عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jun-2020

التطورات في المشهد الأميركي وتداعياتها الدولية - د.هايل ودعان الدعجة

 

الدستور- ربما لم يكن أحد يتوقع التطورات التي طرأت في المشهد الأميركي في عهد الرئيس دونالد ترمب وبصورة غير مسبوقة، وقد احدثت ارباكا طال المنظومة الدولية وتركها اسيرة لعديد من السيناريوهات والاحتمالات المستقبلية التي قد تغير شكلها وتركيبتها، انعكاسا لحجم التغيرات التي أحدثها الرئيس ترمب في السياسات والتوجهات الداخلية ذات الأبعاد الخارجية لارتباطها بمصالح بلاده، التي تشهد تغيرا في وسائل تحقيقها تطبيقا لشعار أميركا أولا الذي مثل هدفا ترامبيا فضفاضا يصعب تعريفه أو فهمه في ظل الفوضى التي رافقت السياسات التي انتهجها، لدرجة الانقلاب على كل ما كان يعتقد أنه من الثوابت والمبادئ وحتى الخطوط الحمراء ممثلة بالمنظومة القيمة والأخلاقية والمؤسسات الأمنية والإعلامية والقضائية والبرلمانية الاميركية، التي نالها الكثير من الاساءة والاستهداف بشكل احدث تصدعا وتصادما داخليا غير معهود، ترجم إلى انقسام بين مختلف المكونات والمؤسسات الأميركية، جعلت الولايات المتحدة تتصدر الأخبار العالمية لفداحة وغرابة ما تشهده ساحتها من أحداث وملفات ستبقي العالم يعيش حالة من الترقب لما ستسفر عنه هذه التطورات التي سيكون لها تداعياتها عليه.
لذلك بدا العالم معنيا بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة والبناء عليها، لتحديد خطواته القادمة بعد أن بات بصورة ما يفكر به الرئيس ترمب الذي جعله عرضة لسياسات وقرارات مفاجئة وأحيانا صادمة بطريقة وترت الاجواء واقلقت المجتمع الدولي الذي بات مقتنعا بعدم امكانيته أو قدرته على تحمل ترمب لدورة رئاسية ثانية إذا ما فاز، لأنه لن يقوى على البقاء تحت ضغط مفاجأته وصدماته. الأمر الذي سيجعل من أطراف دولية فاعلة مستعدة لمواجهة هذا الاحتمال عبر الوصول إلى توافقات وتفاهمات على لغة التعامل مع هذا التحدي الذي يمثله الرئيس ترمب المندفع بقوة في المسار الذي اختطه ولم ير فيه إلا اتجاها واحدا لوجهة واحدة هي اميركا اولا على حساب بقية مكونات المنظومة الدولية، التي قبلت على نفسها واختارت بارادتها السير في الاتجاهات التي طالما رسمتها لها الإدارات الأميركية المتعاقبة بعد انتهاء الثنائية القطبية اعترافا منها بالقيادة الأميركية العالمية.. دون أن تضع في حسابها يوما ان تجد نفسها أمام هكذا اختبار او مأزق أساسه صراع المصالح والأولويات والنفوذ بعد الاعتقاد بأنه قد تم التفاهم عليها كجزء من ترتيبات ما بعد الحرب الباردة.. مما يضعها أمام احتمال أن تعيد التفكير بهذه الترتيبات والحسابات بما يتوافق ومصالحها حتى لو اقتضى الامر تغيير النظام الدولي.. وهو الاحتمال الذي تضعه شخصيات ومؤسسات أميركية داخلية باعتبارها أيضا، بطريقة قد تجعلها تفكر بإعادة ترتيب بيتها الداخلي هي الأخرى، ومن بوابة الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة مدفوعة بالتداعيات السلبية التي تركتها سياسات الرئيس ترمب على المجتمع الاميركي نفسه، وشكلت قاسما مشتركا مع المحيط الدولي.. الأمر الذي قد يدفع بها لتوظيف التحديات التي يواجهها ترمب في الداخل انتخابيا على وقع اثارها السلبية على مكانة أميركا وسمعتها ودورها، والتعاطي معها كادوات ضغط لتضع المجتمع الأميركي نفسه أمام مسؤولياته في تحمل التبعات المترتبة على خياراته الانتخابية.. على وقع تطورات وأحداث كبرى شهدتها الولايات المتحدة ممثلة بفيروس كورونا وعدم الارتقاء بالأداء إلى مستوى هذا التحدي ومعالجته في ظل انعكاسه سلبيا على مختلف القطاعات المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الاميركية. إضافة إلى الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي اجتاحت الولايات المتحدة والتي رافقت جريمة مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد رجل شرطة ابيض بصورة مناقضة للقيم والمبادئ الأميركية. إلى جانب التحدي الذي تمثله مذكرات جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، التي يتهم بها الرئيس ترمب بارتكاب تجاوزات قد تضر بالأمن القومي الأميركي..
في إشارة إلى السلبيات والتحديات التي تواجه الداخل الأميركي، كما المنظومة الدولية والتي قد تضر بأمنها واستقرارها مع قفز الولايات المتحدة على الكثير من أدواتها وآلياتها ومنظماتها واتفاقياتها وضرب قرارات الشرعية الدولية حول القضية الفلسطينية والجولان عرض الحائط..