل ما يسمى التواصل الاجتماعي.
 
عدم الشعور بالراحة والخصوصية نتيجة سرقة الموبايل لتفاصيل الحياة اليومية والاعتداء على حرمة الوقت المتاح للخلود إلى النفس، أصبح واقع نعيشه بحسرة وقلق ومضيعة وهدر للحظات تغيب عن البال والاستغراق في الطبيعية بعيدا عن الكم الهائل من لحظات ودقائق وساعات تصفح شاشة الموبايل وعدم الانتباه للعالم من حولنا.
 
مثال مضحك مبك، اتصال شخص مع آخر بعد منتصف الليل ليتأكد أنه «نايم» فقط، وأمثلة كثيرة من الاستهتار بخصوصية الناس والتعامل بسطحية ومزح «سخيف» ينتهك وقت الآخرين دون الالتفات لظروفهم وأحوالهم.
 
الفرق واضح بين الوقت العام المخصص للخدمة وبين الوقت الخاص المحدد للراحة وأخذ قسط من الخصوصية الذاتية، تتوقف عندها حدود الاتصال بعد ساعة محددة ووقت معلوم، ولكن ذلك ومع الوسائل الحديثة لا يحدث، بل تجد من يتصل أو يرسل رسالة قصيرة وواتس أب في وقت متأخر كونه سهران ولا يريد لغيره النوم والاستغراق في الأحلام.
 
اختراق خصوصية العيد من الشخصيات العامة الاعتداء على تفاصيل حياتهم الشخصية ونشر المعلومات عنهم دون اذن وموافقة منهم، فيه الكثير من الإساءة والتنمر والقسوة على أمور خاصة لا دخل لها من قريب أو بعيد بمصير الناس، فهل نرشد من تناول أمور الآخرين ونلتفت لأنفسنا قليلا؟.
 
كيف، «ليش»، «شو في»، كم، متى، واسئلة عديدة من أدوات اختراق الخصوصية الشخصية تمارس ومن خلال التعليقات على الفيس بوك تحديدا وتنشر على مدى واسع وللأسف، وتقع المشاكل والخلافات نتيجة تعليق لا طعم له او صلة بالأخلاق العامة واحترام الآخرين.
 
المؤسف والملاحظ أن العديد من التعليقات على الفيس بوك، تقلد آخر تعليق، والذي قد يختلف عن التعليق الأول؛ تكون المناسبة وفاة، ولكن مع كثرة التعليقات والتقليد وعدم القراءة والتدبر، تكون التهنئة.
 
قد يكون الحل الجذري في التقليل والتخفيف من استخدام التكنولوجيا الشخصية والموبايل والتطبيقات المدرجة في محتواه، ولعل غياب التواصل الشخصي وجها لوجه يثير غربة إنسانية كبيرة؛ يصر متقاعد على دفع الفواتير من خلال مراكز الدفع المباشرة، فسأله ابنه لماذا تفعل ذلك وتبذل جهدا مضاعفا وبإمكانك انجاز ذلك الكترونيا، فكان الجواب: «اريد أن ابقى على قيد الحياة واتفقد الأشخاص الذين يرتادون نفس مكان الدفع والموظفين، أشعر أن استقبالهم وابتسامتهم وسؤالهم عني تعني الكثير».
 
الاعتداء على الخصوصية الشخصية وسرقة وقت الآخرين، سمة وسلوك ينبغي الانتباه إليه والتصرف لمعالجته بحكمة واتزان وعدم السماح لسارقي اللحظات من التمدد والتحكم في المزاج العام والخاص على حد سواء.
 
لا بد من حماية النفس من اختراق الخصوصية الشخصية بالتريث والتخفيف قدر الإمكان من استخدام التكنولوجيا الضارة نفسيا واجتماعيا ومحاربة الذباب الالكتروني ورشه بمبيدات الأخلاقية؛ ثمة الكثير المطلوب لعمله في هذا المجال للمحافظة على اعتبارنا لأنفسنا والآخرين والأمر كله بأيدينا..!.