عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Aug-2025

حلف دفاع عربي مشترك*محمود خطاطبة

 الغد

في ظل الأوضاع غير الطبيعية في المنطقة، وما تشهده من أفعال وأقوال، أصحابها المُتصلفين الصهيونيين، يُراد بها النيل من أوطاننا العربية، أكثر مما أُخذ وسُلب بالقوة والعنجهية والغطرسة، على مدى عقود مضت، فإنه بات لزومًا حماية بلادنا العربية، وتمتين جبهاتنا الداخلية أكثر فأكثر، حتى لا يتم إعطاء أي فُرصة لتحقيق أحلام الصهاينة "التوراتية".
 
 
تلك كلمات أخطها، وكُلي أمل ألا يتم فهمها على غير مقصودها أو معناها، من قبيل انتحار عن طريق شن حروب أو عمليات عسكرية، ليس لنا قدرة عليها، أو بمعنى أصح غير قادرين على تحمل نتائجها العكسية، لا قدر الله.. لكن ليس من الطبيعي والعزة والكرامة والنخوة، أن يتم ترك بلادنا العربية هكذا سُدى، يسرح ويمرح فيها العدو الصيهوني، من غير حسيب ولا رقيب.
وليس من الطبيعي أيضًا، ألا نعد العدة، ونكون على أُهبة الاستعداد، وبأقصى درجات طاقاتنا، من أجل الذود عن حمانا العربية، التي باتت تنقص شيئًا فشيئًا، بسبب دولة الاحتلال الإسرائيلي وقضمه لأراض، في القريب العاجل ستكون ضمن أراضيه، وحدوده التي يسعى منذ عقود إلى توسيعها، وكُل ذلك على حساب العرب وبلدانهم.
وهُنا أدعو إلى التركيز جيدًا على ما جادت به قريحة وزير الداخلية الأسبق، سمير الحباشنة، عندما أكد قُبيل أيام في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية، ضرورة "إحياء مجلس الدفاع العربي المُشترك، لمواجهة مُخططات إسرائيل التوسعية في المنطقة. لا أستبعد على "حُكومة المجانين"، التي يقودها بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، شن حرب على أي بلد بالمنطقة".
نعم إحياء مجلس الدفاع العربي المُشترك، خصوصًا بعدما تمادى الكيان المسخ، في القتل والتدمير واحتلال أراض عربية جديدة، ناهيك عن تلك المُحتلة في الأعوام السابقة.. نعم مجلس دفاع عربي مُشترك، يكون قادرًا على حماية الشعوب العربية، خاصة أنه ثبت باليقين وبعد عقود من السلام مع بني صهيون، أن الأخيرين ما يزالون مُصرين على أن تبقى أياديهم مُلوثة بدماء العرب بشكل عام، والفلسطينيين بشكل خاص، الذين يئنون جراء إبادة جماعية، لم يشهد التاريخ أبشع منها.
وإذا كانت المادة الخامسة من ميثاق تأسيس حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تنص على مبدأ الدفاع الجماعي، حيث يُعد أي هجوم على أحد الأعضاء بمثابة هجوم على جميع الدول الأعضاء في الحلف، البالغ عددها 32 دولة.. فإنه يحق لنا أن نتساءل لماذا نحن العرب لا نحذو حذو حلف (ناتو)، خصوصًا أنه تربطنا علاقات دم وأُخوة ولغة واحدة وجغرافيا واحدة، وكذلك تاريخ واحد نوعًا ما.
حلف مُشترك، ندافع من خلاله عن ما تبقى لنا من أراض وكرامة وعزة، أو على الأقل وقف نزيف الدم الفلسطيني حاليًا، والعربي في قابل الأيام.. حلف مُشترك ولو من باب الغيرة من حلف (ناتو)، نبدأ من خلاله بإعداد خطط، هدفها حماية الدول العربية، أو على الأقل ما تُسمى بـ"دول الطوق"، التي باتت تُهدد جهارًا نهارًا، من قبل الكيان الغاصب، الذي لا تردعه حاليًا أي قوة عسكرية أو قانون أو ميثاق دولي.