عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Aug-2019

هدف الاحتلال تفريغ الأرض - كمال زكارنة

 

الدستور- المشاريع الاستيطانية الضخمة التي تجتاح المناطق  «ج» في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،التي تشكل اكثر من ستين بالمئة من مساحة الضفة الغربية ،ومنع البناء الفلسطيني فيها منذ سنوات ،بالتزامن مع اعمال الهدم الجماعي في ضواحي القدس المحتلة ،ومناطق فلسطينية اخرى ،والمضايقات الامنية التي اخذت تطال الاطفال الفلسطينيين بشكل مكثف،تشكل في مجموعها الى جانب العديد من الاجراءات والممارسات والسياسات الاحتلالية الاخرى ،تكثيفا للاعمال التنفيذية على الارض لاستكمال المشروع الصهيوني التهويدي في فلسطين التاريخية ،الذي يتناقض تماما وكليا،مع اية توجهات للوصول الى تحقيق سلام في المنطقة ،ويضع الاحتلال الصهيوني نفسه امام خيارات هو يرفضها ولا يريدها اصلا ، فهذا المشروع الذي يلغي مبدأ حل الدولتين ،يطرح بشكل تلقائي حل الدولة الواحدة ،الامر الذي يعني نهاية ووأد فكرة الدولة اليهودية احادية القومية في فلسطين ،وهذا يتنافى مع الهدف الصهيوني المعلن منذ عقود عديدة،كما انه يعني بشكل او بآخر بداية نهاية الحلم الصهيوني في فلسطين ،الامر الذي يجعل الكيان الصهيوني يقاوم بشدة وبقوة لمنع فكرة الدولة الواحدة ،لان الكفة مستقبلا سوف تميل لصالح الشعب الفلسطيني ،وسوف تفتح ابواب الهجرة اليهودية العكسية من فلسطين الى الخارج ،والعودة للفلسطينيين والعرب الى فلسطين التاريخية ،وهذا سوف يخلخل الميزان الديمغرافي لصالح الجانب العربي الفلسطيني ،اذن ،في ضوء رفض الاحتلال لمبدأ حل الدولتين ،وحل الدولة الواحدة ،يبقى خيار الترانسفير الجماعي للشعب الفلسطيني ،والحديث هنا يستهدف ترحيل ستة ملايين ونصف المليون فلسطيني الى خارج فلسطين ،فهل هذا ممكن ومتاح للعدو الاسرائيلي ،امام المعطيات الحالية الواقعية على الارض ،هذا الخيار اكثر استحالة واكثر صعوبة من الخيارين الاولين التي يرفضهما الاحتلال ، لاكثر من سبب ،الاول ان الشعب الفلسطيني سوف يفضل الموت على الرحيل ،ولن يقبل بأي مكان بديلا لفلسطين ،والثاني لن يجد الاحتلال ارضا او دولة عربية ترضى وتوافق على ترحيل الشعب الفلسطيني واستقباله على اراضيها ،لان الاخطاء التاريخية لا يمكن ان تتكرر ،ولن يجد الاحتلال من يتنازل عن شبر واحد في فلسطين.
في ضوء كل هذه المعطيات ،بدأ الاحتلال يتخبط وهو لا شك مرتبك ،لأنه ينفذ مشاريعه الاستيطانية الاحلالية ،في ظل عدم وجود اي افق يضمن نجاح مشروعه التوسعي التهويدي ،ولا يفكر ابدا بمصير الستة ملايين ونصف المليون فلسطيني في فلسطين ،الذين يمكن ان يتحولوا بسهولة الى ملايين القنابل المتفجرة والاحزمة الناسفة ،وهذه الفوضى التي يعمل الاحتلال تحت جنحها مع غياب اية حسابات للنتائج المترتبة عليها مستقبلا،تضع المنطقة برمتها على فوهة بركان ،خاصة ان كل ما يعني الاحتلال هو تفريغ الاراضي الفلسطينية من اصحابها الشرعيين لتحقيق احلامه التوسعية .
اعلان نتنياهو الاستعداد للسماح للفلسطينيين  ببناء عدة مئات من المنازل في مناطق «ج» ،يحمل عدة رسائل ،اُولاها ،ان هذه الاراضي تحت السيادة الاسرائيلية الكاملة وتخضع للقوانين الاسرائيلية ولا مجال للتباحث بشأنها ،وهي مناطق استيطانية والاحتلال وحده يقرر متى يسمح للفلسطينيين بالبناء وكم عدد المنازل المسوح لهم بناؤها فيها ،وانها على جدول الضم في اي وقت.
الحقيقة الوحيدة الباقية والدائمة ما دامت الحياة ،هي ان فلسطين اراض عربية اسلامية محتلة ،وان الاحتلال ومستوطناته ومستوطنيه زائلون حتما ،وستبقى فلسطين وشعبها على خارطة العالم كما هي مهما حاول الاحتلال تغيير الواقع.