عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Nov-2025

هل تنفجر الضفة الغربية في وجه الاحتلال بعد اعتداءاته وقطعان المستوطنين؟

 استنفار أمني لقمع الغضب الشعبي الفلسطيني

 
الغد-نادية سعد الدين
 تشهد الضفة الغربية تصعيداً صهيونياً غير مسبوق منذ أشهر، في ظل اعتداءات المستوطنين اليومية والأنشطة الاستيطانية التوسعية وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إزاء مخطط السيطرة على زهاء 40 % من أراضيها، مما يجعل ساحتها في حالة توتر واحتقان شديدين وعلى حافة الانفجار الوشيك في وجه عدوان الاحتلال.
 
 
ولم تخفِ مؤسسة الاحتلال العسكرية خشيتها من أن الضفة الغربية وصلت إلى نقطة الغليان التي قد يصعب معها الاحتواء، في ظل تصاعد الاعتداءات وهجمات المستوطنين على الفلسطينيين، ودفع الوزراء المتطرفين لخطة "الضم" الكامل، بما قد يجعل الأوضاع تتجه نحو انفجار يصعب السيطرة عليه.
ويرى الفلسطينيون أن مؤشرات البيئة المشحونة بعناصر الانفجار الشامل متوفرة، وسط غضب شعبي عارم ضد التغول المتصاعد في انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، مما يشي بتشكل معادلة صراع جديدة على الأرض قد تؤدي لزيادة الصدام مع الفلسطينيين.
وقدروا أن تداعيات جرائم الاحتلال ستمتد تأثيراتها لمختلف أنحاء الضفة الغربية، بعدما تحولت إلى بؤرة مركزية لمقاومة فلسطينية متجددة، مدفوعة بغضب شعبي فلسطيني حاشد.
ونتيجة اتساع دائرة العنف اليومي وتأثيرها المباشر على الفلسطينيين، وتوسع الجماعات الاستيطانية على حساب الأراضي الفلسطينية بدون رادع أو محاسبة، وفي ظل الاستنفار الأمني لقوات الاحتلال، فإن أي احتكاك ميداني أو اشتباك أو استهداف لأبناء الشعب الفلسطيني والمقاومة في الضفة العربية، قد يصبح تحركاً قابلاً للتصعيد نحو المواجهة المفتوحة، ويجعل أي لحظة صدام محتملة محطة قد تُسجل كنقطة فاصلة في مسار المقاومة الفلسطينية. 
وطبقاً لتقديرات وسائل إعلام الاحتلال والتحذيرات الأمنية الرسمية، قد تلجأ الحكومة المتطرفة إلى تعزيز انتشارها العسكري في الضفة الغربية بشكل أكبر، أو شن عمليات ميدانية واسعة ضد عناصر المقاومة، أو فرض تغييرات سياسية وأمنية عميقة، وربما إعادة إنتاج استراتيجية تجزئة الضفة الغربية لمواجهة الغضب الشعبي الفلسطيني. 
وتدخل عمليات الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال بحق مقاومين فلسطينيين مؤخراً في إطار خطة صهيونية لاستهداف الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية بالتهجير، عبر الاقتحامات المتكررة للقرى والمدن الفلسطينية والمداهمات والاعتقالات الواسعة، والتي تسببت في ارتقاء العديد من الشهداء والمرضى الفلسطينيين وفقدانهم لأراضيهم ومنازلهم ولممتلكاتهم الخاصة.
ويحذر مراقبون فلسطينيون، حسب الأنباء الفلسطينية، من مخطط صهيوني لإحياء مشروع "روابط القرى" الذي يهدف إلى تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة، على غرار التجزئة التي فُرضت على قطاع غزة سابقاً، مما سيزيد من حدة التوتر والمقاومة الشعبية. 
من جانبه، أكد القيادي في حركة "حماس"، عبد الرحمن شديد، أن تصعيد الاحتلال لعمليات الملاحقة والاقتحام والاغتيال بحق المقاومين يشكل دليلاً على حالة الرعب التي يعيشها، والهواجس الأمنية التي تسيطر عليه من استمرار مد المقاومة في الضفة الغربية. 
وأشار شديد، في تصريح له أمس، إلى أن الاحتلال لن يستطيع فرض معادلاته على الشعب الفلسطيني مهما تمادى في بطشه وإجرامه، ومهما لجأ إلى القوة المفرطة والاغتيال والاعتقال لتحقيق مخططاته بالضم والتهجير. 
فيما أكدت الفصائل الفلسطينية، في بيانات منفصلة، أن "الغضب الفلسطيني المتراكم سينفجر في وجه الاحتلال"، معتبرة أن جرائم القتل اليومية واعتداءات المستوطنين على القرى والمدن الفلسطينية لن تؤدي إلى الهدوء، بل إلى مواجهة أكثر شمولًا على الأرض. 
وقالت أن استمرار الاحتلال في فرض الوقائع على الأرض، بدون أي اعتبار للحقوق الفلسطينية، يعزز احتمالية اندلاع انتفاضة جديدة، حيث تتلاقى الاحتياجات الأمنية للفلسطينيين مع رغبتهم المتصاعدة في المقاومة والدفاع عن أرضهم ومقدساتهم. 
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن صمت مجلس الأمن والمؤسسات الدولية على تمويل الاستيطان وتوفير كل أنواع الدعم للمستوطنين في الضفة الغربية، رغم انتهاكها الواضح والصريح لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية وقرارات مجلس الأمن، هو صمت مريب لا يمكن تبريره. 
وشددت الحركة، في تصريح لها أمس، على ضرورة مواجهة سياسات الاستيطان والعدوان المستمر ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة، من خلال تبني مواقف داعمة للحق الفلسطيني، وتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي لثبيت وجود الشعب الفلسطيني فوق أرضه وحماية حقه في وطنه. 
كما أكدت الحركة على حق أبناء الشعب الفلسطيني في ممارسة حقهم في الدفاع عن النفس والتصدي لهذه الاعتداءات والاشتباك مع العدو الصهيوني بكل الوسائل المتاحة، وفي مقدمتها المقاومة التي كفلتها كل القوانين والأعراف الإنسانية.
وفي وقت سابق أمس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب سلطان نضال عبد العزيز (22 عاما) برصاص الاحتلال في قرية مركة جنوب جنين شمال الضفة الغربية، بالتزامن مع استشهاد الفلسطيني عبد الرؤوف اشتيه الذي ارتقى إثر عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال خلال اقتحامها شرقي نابلس، بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً مع العدو الصهيوني. 
ونفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في عدة محافظات بالضفة الغربية، تخللها اقتحام المنازل والتفتيش والاعتداءات الميدانية، واحتجاز عشرات الفلسطينيين في ظروف قاسية، خصوصًا في بلدة عزون شرق قلقيلية حيث شهدت البلدة أوسع عمليات الاعتقال.