عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2019

مؤتمر وارسو الدولي - كمال زكارنة
 
الدستور - مؤتمر وارسو الدولي الذي يبدأ اعماله غدا في العاصمة البولندية وارسو، وتستمر ثلاثة ايام بمشاركة دولية واسعة، وقد حشدت الولايات المتحدة الامريكية اكثر من سبعين دولة للمشاركة في اعمال هذا المؤتمر الذي يبحث بندا واحدا وهو ازمة الشرق الاوسط والبحث عن حل لها، والحل وفق الرؤية الامريكية قد يكون بفرض صفقة القرن.
الحضور العربي للمؤتمر ومشاركة بعض الدول العربية في اعماله، ليس معيبا، اذا كان هذا الحضور سيكون للدفاع عن قضية العرب الاولى والمركزية قضية فلسطين، والعمل على افشال المخطط الصهيو-امريكي الهادف الى تصفية القضية، لان المشروع الامريكي المتمثل بصفقة القرن سوف يلغي مبادرة السلام العربية وينسفها من الاساس، كما سيلغي جميع الاتفاقيات والتفاهمات الخاصة بالموضوع الفلسطيني منذ مؤتمر مدريد للسلام وحتى الان، اي انه يجب كل ما قبله، ويعيد الجميع الى المربع الاول، حتى يسهل على الادارة الامريكية تمرير وتنفيذ صفقتها التصفوية، لذا من واجب الدول العربية التي ستشارك في اعمال المؤتمر ان تدافع بكل قوة عن المبادرة العربية للسلام، على انها المشروع الافضل للتوصل الى سلام يمكن ان يدوم ويستمر ويعيد الحقوق الى اصحابها ويحفظ امن واستقرار دول المنطقة ويؤمن الازدهار لشعوبها، ويضمن الامن والتعايش السلمي فيما بينها.
 الادارة الامريكية ومن يدور في فلكها، تجاوزوا عصر المؤامرات المخفية تحت الطاولات، بعد صياغتها في الغرف المغلقة والمعتمة، وانتقلوا الى طرح المشاريع التصفوية في العلن وفوق الطاولات دون خجل او تردد، لكن افشال كل هذه الجهود الامريكية التخريبية الاستعمارية الجديدة، ممكن جدا وسهل جدا، ولا يحتاج لاكثر من كلمة مكونة من حرفين ..لا ..عربية فلسطينية صغيرة.
 جولة المسؤولين في الادارة الامريكية لمناطق في الشرق الاوسط، هدفها الترويج الاقتصادي للصفقة المدمرة، كاغراء لبعض الدول للحصول على موافقتها السياسية على الصفقة، اي ان هؤلا المسؤولين سوف يتسلحون خلال جولتهم القادمة بأمرين، الاول موافقة دول على الصفقة، والثاني السخاء الاقتصادي والكرم المالي الامريكي المصطنع، الهادف الى تعزيز مكانة الاحتلال الصهيوني وتمكينه من تنفيذ مشروع التاريخي في فلسطين بموافقة دولية.
المطلوب من الدول العربية الشقيقة في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، المشاركة في المؤتمر وغير المشاركة، رفض جميع اشكال التطبيع مع العدو الاسرائيلي، قبل التوصل الى سلام حقيقي مع الشعب الفلسطيني.